ظهور نادر للزعيم الأعلى لـ"طالبان" في أفغانستان

كابول- رويترز

قالت وكالة الأنباء الرسمية في أفغانستان إن الزعيم الأعلى لطالبان هبة الله أخوند زادة انضم إلى تجمع كبير للزعماء الدينيين على مستوى البلاد في كابول اليوم الجمعة بهدف مناقشة قضايا الوحدة الوطنية، وهنأهم على تولي الحركة الإسلامية مقاليد الحكم في أفغانستان. 

وأكد متحدث باسم طالبان أن الزعيم المنعزل، الذي يتخذ من مدينة قندهار الجنوبية مقرا له، موجود في العاصمة لحضور اجتماع يضم أكثر من ثلاثة آلاف مشارك من الرجال.  وبعد تلقيه تعهدات بالولاء من المشاركين الذين رفعوا أيديهم، هنأ أخوند زادة الحاضرين على انتصار الحركة في أفغانستان عندما قفزت طالبان إلى السلطة في أغسطس بعد قتالها القوات الأجنبية والقوات الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة لمدة 20 عاما. 

ونقلت وكالة أنباء بختار الحكومية عن أخوند زادة قوله "نجاح الجهاد الأفغاني ليس مصدر فخر للأفغان فحسب بل للمسلمين في جميع أنحاء العالم أيضا".  وعندما كشفت الحركة الإسلامية عن حكومتها المؤقتة في سبتمبر بعد انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة وانهيار الحكومة المدعومة من أمريكا، احتفظ أخوند زادة الغامض بدور المرشد الأعلى الذي شغله منذ عام 2016، وهو أعلى سلطة في الحركة، لكنه نادرا ما يظهر علنا. 

وبدأ التجمع في كابول أمس الخميس في ظل إجراءات أمنية مشددة.  وفي وقت من الأوقات، كان يمكن سماع دوي إطلاق نار متواصل بالقرب من موقع التجمع، وقال متحدثون باسم طالبان إنه نتج عن إطلاق رجال الأمن النار على "موقع مريب"، وأضافوا أن الوضع تحت السيطرة.  وطالب واحد على الأقل من المشاركين بفتح المدارس الثانوية للبنات ولكن لم يتضح مدى الدعم الذي يناله هذا الاقتراح. 

وألقى نائب زعيم طالبان والقائم بأعمال وزير الداخلية سراج الدين حقاني كلمة أمام الاجتماع اليوم الجمعة، قائلا إن العالم يطالب بحكومة شاملة وتعليم شامل، وإن هذه القضايا تحتاج إلى وقت.  وقال "هذا التجمع يتعلق بالثقة والتفاعل، نحن هنا لنصنع مستقبلنا وفقا للإسلام والمصالح الوطنية". 

وتراجعت حركة طالبان عن إعلان سابق بأن جميع المدارس ستفتح في مارس، مما تسبب في بكاء العديد من الفتيات اللاتي حضرن إلى مدارسهن الثانوية وأثار انتقادات من الحكومات الغربية التي تقوض عقوباتها الصارمة الاقتصاد الأفغاني بشدة.  وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إنهم سيحترمون قرارات أولئك الذين حضروا الاجتماع، لكن الكلمة الأخيرة في تعليم الفتيات تعود إلى المرشد الأعلى.  وقضى أخوند زادة، رجل الدين المتشدد الذي كان ابنه انتحاريا، معظم فترة زعامته في الظل، مما سمح لآخرين بأخذ زمام المبادرة في المفاوضات التي شهدت في نهاية المطاف رحيل الولايات المتحدة وحلفائها عن أفغانستان في أغسطس الماضي بعد حرب طاحنة على التشدد استمرت 20 عاما.

تعليق عبر الفيس بوك