تربويون: تجديد وسائل التعليم وتقديم محتوى شيق من الضروريات

تحديث العملية التعليمية.. مناشدات بتطوير المناهج وأساليب التدريس مع تخفيف الأعباء عن الطلاب

◄ الفهدي: التعليم الأساس الحقيقي لأي نهضة والمُحصِّن الرئيسي للأمة

◄ الجهوري: استخدام الأساليب الحديثة في التعليم يسهم في تخريج أجيال مستعدة لسوق العمل

◄ الحسنية: الطلاب بحاجة إلى التحفيز والتشجيع باستمرار بدلًا عن التوبيخ

العادية: بعض المعلمين يتعاملون بـ"أسلوب استفزازي" ينفِّر الطالب

الرؤية- محمود الجهوري

أجمع عدد من التربويين والمعلمين على أهمية اتباع أساليب حديثة في المدارس للارتقاء بالعملية التعليمية، وفتح باب المناقشات مع الطلاب واتباع أسلوب التحفيز لمساعدتهم في تنمية مواهبهم وتعزيز قدراتهم في مختلف المجالات، في الوقت الذي يشتكي فيه بعض الطلاب من كثرة الأعباء والواجبات التي يرون أن بعضها لا يساهم في فهم الدروس بالشكل الأمثل.  

ويقول الدكتور صالح الفهدي الخبير في التنمية البشرية: "إن التعليم هو الأساس الحقيقي لأي نهضة ولا يمكنُ التأسيس على قاعدة حقيقية لأي بناء بدون التعليم، كما إنه سر نمو أي دولة تسعى للتطور وعدم الوقوف عن نمط معين من التعليم، مستشهدا بمقولة "من لا يتجدَّد يتبدّد".

1 الدكتور صالح الفهدي.jpeg
 

ويضيف الفهدي أن وراء رفعة الدول المتقدمة نظما تعليمية متجددة وتتطور إلى أنماط أكثر حداثة وعصرية، في حين أن بعض الدول التي لا يعنيها التجديد فلن تحقق أي نتائج تتواءم مع نوعية العصر ومتطلباته من المهارات وأنماط التفكير، لافتا إلى أن الرؤية المستقبلية عمان 2040 ركزت على أن التعليم هو الطاقة المحرِّكة للرؤية؛ لأنها تتعلق بوعي الإنسان الذي يعتبر محور التنمية وأساس الرؤية الوطنية، ولا يمكن المراهنة على تحقيق أيَّ نجاحات أو نتائج مع إغفال تطوير التعليم، والتغاضي عن تجديد طرائقه ووسائله التي تقدَّمت هي الأُخرى تزامناً مع تقدُّم المحتوى الشيِّق.

تغيير المفاهيم

ويشير الفهدي في كتابه "آن الأوان لنغيِّر مفاهيمنا نحو التعليم" إلى أهمية إحداث تغيير كبير على العملية التعليمية وتمحيص المفاهيم التي تطبق على مدار عقود طويلة مثل: الحفظ عن ظهرِ قلب وحشو المعلومات في العقل البشري باعتباره مجرَّد خزَّان، وليس محللا وناقدا. كما تحدث عن التعليم الفنلندي كتجربة فريدة استطاعت أن تتفوق على نفسها بتجاوزها للنظم التقليدية للتعليم فعلَّمت العالم معنى وقيمة التعليم باعتبارهِ موجها ومرشدا ومؤسسا وليس باعتباره كميَّة من المعلومات والبيانات والفرضيات التي تُحشى في الدماغ قسريا.

ويعتبر الفهدي أن التعليم هو المحصِّن الرئيس لأي أمة؛ لأنه يعمل على تقويتها من شرور الغزو الفكري الذي بات ممنهجا ومعلنا وترعاه منظمات عليا تحت مسميات حقوق الإنسان والحريات والمساواة، مضيفا: "هذه المسميات هي عناوين فضفاضة لا تتقصد إلا ميوع الإنسان وانحرافه، لذلك يجب أن نعي عدة أمور مرتبطة بالتعليم وهي مواكبة تقدُّم العصر في ثورته الصناعية الرابعة "ثورة الذكاء الاصطناعي"، وبناء الشخصية الإنسانية السليمة التي تستطيع تحقيق الرؤى المستقبلية للدولة، والحفاظ على مكتسبات الأمة الأخلاقية، وتكوينها القيمي".

