مسيرة حافلة بالاكتشافات وتوظيف أحدث التقنيات في القطاع

"تنمية نفط عمان" تحيي اليوم الذكرى الـ55 لتصدير أول شحنة من النفط العماني

الرؤية - مريم البادية

 

تحتفل شركة تنمية نفط عمان، اليوم، بالذكرى الخامسة والخمسين لتصدير أول شحنة من النفط الخام العماني، على متن الناقلة اليابانية موسبرينس، والتي شُحنت بـ543,800 برميل بسعر 1,42 دولار للبرميل وذلك في 27 يوليو 1967.

وتحتفل شركة تنمية نفط عمان هذا العام بالذكرى الخامسة والثمانون للتأسيس منذ انطلاق أعمالها في سلطنة عمان في العام 1937 بعقد امتياز منحه السلطان سعيد بن تيمور مدته 75 عاما لشركة نفط العراق، والتي أنشأت فرعا لها يعرف باسم شركة تنمية نفط عمان للقيام بعمليات استكشاف النفط، وباشرت حفر البئر الاستكشافية الأولى للشركة في حقل "فهود-1 " في 18 يناير 1956 ولكن اتضح أنها جافة، ثم في مارس 1962 بعد حفر عدة آبار جافة آخرى اكتشفت النفط أخيرا في "جبال"، ثم في 1963-1964 اكتشفت الشركة حقلي "نتيه وفهود" من خلال بئر فهود-2 الاستكشافية، وبهذا تصبح عمان دولة منتجة للنفط.

وأفادت بيانات شركة تنمية نفط عمان بأن متوسط إنتاج الشركة من النفط بلغ 635 ألف برميل يوميا خلال العام 2021، فيما بلغ متوسط إجمالي الإنتاج اليومي "النفط والمكثفات والغاز" 1.223 مليون برميل بمكافئ النفط يوميا، حسب ما أشار إليه التقرير السنوي لوزارة الطاقة والمعادن.

ستيف فيمستر.jpg
 

وقال ستيف فيمستر المدير العام لشركة تنمية نفط عمان: نشعر بالفخر والاعتزاز أنا وكافة موظفي شركة تنمية نفط عُمان، ونحن نحتفل بهذه الذكرى، ونستشعر فيهـا الجهود التي قام بها الرعيل الأول من موظفي الشركة لتصدير أول شحنة من النفط العماني الخام، رغم محدودية الإمكانيات التي كانت متاحة في ذلك الوقت، والتي آذنت بفصل جديد لتمكين ودعم الاقتصاد العماني آنذاك وحتى الآن. وأضاف: هذه المناسبة فرصة للأجيال الحالية من المواطنين وموظفي الشركة لكي يُقدِّروا ضخامة التحديات التي تم اجتيازها في تلك الفترة، ويستخلصوا منها ما يشحذون به عزائمهم لمواصلة خدمة هذا البلد العزيز.

 

أول شحنة تصدير

فاتورة توثق أول شحنة تصدير للنفط العماني.png
 

وعودٌ على بدايات تنمية نفط عُمان في السلطنة، يستذكر درويش بن رمضان الزدجالي تصدير أول شحنة من النفط الخام، بقوله: بدأت العمل مع الشركة في العام 1966 مع فريق المساحة في موقع البناء بساحة الخزانات، وبعدها العمل كفني مختبر لعينات النفط في ساحة الخزانات، ففي صباح ذاك اليوم شاهدت من نافذة مكتب دائرة العمليات البحرية كيف كان الربان يوجه الناقلة النرويجية ببطء تجاه عوامة الإرساء المنفردة، وكان علي أن أقوم كل نصف ساعة بقياس النفط في الخزانات والذي سيحمل في الناقلة وأخذ العينات إلى المختبر، وكنت الموظف العماني الوحيد الذي يضطلع بهذا العمل مع ثلاثة من البريطانيين.

ومع بداية السبعينيات وتحديدا عام 1972 وصل إنتاج النفط إلى 281778 برميلا في اليوم؛ واكتُشفت حقول غابة الشمال وسيح نهيدة وسيح رول وقرن علم وحابور، وصولا لاكتشاف حقول جديدة في جنوب عمان وهي حقلي نمر وأمين في العام 1975، كما طورت الشركة حقليْ "أمل ومرمول"، وارتفع معدل الإنتاج إلى 341 ألف برميل في اليوم.

