عُمان.. الحضور الذكي والمؤثر

 

د. لمياء محمود **

 

حسنًا خططت ونفذت سلطنة الخير سلطنة عُمان، ليكون العود المحمود، ونرى البصمة الفارقة والحضور المتميز المؤثر فى كل المحافل؛ ففي الوقت الذي بدأت فيه دول العالم تنفض عن كاهلها آثار عامين كاملين من الإغلاق نتيجة جائحة كورونا، التي ضربت الكرة الأرضية، وأحدثت الهلع والفزع، الذي أوصلنا الى حالة التقوقع والركود لشهور طوال، نجد سلطنة عمان تتألق بحضور فارق، وتشبيك مثالي لعدد من التظاهرات والفعاليات، وتكون في بؤرة إدارتها.

فإضافة إلى العديد من الفعاليات المحلية والخليجية التي أقيمت في أنحاء السلطنة خلال الأشهر الأولى من هذا العام، كانت الاستضافة المتميزة للمؤتمر العام لاجتماعات الاتحاد الدولي للصحفيين "الكونجرس" فى دورته الحادية والثلاثين، وهو الحدث الذي ضمَّ أكثر من 300 صحفي من أكثر من 100 دولة يمثلون المؤسسات الصحفية والنقابية حول العالم، جاء التنظيم من خلال الجلسات المتعددة والمتنوعة معبرا عن مكانة الصحافة كصوت للحق مهما تباينت الثقافات والأجناس والديانات والسياسات وتفاعلاتها.

لقد حقق الصحفيون المشاركون من خلال نقاشاتهم وتفاعلهم تشاركا في الخبرات الصحفية، وتبادلا لأدوات الرسالة الإعلامية النبيلة من أجل الارتقاء بالعمل الصحفي، في مواجهة الصعوبات التي تواجه الصحافة فى مختلف أنحاء العالم. ومع الحضور القوي للشخصيات المهنية رفيعة المستوى، والموضوعات الحيوية التي طرحت تم تسجيل شهادة ريادة دولية للسلطنة لمسها الجميع على أرض الواقع.

وبعد أقل من شهرين على هذا الحدث الذي مازالت أصداء نجاحه وتميزه تتردد فى دول العالم وفي المحافل الصحفية المختلفة، جاء حدث آخر يؤكد الرؤية الثاقبة والتخطيط الجيد المبني على ربط وتشبيك الأحداث والفعاليات ببعضها البعض، وتحقيق أكثر استفادة معنوية ومادية، وترك الأثر الذى يُبنى عليه في المستقبل مع تجدد الأحداث.

تمثل ذلك في "ملتقى كأس العالم في ربوع عُمان"، وهو الملتقى الإعلامى الخليجي والعربي الذي عقد قبل "مونديال قطر 2022" بمائة يوم، وقد تمَّ توجيه الدعوة لأبرز الإعلاميين الرياضيين الخليجيين والعرب للمشاركة في الملتقى الذي تضمن عددا من الندوات، بالإضافة إلى إقامة معرض متنقل عن كأس العالم يتضمن جوانب عن تاريخ كأس العالم والمنتخبات المشاركة وأبرز نجوم العالم بالإضافة إلى ملاعب المونديال. كما تضمن فعاليات ترفيهية متعددة مثل إقامة مباراة الأساطير لنجوم كرة القدم بمشاركة أكثر من خمسين نجماً بمحافظة ظفار والذين شاركوا ومثلوا المنتخبات الوطنية منذ الثمانينات.

ثم تأتي المفاجأة التي تمثل نقلة مفصلية في التعامل مع الأحداث الكبرى، والمشاركة فيها بشكل إيجابي لافت، وهي أن السلطنة ستكون شريكًا فى كأس العالم الذي ينطلق في قطر فى نوفمبر المقبل، فقد أعلنت وزارة التراث والسياحة أن السلطنة ودعمًا لقطر لإنجاح البطولة، ستمنح مشجعي كأس العالم تأشيرة مجانية لدخول البلاد.

ويتمثل البرنامج العماني لكأس العالم، في الترويج للعاصمة مسقط كمدينة رئيسة ومعتمدة لاستقبال جماهير مونديال قطر، وتوفير تجربة ميسرة واستثنائية للجماهير القادمة إلى السلطنة، من خلال منح تأشيرة مجانية متعددة الرحلات معززة بميزة الاستخراج عند الوصول، مع إمكانية اصطحاب الشخص لعائلته من الدرجة الأولى والإقامة في السلطنة. كما أن هناك تنسيقاً لاستضافة بعض المنتخبات المتأهلة لكأس العالم في قطر في السلطنة. ولتحقيق ذلك بشكل صحيح تم تخصيص عشرين ألف غرفة فندقية وأكثر من مائتي منتجع سياحي بمشاركة أكثر من خمسة وثلاثين مشغلا محليا، تضم شركات النقل البري، التى ستعمل بالشراكة مع أكثر من خمسين شركة طيران حول العالم تسير رحلاتها إلى سلطنة عُمان.

ويتضمن البرنامج كذلك فعاليات وأنشطة أخرى، من أبرزها مهرجان لمشجعي كأس العالم سيُقام في حدائق مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض لتوفير أجواء احتفالية تتناسب مع الحدث العالمي الكبير الذي يحل لأول مرة في المنطقة العربية.

بنظرة فاحصة لهذه الأحداث الثلاثة، نجد أنها تؤشر إلى رؤية شاملة تتعامل مع معطيات متنوعة، بشكل احترافي، في التخطيط والإدارة والتنفيذ والتقييم. وفق الله سلطنة عُمان في كل المجالات ومختلف المحافل.

** رئيسة شبكة صوت العرب سابقًا، ورئيسة اللجنة الدائمة للإذاعة باتحاد الإذاعات العربية

تعليق عبر الفيس بوك