وفد مراسلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية يطلع على مواطن الجذب الاستثماري

ظفار.. لؤلؤة الجزيرة العربية تتألق بمقومات سياحية واقتصادية تعزز مسيرة التنمية عبر بوابة "التنويع المستدام"

...
...
...
...
...
...

 

◄ الزيارة شملت مطار صلالة و"المروج للألبان" أحد مشروعات الأمن الغذائي للسلطنة

◄ زيارة خاصة لمصنعي "أوكيو" المخصصين لتعزيز الاقتصاد ودعم خطط التنويع

◄ الوفد يطلع على الفرص والتسهيلات بـ"ميناء صلالة والمنطقة الحرة" للمستثمرين

◄ تقدُّم ملحوظ بـ"ريسوت الصناعية" يضاف لسلسلة خدمات "مدائن"

 

الرؤية - إبراهيم الهادي

نظَّمت وزارة الإعلام زيارة لعدد من مراسلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية بسلطنة عُمان، إلى محافظة ظفار؛ للتعريف بها، وما تزخر به من مقومات سياحية واقتصادية، بدأها الوفد بزيارة مطار صلالة من خلال جولة تفقدية في أرجاء المطار؛ للاطلاع على منشآته ومرافقه وهو مشروع شُيِّد على مساحة بناء تبلغ أكثر من 150 ألف متر مربع؛ منها: 65 ألف متر مربع لمبنى المسافرين، ويستوعب مليونيْ مسافر سنويًّا، إضافة إلى المساحات الأخرى الموزعة على بقية المباني المصاحبة، والبالغ عددها 27 مبنى؛ بهدف عمل توسعات مستقبلية قادمة تصل لـ6 ملايين مسافر سنويًّا.

ويعدُّ المطار من الاستثمارات المهمة لسلطنة عُمان في قطاع الطيران المدني، كما أنه يتمتع بإمكانيات عالية من حيث الأنظمة والتجهيزات والخدمات التي تم توفيرها. وقد حصد المطار المرتبة التاسعة في فئة تصنيف جودة خدمة المطارات لأقل من مليوني مسافر سنويًّا.

ثم توجه الوفد الإعلامي لزيارة مشروع شركة المروج للألبان لتجميع وتبريد الحليب، وهو أحد مشروعات الأمن الغذائي لسلطنة عُمان، والتي تم إطلاقها ضمن جهود وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه؛ من خلال الذراع الاستثمارية الحكومية (الشركة العُمانية للاستثمار الغذائي القابضة)، وهو من المشروعات الواعدة في محافظة ظفار لتعزيز قطاع الثروة الحيوانية ورفع دخل المربين والأسر الريفية وتحقيق الاكتفاء الغذائي من منتجات الألبان في سلطنة عُمان.

وفي اليوم الثاني، كانت هناك زيارة خاصة للوفد الإعلامي إلى مصنعي أوكيو للغاز البترولي المسال والميثانول، واللذين تستثمر فيهما مجموعة "أوكيو" ضمن مشاريع النمو الخاصة بالمجموعة في سلطنة عُمان؛ وذلك لتعزيز الاقتصاد الوطني، ودعم خطط التنويع الصناعي بمحافظة ظفار؛ حيث يعدُّ المصنعان جزء من إستراتيجية النمو التي تنتهجها مجموعة أوكيو لتعزيز القيمة المضافة لقطاع الطاقة، وهما ضمن مشاريع المجموعة التي تستهدف فيها إثراء الأسواق المحلي عبر تدوير رؤوس الأموال داخل سلطنة عمان، وتصدير منتجات المصنعين إلى الأسواق العالمية، وأبرزها أسواق شرق آسيا وشبه القارة الهندية. ويعتبر المصنعان من ضمن مشروعات الشق السفلي بمحافظة ظفار.

