حتى نستعيد العافية

 

 

أماني المسكرية

"يجب علينا أن نستخدم الوقت بحكمة، وأن نُدرك دائمًا أنَّ الوقت قد حان لفعل ما هو حق". و"كان يجب علينا احترام الحكومة بما وفَّرته لنا من فرص لتحصيل العلم".. هذا ما لم يتوارَ عن قوله رجل الدولة والزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، بصيغة الامنتنان لنجاح الحكومات.

والسَّلطنة بين كِفَّي مواجهة التحديات المعاصرة والسير على رؤية "عُمان 2040"، يتخللهما ما يستجد من خبايا الحروب القائمة ومثيلتها الباردة، وبين ما يتم بسياسات ناعمة في إعادة تغيير خارطة العالم حسب قوة السلاح ومصدر الثروات.. وبين هذا وذاك، يقف حَضْرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- قُرابة أكثر من سنتين، يتحدَّى الظروف الصعبة، ويرسم وفق رؤيته ما هو مناسب لرفعة وإجلال هذا الوطن، والحفاظ على استقراره وسلامة أراضية، مُصْدِرًا قرابة الـ20 مرسومًا وقرارًا إضافة للخطط والمبادرات التي تسمو بالمواطن العُماني نحو مزيد من توفير العيش الرغيد والمستقبل الزاهر؛ بما يكفل له الصمود الثابت أمام متغيرات ومستجدات العالم، الذي بدأ يخرج عن نهج السلام ورايات الأمان إثر التحديات التي شهدها نتيجة الأزمة الاقتصادية، وما تبعها من آثار جائحة "كوفيد 19"، والتي أخلت بتوازنه.

ومن أبرز قراراتها إعادة تشكيل الهيكل الإداري للدولة إلى أمان وظيفي وتخفيض العجز العام وسداد الدين العام واستقرار سعر الوقود، ودعم الاقتصاد المحلي والمناطق الصناعية والضمان الاجتماعي والمشاريع المتعثرة، حتى ابتهج المواطن، فضحكت عيونه بمجموعة حِزَم وإعفاءات تُخفِّف من الحِمْل المُلقى على كاهله، وتسانده في حلحلة قضاياه ومشكلاته: الاقتصادية والاجتماعية.

لقد استشعرَ جلالة قائد البلاد المفدَّى حجم المسؤولية وعِظَمها، مُبتسمًا للشعب وهو يحملُ أوراقه وملفاته من خلاصة نَبْت فكره ووفاء أمانته، قرارات تجلب الخير لنا، مُوِّجهاً -أعزَّه الله- حكومته بالسعي نحو تنفيذها بأسرع ما يُمكن مع متابعتهم ومراقبة أدائهم؛ بما يتوافق مع رؤية "عُمان 2040" لنهضة متجددة وعهد سعيد بإذن الله، ساعياً جلالته إلى أنْ يكون عملة جليلًا في ذاته، نافعًا في مجالاته، واعداً في وطنيته.

فقد عَاهَدَنَا المقام السامي في خطابة السامي الأول؛ قائلا: "وإننا إذ نعاهد الله عز وجل، على أن نكرس حياتنا من أجلِ عُمان وأبناء عُمان؛ كي تستمر مسيرتُها الظافرة، ونهضتها المباركة، فإننا لندعوكم لأن تعاهدوا الله على ذلك، ونحن على يقين تام، وثقة مطلقةٍ بقدرتِكم على التعامل مع مقتضيات هذه المرحلة والمراحل التي تليها، بما يتطلبه الأمر من بصيرة نافذةٍ وحكمةٍ بالغة وإصرار راسخ وتضحيات جليلة".

وحتَّى يستعيد الوطن عافيته، والعالم توازنه، يجب أنْ نُرَاعِي التغير الذي قد لا يناسب ما تعودنا عليه، ونصبر على إعادة تنظيمه وتجديده، أو حتى قرار تغييره، وفق ما يستجد بمحيطه، وأن نكونَ عينًا ساهرة للوطن نُمِيط عنه كل ضرر، إلى أنْ يشتد عوده، وتتقوَّم إعاقته وتَشْفَى جراحه، مُتَّجهين لدفع ومساندة الوطن والسلطان بما يساعد على الحفاظ على مكتسباته وجذور هويته، وبناء وحدته، وقوة صفه، وسمو ديمومته بسلامه القديم ونهجه الرشيد، مُستشعرين أمانة الوصية للسلطان والأب الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه.

*****

من المندوس:

وَقَف شامخًا بعد وفاء وصية، مُقسمًا بإنسانيته عند تولي الحكم.. قائلًا: "أقسم باللّه العظيم أن أحترم النظام الأساسي للدولة والقوانين، وأن أرعى مصالح المواطنين وحرياتهم رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه".

تعليق عبر الفيس بوك