توقعات بزيادة إمدادات النفط بعد إبرام الاتفاق النووي الإيراني

"أوبك بلس" تتفق على خفض إنتاج النفط 100 ألف برميل يوميًا.. وعقود الخام تقفز 3%

◄ "أوبك بلس" تخوِّل وزير الطاقة السعودي بـ"التدخل في حالة الضرورة" لضمان استقرار السوق

◄ روسيا تواصل خفض شحنات الغاز إلى أوروبا

لندن- رويترز

وافق تحالف أوبك بلس، الذي تضم الدول الأعضاء في منظمة أوبك وحلفاء في مقدمتهم روسيا، أمس على خفض إنتاج النفط قليلا لتعزيز الأسعار التي تراجعت بسبب المخاوف من التباطؤ الاقتصادي.

ومن المقرر أن يخفِّض منتجو الخام الإنتاج 100 ألف برميل يوميا، وهو ما يساوي 0.1 بالمئة فقط من الطلب العالمي، في شهر أكتوبر المقبل، كما اتفقوا على إمكانية عقد اجتماع في أي وقت لتعديل سياسة الإنتاج قبل موعد الاجتماع التالي المقرر في الخامس من أكتوبر. ويحافظ القرار فعليا على الوضع الراهن بينما تواجه أوبك تقلبات شديدة في أسعار النفط، متأثرة بعوامل متعددة في الاتجاهين.

وأشارت المملكة العربية السعودية، أكبر منتج في أوبك، الشهر الماضي إلى إمكانية خفض الإنتاج لمعالجة ما تعتبره تراجعا مبالغا فيه في أسعار النفط. وتراجع خام برنت إلى نحو 96 دولارا للبرميل من 120 دولارا في يونيو وسط مخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي وركود في الغرب. كما جاء تراجع سعر الخام على خلفية احتمال زيادة الإمدادات بفضل عودة الخام الإيراني إلى الأسواق إذا نجحت إيران في إحياء اتفاق عام 2015 النووي مع القوى العالمية.

ومن المتوقع أن تضيف إيران مليون برميل يوميا للإمدادات العالمية، في حالة تخفيف العقوبات على الرغم من أن احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي بدت أكثر ضبابية. ومع ذلك، هناك إشارات من السوق الفعلية على أن المعروض لا يزال محدودا وأن الكثير من دول أوبك تنتج أقل من المستهدف، بينما تهدد العقوبات الغربية الجديدة الصادرات الروسية.

وقالت روسيا إنها ستوقف الإمدادات للدول التي تدعم فكرة وضع حد أقصى لأسعار إمدادات الطاقة الروسية في خضم الصراع العسكري الدائر في أوكرانيا. كما واصلت روسيا خفض شحنات الغاز إلى أوروبا، مما سيؤدي على الأرجح إلى مزيد من ارتفاع الأسعار.

وأغلقت أسعار النفط مرتفعة حوالي ثلاثة في المئة، بعد قرار التحالف. وأنهت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم نوفمبر جلسة التداول مرتفعة 2.72 دولار، أو 2.92 بالمئة، لتسجل عند التسوية 95.74 دولار للبرميل. وخلال الجلسة قفزت عقود برنت حوالي أربعة دولارات، لكنها قلصت مكاسبها بفعل تعليقات من البيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن ملتزم باتخاذ كل الخطوات الضرورية لتعزيز إمدادات الطاقة وخفض أسعارها. وارتفعت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط دولارين، أو 2.3 بالمئة، إلى 88.85 دولار للبرميل وسط تعاملات ضعيفة في عطلة عامة في الولايات المتحدة.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن توقعات بنمو اقتصادي عالمي ضعيف كانت وراء قرار موسكو وحلفائها في أوبك بلس خفض إنتاج النفط. ونقلت وكالة تاس للأنباء عن وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولجينوف قوله إن روسيا ستخفض في الغالب إنتاجها النفطي بحوالي اثنين في المئة هذا العام.

وهبطت أسعار النفط في الأشهر الثلاثة الماضية من أعلى مستوياتها في عدة أشهر التي سجلتها في مارس مع تعرضها لضغوط من مخاوف بأن زيادات أسعار الفائدة وقيود كوفيد-19 في الصين قد يبطئان النمو الاقتصادي العالمي ويقوضان الطلب على الخام.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية الشهر الماضي توقعاتها للطلب على النفط للعام الحالي، فيما يرجع جزئيا إلى أنها تتوقع تحولا من الغاز إلى النفط في بعض الدول بسبب أسعار قياسية مرتفعة للغاز الطبيعي والكهرباء.

وفي الأثناء، قال مصدر خليجي مطلع لرويترز إن أعضاء تحالف أوبك بلس عهدوا إلى رئيسهم، وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، بالتدخل حينما يكون ذلك ضروريا لاستقرار أسواق النفط من خلال الدعوة إلى اجتماع في أي وقت إذا اقتضت الضرورة.

والموعد المقرر للاجتماع القادم لأوبك بلس هو الخامس من أكتوبر، لكن المجموعة قالت إنها قد تجتمع في أي وقت لتعديل الإنتاج قبل ذلك الموعد، وهو ما يعطي سلطة لرئيسها لمعالجة تطورات السوق حينما تظهر الحاجة. وأبلغ المصدر رويترز أن هذه المرونة ستمتد إلى ما بعد أكتوبر.

وقال المصدر "الأعضاء يثقون بأن الرئيس يمكنه التدخل حينما يكون ذلك ضروريا لجلب المزيد من الاستقرار وهذا يمكن أن يظل إلى ما بعد أكتوبر حتى نهاية الاتفاق"، في إشارة إلى اتفاق أوبك بلس. وقال مصدر آخر بأوبك إن القرار اتخذ لكبح تقلبات السوق. وأضاف قائلا "تحركات الأسعار صعودا وهبوطا تثير القلق"، مضيفا أن المجموعة لا تستهدف سعرا محددا.

تعليق عبر الفيس بوك