ويعدُّ مصنع أوكيو للغاز البترولي المسال أحد أهم مشاريع الطاقة، ويسهم في تحسين سلسلة قيمة الغاز في سلطنة عمان، وهو الأول من نوعه لمعالجة الغاز من خلال استخلاص سوائل الغاز الطبيعي عبر شبكات وخطوط الغاز، بقيمة إجمالية بلغت نحو 318 مليون ريال عماني. وبلغ إنفاق المشروع ما يقارب 96 مليون ريال عماني تم ضخها في شرايين الاقتصاد العماني بمراحل الإنشاء؛ وذلك بمشاركة أكثر من 300 مؤسسة صغيرة و متوسطة، وهو أحد أنواع الوقود التي تتمتع بقيمة تنافسية عالية، ويشهد الطلب عليه نموا متزايدا في الأسواق المحلية والدولية. فيما يبلغ إنتاج مصنع الميثانول 3000 طن متري يوميًّا، وذلك عبر التعامل مع مياه البحر وتوليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه للاستعمالات الداخلية. ويحتوي على وحدات لنزع المعادن، وتوليد البخار، وتوليد النيتروجين والهواء، ومرافق لتخزين المنتجات ومعالجتها.

وبذلك؛ يُشكل الغاز الطبيعي المادة الخام لتصنيع الميثانول، ويتمتع بجدوى اقتصادية عالية مقارنةً بالتكلفة العالية لتحويل الفحم إلى ميثانول، ويستخدم الميثانول غالباً كوقود للسيارات والشاحنات والسفن، إضافةً لأغراض أخرى في تطبيقات متعددة مثل استخدامه كمادة كيميائية وسيطة للمذيبات والمبردات ومضادات التجمد. كما أنه يعد مكونا كيميائيا أساسيا في صناعة مئات المنتجات مثل الدهانات والبلاستيك والأثاث والسجاد وقطع غيار السيارات وسائل غسيل زجاج المركبات.

 

المنطقة الحرة

وفي اليوم الثالث، اطلع الوفد الإعلامي على ميناء صلالة والمنطقة الحرة بمحافظه ظفار، وما تقدمه من تسهيلات وخدمات عديدة للمستثمرين والاستثمارات الحالية القائمة في المنطقة الحرة والفرص الاستثمارية المستقبلية، مع جاهزية البنية الأساسية التي تُلبي احتياجات المستثمرين وتطلعاتهم في مختلف القطاعات؛ حيث إنَّ قرب المنطقة الحرة بصلالة من الموانئ الجوية والبحرية يعتبر محفزًا للاتصال متعدد الوسائط لضمان حركة سلسلة للبضائع، وإيجاد فرص تكامل لسلاسل القيمة المضافة، ويمكن الوصول للأسواق العالمية الرئيسة في غضون أسبوعين من وقت الإبحار، مما يوفر اتصالًا من الدرجة الأولى إلى الداخل والخارج.

وتقدِّم المنطقة الحرة بصلالة العديد من الحوافز الاقتصادية والتسهيلات للمستثمرين؛ أهمها: الإعفاءات الضريبية والتملُّك الكامل للمشاريع إلى جانب تميُّزها بموقع استراتيجي بمحاذاة ميناء صلالة، الذي يأتي في المرتبة السادسة من بين 351 ميناءً على مستوى العالم في الكفاءة التشغيلية.

ويساعد ذلك قرب المنطقة الحرة من مطار صلالة الذي يتمتع ببنية أساسية ذات مواصفات عالمية، وتوسطها لخطوط الملاحة العالمية لأداء دور حيوي ومحوري في قطاع سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية، وسهولة وصول زبائنها إلى مختلف الأسواق الإقليمية والعالمية. حيث توفر المنطقة الحرة بصلالة مساحة متميزة تقدَّر بـ 2.6 مليون متر مربع لشركات قطاع الكيماويات ومعالجة المواد، وتضم تلك المساحة العديد من الشركات العاملة في قطاع البتروكيماويات مثل أوكيو للميثانول، وأوكيو للغاز البترولي المسال، وأوكتال، وغيرها من الشركات ذات القدرات الفنية المتميزة. ويستقبل ميناء صلالة الأعداد المتزايدة من السفن ومناولة الأحجام الهائلة من الحاويات العابرة بين الشرق والغرب، ويشتمل على محطة البضائع العامة التي أنشئت في عام 1976، وتحتوي المحطة على 11 رصيفًا تتراوح أعماقها بين ثلاثة أمتار و16 مترًا وأطوالها بين 115 مترًا و 600 متر.

