ماهر القصير يستشرف مستقبل العالم في "الحرب العالمية الثالثة"

الرؤية- سارة العبرية

صدر للكاتب السعودي والباحث في العلاقات الدولية ماهر القصير كتاب "الحرب العالمية الثالثة.. الحرب الصامتة، إدارة العلاقات الدولية في عصر اللاقطبية الحديثة".

وجاء الكتاب- الصادر عن مكتبة بيروت- في 258 صفحة من القطع المتوسط. ويرى الكاتب أن الميزة الرئيسة للعلاقات الدولية في القرن الواحد والعشرين تتمثل في "اللاقطبية"، ووصفها بأنها "عالم لا تهيمن عليه دولة أو اثنتان أو عدة دول حتى؛ بل عشرات الفاعلين الذين يمتلكون أنواعًا مختلفة من القوة ويمارسونها". ويقول القصير إن ذلك يمثّل تحوّلًا بالغ التأثير بالنسبة إلى الماضي، تميزت بداية القرن العشرين بتعددية قطبية، لكن بعد حوالي 50 سنة وحربَين عالميتَين والعديد من النزاعات الأصغر منهما، برز نظام اتّصف بـ"ثنائية قطبية"، ثمّ مع نهاية الحرب الباردة وزوال الاتحاد السوفييتي، حلت محل الثنائية القطبية أحادية قطبية، أي نظام دولي تهيمن عليه قوة واحدة، هي الولايات المتحدة، ولكن القوة موزّعة، وتثير بداية عصر اللاقطبية عددًا من الأسئلة المهمة: كيف تختلف اللاقطبية عن أشكال النظام العالمي الأخرى؟ لماذا وكيف أصبحت واقعًا؟ وما هي نتائجها المحتملة؟ وكيف يجب أن يكون ردّ فعل الولايات المتحدة؟

ويطرح القصير أسئلة في الكتاب التي تؤسس لعرض المشكلة وتحليلها ومناقشتها، منها: هل يمر العالم بحالة الحرب؟ وهل هي حرب إقليمية أم عالمية؟ هل بقي مفهوم الحرب كما كان عليه منذ آلاف السنين أم تغير؟ هل تحتاج الحرب العصرية عقلية جديدة أم أن ثوابتها ما زالت هي نفسها وتدار بنفس العقل الاستراتيجي؟ هل تغيرت الأسباب والدوافع أم فقط الأساليب؟ والسؤال الأهم هل العالم يواجه حرب عالمية ثالثة أم مجرد نزاعات بين الدول؟

ويشير المؤلف إلى أن ما جرى من عام 2011 حتى 2021 كان بمثابة إدارة للأزمات الدولية، وليس لإيجاد حلول جذرية؛ حيث إن اللاقطبية الحالية "تُعقّد الدبلوماسية"، وأن "الانفجار قادم خلال الثلاث سنوات القادمة، والتوتر ما زال متصاعدا ونحن نعيش عصر حافات النهاية، أي أن أي تصرف غير محسوب في التشابكات الدولية مهيأ إلى الانزلاق لحروب ستبدأ إقليمية- دولية وتنتهي دولية، فالعالم اللاقطبي لا يتضمن عددًا أكبر من الفاعلين وحسب؛ بل يفتقد أيضًا البُنى والعلاقات الثابتة التي يمكن التنبؤ بهما، وهما تحددان عوالم الأحادية أو الثنائية أو التعددية القطبية".

ويعتقد الكاتب أن التحالفات "ستفقد قدرًا كبيرًا من أهميتها، ولو كان السبب فقط أنها تتطلب تهديدات وتوقعات وواجبات، ويُرجّح ألا تتوافر بكثرة في عالم لاقطبي. عوضًا من ذلك، ستصبح العلاقات أكثر انتقائية ورهنًا بالأوضاع، وسوف يصعب أكثر تصنيف الدول الأخرى إما كحليفة أو كعدوة، فالدول سوف تتعاون في بعض القضايا، ويقاوم بعضُها الآخر في قضايا أخرى".

وأشار المؤلف إلى أهمية "بناء الائتلافات وإلى الدبلوماسية التي تشجع التعاون عند الإمكان، وتحمي ذلك التعاون من انعكاسات الاختلافات الحتمية". ويتوقع القصير في كتابه أن تفقد الولايات المتحدة القدرة على القول "إمّا أن تكون معنا أو تكون ضدنا" في السياسة الخارجية، وأنه "سيحدث لبس لدى العديد من الدول بالنسبة للتحالف مع أية جهة أو محور بسبب سرعة المتغيرات الدولية وضبابية تحليل الموقف الاستراتيجي، الذي ما زال يتم بأدوات قديمة ستوحي بطمأنينة وهمية في التحليل كما أسلفنا سابقًا". ويضيف "سيبقى الوضع على هذه الشاكلة، حتى تستقر كل كتلة على مناطق نفوذها واعتراف الأطراف الأخرى بذلك، وبداية نشوء العالم متعدد الأقطاب".

تعليق عبر الفيس بوك