أقنعة من جحيم

 

موزة المعمرية

 

نرتدي قناع السعادة، نبتسم، نضحك، نُقهقِه بين حينٍ وآخر، في حين تكون قلوبنا بداخلنا تعتصر كالطير الجريح يُكابدُ الألم، علينا أن نرتدي عدة أقنعة على وجهنا الحقيقي المُختبئ خلفها، قناع يتلوه آخر، نحنُ سعداء لا نعاني من شيء، بأتم صحتنا، فرحنا، سعادتنا، أرزاقنا، آمالنا، أحلامنا، أرواحنا، أجسادنا،

"نحنُ سعداء"،

كم نحنُ مُميزونَ في تأديةِ التمثيلِ والأدوارِ،

كم نستحق أن نطال جائزة الأوسكار،

تقمصٌ ممتاز!

أُسْدِلَ الستارُ على تصفيقَ حارَّ مِن جُموعِ المشاهدينَ الأحرار،

تصفيقَ، تصفيرَ، تهليلَ، تبجيلَ، شكراً لكم قد أحسنتم الأداءَ والتمثيل!

ها أنا أنحني أمامكم جميعاً لكونكم صدقتم دور قناعِ الجحيمِ الذي ترتديه أوجه السعادة الزائفة لنا جميعاً،

كعصفورِ الشوكِ يتراقص صوته طرباً من اعتصارِ القلبِ المُدْمَى من شوكةِ الحياة!

تعليق عبر الفيس بوك