وفي العام 1980م، وبموجب المرسوم السلطاني رقم (50/1980)، باتت شركة تنمية نفط عُمان شركة محدودة المسؤولية، وهو الأمر الذي أسهم في إثراء مسيرة الشركة، فمع بداية ثمانينيات القرن الماضي، ارتفع معدل الإنتاج اليومي إلى 561 ألف برميل يوميا، وساعد استعمال المسح الزلزالي الثلاثي الأبعاد بصورة موسعة في مناطق مختلفة على إجراء عمليات التنقيب بنجاح أكبر، وفي العام 1986 استعملت طريقة الآبار الأفقية للمرة الأولى، وفاق إنتاجها إنتاج أي بئر أخرى بمرتين إلى أربع مرات.

 

تقنيات استخلاص النفط

ومع بداية التسعينيات، استعملت شركة تنمية نفط عمان أحدث التقنيات لزيادة استخلاص النفط؛ حيث تمَّ اكتشاف حقول غاز كبيرة في سيح رول وبارك في وسط منطقة الامتياز، وفي العام 1995 وصل معدل إنتاج النفط إلى 803 آلاف برميل يوميا، وأسهمت حقول النفط الجديدة في جنوب منطقة الامتياز بحوالي نصف هذه الكمية. وتم في العام 1999 تشغيل محطة المعالجة المركزية في سيح رول، وكذلك خط أنابيب الغاز الممتدة من سيح رول إلى مصنع الغاز الطبيعي المسال في قلهات.

مسيرة تكللت في العام 2000، باعتبار شركة تنمية نفط عمان أول شركة استكشاف وإنتاج في الشرق الأوسط، تنال شهادة الآيزو 14001؛ تقديرا لحسن إدارتها للشؤون البيئية في جميع عملياتها. وبعد عامين من هذا التتويج، استعملت الشركة تقنيات جديدة لاستخلاص النفط، منها: التطبيقات الحرارية والمواد الكيميائية والمذيبات الغازية.

بحلول نهاية العام 2004م، تم تمديد اتفاقية حقوق امتياز شركة تنمية نفط عُمان فيما يتعلق بالإنتاج والاستكشاف والتشغيل لمدة 40 سنة تنتهي في العام 2044م، كما تم الكشف عن 3 حقول نفطية أخرى؛ هي: "بدور" في جنوب عُمان، وحقلان آخران هما امتدادان لحقلي أفق ودافق اللذين أعلن عنهما في العام 2006م، وتم ربط هذه الحقول بالبنية الأساسية لخطوط الأنابيب.

وفي العام 2009، دشنت "تنمية نفط عمان" محطة الغاز في حقل كوثر، بسعة معالجة ٢٠ مليون متر مكعب يوميا موجهة للسوق العماني، وفي العام 2010 أنجزت الشركة مشروع الاستخلاص المعزز للنفط بأسلوب الغمر بالبوليمر في حقل مرمول.

ويُسجل العام 2011، لإنتاج أول كمية من البخار بمشروع قرن علم، والذي تكلل ذلك بربط المشروع بخط الإنتاج، إضافة لتشغيل محطة البخار في حقل أمل غرب، كما بدأ مشروع مستنقعات القصب الاصطناعية بمنطقة نمر، وهو الأول من نوعه عالميا في معالجة المياه المصاحبة للإنتاج.

وفي العام 2016، وصل معدل إنتاج النفط إلى 600196 برميلا يوميا، فيما بلغ معدل الإنتاج السنوي من المكثفات 81.300 ألف برميل يوميا، بفضل الأداء الممتاز من آبار "كوثر" و"رباب" و"خلود".

وفي العام 2018، استطاعت شركة تنمية نفط عمان إنتاج 610170 برميلا في اليوم، وكذلك 65300 برميل من المكثفات، وتوريد 64,8 مليون متر مكعب في اليوم، كما بلغ إجمالي إنتاج النفط والغاز والمكثفات 1,205 مليون برميل من مكافئ النفط يوميا.

وتستحوذ شركة تنمية نفط عمان على نحو 68.5% من إجمالي احتياطي البلاد من النفط الخام والمكثفات لعام 2020، وفي العام 2021 دشنت الشركة مشروع "جبال-خف" الذي يبعد عن حقل فهود نحو 50 كيلومترا، بتكلفة تقدر 2,6 دولار أمريكي، كثاني أكبر مشروع في تاريخ الشركة وأكثرها صعوبة من الناحية الفنية.

تعليق عبر الفيس بوك