من الأرشيف المدرسي (16)

 

علي الحوسني **

مضت قرابة 10 سنوات من العمل الفعلي في وظيفة أخصائي أنشطة مدرسية من العام الدراسي 2009/ 2010 وحتى 2018/ 2019 والتي يمكنني أن أصفها بـ"سنوات العطاء"، الذي لم ينبض في أي يوم؛ لتأتي بعدها مرحلة ليست بجديدة في حياتي المهنية، بدليل أنني لم أفارق التدريس وحضور المواقف الصيفية في أي عام من الأعوام قضيتها بين حصص الاحتياط وحصص التوعية الطلابية وبرامج التوعية الأخرى في مجال الأنشطة والمجالس المدرسية وغيرها من البرامج المدرسية.

وفي العدد 16 والأخير من سلسلة "الأرشيف المدرسي"، أتحدثُ عن مرحلة أخرى من مراحل حياة موظف؛ تلك المرحلة هي العودة إلى مهنة التدريس في مادة المهارات الحياتية، والتي واجهت للعودة إليها العديد من الصعوبات على مستوى المديرية خاصة كما كان الحال في أثناء عملي في الفترة السابقة.

وكما قال الشاعر:

نأيت عنها ولكن لا أفارقها

بلى كم افترقت روح وجثمان

وخلال ما مضى من الأعداد السابقة من الأرشيف المدرسي يوضح بعضا من التفسيرات والأجوبة لمن يبحث عن سبب العودة إلى وظيفتي السابقة وغيرها مما لم يذكر.

سابقًا أحببتُ العمل في وظيفة أخصائي الأنشطة المدرسية من قبل التفريغ بسنوات وكنت من ضمن الأشخاص الذين طالبوا بذلك، إضافة إلى أنني في كل عام دراسي أسير على عدد من المبادئ الأساسية؛ في مقدمتها أن الطالب هو محور النشاط المدرسي وأساسه ولذا لا بُد من الاهتمام به. لا بُد من تقديم الجديد سنويا في وظيفتي لجعلها بيئة خصبة متجددة، التخطيط للبرامج والأنشطة والمجالس المدرسية بشكل سنوي بعيدا عن الخطط منتهية الصلاحية، الإستفادة من الآخرين وتجاربهم من خلال الاطلاع المستمر في مجال الوظيفة، طرح الرؤى والمبادرات في مجال الإنماء المهني، الاهتمام بالمخرجات الطلابية في الحلقة الثانية في كل عام؛ لأن هذه الحلقة هي مرحلة التأسيس وبعدها يتم رفد الحلقة الثالثة بتلك الإجادات للمشاركة في مختلف الأنشطة المدرسية. هدفت في عملي على الكيف بعيدا عن موضوع الكم الممل الذي لايفيد الطالب، قدمت العديد من المقترحات التربوية المتنوعة والهادفة على مستوى المحافظة التعليمية والوزارة الموقرة وغيرها من الأسس.

وفي ختام هذه السلسلة من أعداد الأرشيف المدرسي، فقد جمعت من خلالها خلاصة عملي في وظيفة أخصائي الأنشطة المدرسية ما يمكن قوله وإعادة التركيز عليه في مجال تطوير الوظائف والقائمين عليها، ولا بُد من تفعيل دور لجان دراسة الرؤى والمبادرات مع أصحاب تلك المبادرات والأخذ بأيديهم والوقوف معهم للوصول إلى النتائج التي تطور بيئات العمل على اختلاف الوظائف. ويُقصد بذلك إعطاء هؤلاء الأشخاص اهتمامًا ووقتًا للنظر في تلك المبادرات ومايهدف إلى إثراء تلك الوظائف وتقديم التغذية الراجعة والمستمرة والوقوف معهم عند تطبيق تلك الرؤى في الميدان التربوي.

 

** معلم مادة مهارات حياتية

مدرسة ثابت بن كعب.. شمال الباطنة

تعليق عبر الفيس بوك