الأنشطة المدرسية

ويؤكد هلال الجهوري أن هناك تفعيلا جيدا ومناسبا للأنشطة المدرسية، وأن المدارس لها جهد فعال في تفعيل الأنشطة بمساهمة من المعلمين، من خلال تقديم الحوافز المادية والمعنوية للطلاب.

2 هلال بن حمد الجهوري.jpeg
 

ويرى أن من أهم المعوقات المرتبطة بهذه الأنشطة أنها تشغل الطلاب عن الموقف الصفي وتضعف المستوى التحصيلي لديهم، كما أن الحوافز التي يحصل عليها الطلاب نظير جهدهم وحصولهم على مراكز متقدمة في الأنشطة زهيدة.

ويضيف الجهوري أن الفروض المنزلية الإضافية وعملية الكتابة في دفتر الطالب المدرسي تُتبع من قبل المعلمات في الحلقة الأولى بشكل أكبر وذلك بهدف تطوير الطالب تحصيليا، مؤكدا أهمية استخدام أسلوب الحديث والمناقشة مع الطلاب ومنحهم فرصة للحديث عن أنفسهم وتقديم النصيحة لهم ومتابعتهم تحصيليا وأخلاقيا، وأن يكون المعلم بالنسبة للطالب أبا وأخا أكبر.

ويقول: "إنه لا توجد أساليب عقاب مقننة يتبعها المعلمون في ظل البنود الكثيرة في وزارة التربية والتعليم، ولهذا يتجنب المعلمون العقاب الجسدي الصارم خوفا من المساءلات القانونية، مضيفا أنه: "في بعض الأحيان يكون للعقوبات نتيجة إيجابية ومساهمة في تطور الطالب تحصيليا وأخلاقيا".

المحتوى التعليمي

ويشير علي الحوسني إلى أن تحديد الفروض والواجبات يكون على حسب الدرس وأهميته ومحتواه العلمي، ومن الضروري التنويع ومراعاة الفروق الفردية، أما فيما يتعلق بالأنشطة المدرسية فإن الوقت غير كاف لتفعيلها، لافتا إلى أن الطريقة الأفضل للتعامل مع الطلاب هي متابعتهم وتنمية مهاراتهم.

وتقول فاطمة الحسنيّة: "يتم فرض الواجبات المدرسية على الطالب على أساس الدروس المُنجزة في ذلك اليوم والأيام السابقة والخطط الدرسيّة، لكن يجب مراعاة الاختلاف في توزيع الأنشطة الطلابية بما ينتاسب مع الفروق الفردية للطلاب، ومتابعتهم طوال العام الدراسيّ".

وتشير إلى أنها تتجنب أساليب العقاب حتى لا يكون له تأثير سلبي وعكسي على تقبل الطلاب للعملية التعليمية بشكل كامل، مفضلة أن يتم تكليف الطالب المخالف ببعض الأعمال التي تخدم الصف لمنحه الثقة بالنفس ورفع معنوياته والمساهمة في رفع مستواه التحصيلي، بالإضافة إلى استمرارية الثناء على الطلاب وتشجيعهم لتجاوب الطلاب مع الدروس.

رأي الطلاب

وتبيّن حور العاديّة، طالبة بالصف الثاني عشر، أنهم يعانون من كثرة الأعباء والواجبات والفروض التي يُكلّفون بها، موضحة أن بعض الواجبات تكون مناسبة للطالب وتساعده في فهم المنهج الدراسي، لكن في الجانب الآخر قد تكون بعض الأنشطة عبئًا عليه دون الاستفادة منها.

4 حور بنت محمد بن سلطان العادية.jpeg
 

وتضيف: "إن تقديم الملخصات والأنشطة التي تخدم المنهج عبر المنصة التعليمية هي من أفضل الأساليب من حيث الإفادة والإثراء للطالب، كما أن الأنشطة المدرسية مُتاحة ومُناسبة إلا أنها تفضل استغلال وقتها في الدراسة والاهتمام بالدروس لأنها في السنة الأخيرة".

وتشير العاديّة إلى أن بعض المعلمين يتمتعون بأساليب تربويّة جيّدة في العقاب، في الجانب الآخر يتعامل غيرهم بأسلوب استفزازي ينفّر الطالب من العملية التعليميّة، وتقول: "مثل هذهِ الأساليب غير الراقية تنعكس بصورة عكسيّة على الطالب؛ حيث تجعله يُصاب بالإحباط، وربما التنمر من قبل زُملائه، في حين أن التحفيز والتعزيز هما الأسلوبان الأكثر جدوى وفاعلية لحيوية العملية التعليمية وسيرها."

تعليق عبر الفيس بوك