د. أحمد العمري
فازت دولة قطر الشقيقة وبكل عزم وتصميم وإصرار وبنجاح باهر، باستضافة كأس العالم "فيفا 2022"، شاء من شاء وأبى من أبى! وقد وقفت سلطنة عُمان بدبلوماسيتها المعهودة مع الشقيقه القريبة دولة قطر العزيزة.
وحينها شكك من شكك؛ بل واتَّهم من اتَّهم في جدية دولة قطر وقدرتها... ولكن بقيت سلطنة عمان كما هي وكما هو معروف عنها التزام المبادئ والقيم والمحافظة عليها، وأن كلمتها واحدة لا ثاني لها ولا تغيير فيها. ومرت الأعوام؛ لنصل إلى ما وصلنا إليه الآن، ولم يتبق سوى قاب قوسين أو أدنى من تنظيم الحدث العالمي أول مرة في منطقة الخليج؛ بل والشرق الأوسط.
وها هي المسابقة ستُقام في دولة قطر الشقيقة في شهر نوفمبر المقبل، وتحديدًا في 20 نوفمبر 2022.
إنَّ دولة قطر الشقيقة تعرف جيدًا أن محيطها الخليجي هو السند والمتعاضد والمعاون والمتعاون لها ولم يكن قصدها أن تستفيد لوحدها وإنما تعم الفائدة كل الإقليم بل والمنطقة بشكل عام، وكأنَّ لسان حالها يقول إن البطولة ستقام على أرض قطر ولكن المسابقة هي هدية دوحة الجميع للجميع.
لكن ما الفائدة التي جنتها سلطنة عُمان وماهي المصالح التي كسبتها؟ هل استغلت وزارة التراث والسياحة عندنا هذا الحدث العالمي الاستغلال الأمثل؟! هل حاول الاتحاد العماني لكرة القدم ومن خلفه وزارة الثقافة والرياضة والشباب الاستفادة من هذا الحدث العالمي غير المسبوق؟ هل حاول الطيران العماني الناقل الرسمي لسلطنة عمان أن يواكب الحدث ويعزز من موارده؟ هل حاولت مكاتب السياحة عندنا والوكلاء الولوج إلى هذا الحدث العالمي والاستفادة منه؟ هل حاولت فنادقنا تقديم العروض للقادمين إلى المنطقة من منتخبات ووفود وأفراد؟ هل حاول المختصون والمعنيون في كل الوحدات العامة والخاصة أن ينبهوا وحداتهم للاستفادة من هذا الحدث العالمي النادر والذي لن يتكرر لسنوات طوال؟
وهل.. وهل... وهل...؟!!!
لماذا نفكر ببطء؟ ولماذا نأتي مع الأفواج المتأخرة، على الرغم من أننا ربابنه ونواخذة ونحن كنَّا وما زلنا من يقود ولا ينقاد ويسود ولا من يسوده.
على الرغم من أنني وكل عماني مخلص على هذه الأرض الطيبة، يثق كل الثقة ويعلم علم الحقيقة أن دولة قطر الشقيقة تتمنى لسلطنة عمان مثل ما تتمنى لنفسها. ولكنّ.. هل نقول إنه فات الأوان وطارت الطيور بأرزاقها؟ لا.. إنَّ الخير ما زال موجودًا، وهذا حدث عالمي وغير مسبوق، ولن يتكرر لسنوات طوال؛ فيجب أن نتعامل مع الحدث بقدر أهميته واستثنائيته؛ فالمجال واسع والنطاق مفتوح إلى آخر يوم من البطولة ولا حدود له.
فإلى متى سنبقى نعطي ولا نأخذ؟ إلى متى سنبقى نضحي ولا نقبل حتى شكرًا لمن يُقدمها لنا؟ إلى متى سنبقى خجولين طيبين صامتين هادئين صابرين؟!
إذا كانت الحكومة تنأى عن هذا فذلك من حقها وقيمها ومبادئها وهذا ما عهد عنها وعرف، فلماذا لا يتدخل القطاع الخاص ليدلو بدلوه ويستفيد ويفيد؟
إنَّ التنافس والخوض في مسارات التجارة لا يفسد للود قضية.
حفظ الله عُمان وسلطانها المعظم الهيثم المقدام.. وحفظ شعبها حرًا أبيًا.