د. أحمد بن علي العمري
لقد تابعتُ كما تابع الكثير من العمانيين عددًا كبيرًا من المُغردين والناشرين الذين كتبوا أنه يجب أن لا ننسى "23 يوليو"، وهو اليوم الذي أدخل عمان التاريخ الحديث، ونقلها إلى مصاف الدول العصرية، وهو انطلاقة تأسيس حضارة جديدة على قاعدة التاريخ والإرث العماني التليد، الذي ينظُر للمستقبل بالهيئة والهيبة العمانية المتفردة. وقد ظنَّ هؤلاء المغردون أنَّ "23 يوليو" يُمكن أن يُنسى أو يُتناسى.
ولكن كيف يحدث ذلك ونحن في النهضة الهيثمية المتجددة؟ ألم يُعلن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -في خطاب "اعتلاء العرش" أنَّه ماضٍ على خطى "أعزَّ الرجال وأنقاهم"؟ ألم يؤكد في أكثر من خطاب ومقام على أن النهضة المتجددة ماضية على نهج سابقتها؟!
ثم إنه لدينا في الكثير من المحافظات والولايات تسميات تحمل "23 يوليو" لعدد من الشوارع والمنشآت والأماكن، وحتى في الجانب العسكري فقد تم تغيير لواء شمال عمان ولواء جنوب عمان إلى "لواء 18" و"لواء 23"، وذلك لما أدركه جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- من أن أغلبية الشعب العماني لا يحبون تسمية الشمال والجنوب، بل كُنا وما زلنا وسنبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لحمة واحدة متعاونة متشادة متعاضدة متوحدة جسدًا ونبضا.
وهنا.. تأتي الرؤية الثاقبة الكريمة من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بأنْ يكون يوم 23 هو يوم تخرُّج صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق (مستقبل عُمان)، من الكلية العسكرية الملكية ذات الصيت العالمي، وأن يتفضل جلالته شخصيًّا ويرعى تخريج دفعة الدورة 222 من هذه الكلية العريقة، وقد كان من ضمن الخريجين كذلك صاحب السُّمو السيد عزان بن قيس بن طارق آل سعيد.
وعلى الرغم من أنَّ يوم السبت والأحد في المملكة المتحدة يُصادفان إجازة نهاية الأسبوع، وعادةً ما تتم الاحتفالات في أيام الأسبوع، إلا أنَّ الإرادة السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- رأت بحنكة ورؤية ثاقبة أن يكون ليوم 23 يوليو مكانة خاصة متجددة في نفوس كل العُمانيين.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها من كل مكروه.. وكل عام والجميع بألف خير ومسرة.