 

ريسوت الصناعية

كما قام الوفد بزيارة إلى منطقة ريسوت الصناعية، والتي تبلغ مساحتها حوالي 3.1 مليون متر مربع وتقع بالقرب من ميناء صلالة بمسافة 4 كيلومترات و16 كيلومترًا عن مطار صلالة وتتوسط هذه المدينة الصناعية مجمل المواقع المهمة من ناحية النقل البحري والمطار والأسواق المحلية التي بدورها تساهم من ناحية اقتصادية في التقليل من تكلفة النقل سواء إلى الميناء أو الأسواق المحلية.

وقد حققت مدينة ريسوت الصناعية تقدماً يضاف إلى سلسلة الخدمات التي تقدمها مدائن لمستثمريها من خلال إنهاء جميع إجراءات عمليات التوطين للاستثمارات من خارج سلطنة عمان دون الحاجة لحضور المستثمر إلى مقر المدينة الصناعية، وذلك بدءًا من تقديم طلب الاستثمار إلى معاينة الأرض الصناعية عبر نظام الخرائط الجغرافية ودفع مُستحقات العقد، وانتهاء بتوقيع عقد الإيجار، ويعد هذا الإجراء نقلة نوعية وخدمة إضافية تضاف لخدمات المدينة الصناعية لمستثمريها.

كما قام الوفد الإعلامي بجولة في عدد من المشاريع بالمنطقة الحرة بصلالة؛ شملت: مصنع الجود للأغذية الذي تأسس في مايو 2019م، وشركة ظفار للصناعات السمكية، والشركة العالمية للألواح الجبسية، ومصنع البشائر للحوم، والذي يقع على أعلى قمة في ولاية ثمريت بمحافظة ظفار، ويضم عددًا من حظائر التربية والتسمين ومسلخًا متطورًا ومصنعًا لمنتجات اللحوم.

 

محمية وادي دوكة

كما زار الوفد محمية وادى دوكة والتي تبعد عن صلالة حوالي 40 كم، وهي محمية طبيعية لأشجار اللبان التى يطلق عليها الأشجار المدللة والمسجّلة في قائمة التراث العالمي ضمن مواقع اللبان؛ حيث يقع الوادي في منطقة نجد بعد المنحدرات الشمالية لسلسلة جبال ظفار، وتُعنى المحمية بنمو وحماية شجرة اللبان التي تنتشر في محافظة ظفار وخاصة في وادى دوكة الذى يعتبر من أهم مواقع إنتاج وتصدير اللبان، وتُجرى حاليًّا دراسات لتأهيل وتطوير وادى دوكة للحفاظ على شجرة اللبان في موطنها الطبيعى.

وتمتد كثافة أشجار اللبان على مساحة تُقدَّر بـ5 كيلومترات مربعة من حرم محمية وادي دوكة التي تبلغ مساحتها حوالي 19 كم مربع، حيث تحتوي على أكثر من 5 آلاف شجرة لبان مزروعة وطبيعية. وتتميَّز محمية اللبان هذه بموقعها الاستراتيجي الذي بجد إقبال كبير من قبل السياح والزائرين خاصة في موسم خريف صلالة

واختتمت الزيارة بمؤتمر صحفي تناول تفاصيل فعاليات موسم خريف ظفار، والتي ستتضمن قرية تراثية بمنطقة الحافة، ومعارض استهلاكية وعروض استعراضية ومسرحية وحفلات غنائية وفعاليات للأطفال والأسر في الحدائق العامة، إضافة إلى مهرجانات الطعام وعروض للسيارات ومسابقات للرماية، وقد تم اختيار شعار "خريف ظفار" كعنوان للحملة التسويقية.

ولن تكون فعاليات هذا الموسم في موقع واحد، وإنما تتوزع على عدد من المواقع المختلفة بولاية صلالة، وتستمر حتى نهاية أغسطس المقبل.

تعليق عبر الفيس بوك