فرحة العيد

 

نوال الغسانية

 

الحمدالله على إتمام الصيام والقيام والشكر والمِنة على استقبال يوم حافل بالنشاط والكل مبتهج وسعيد بهذا اليوم المميز للعيد، فرحة العيد تعم الكبير والصغير فنرى الجميع فرحين مسرورين ومستعدين لاستقبال بعضهم البعض في منازلهم ويقوم الكبير بتوزيع "العيدية" للصغير ليظهر الفرحة على وجهه ويبلغ من حوله من الأطفال أنه جمع مبلغا وقدره وسيشتري لنفسه ما يحتاجه.

كم هي جميلة صلة الرحم والتقارب فعندما تظهر الفرحة على وجوه الآخرين فهذا يعني أنك رسمت البسمة على شفاههم وإن كانت خلف هذه الابتسامة جروح دفينة لا يعلمها سوى الله، فجمعة الأهل والأقارب يظهرها هذا اليوم بكل حب وينسى الجميع مشاكلهم وهموهم ويبدون فرحين وسعيدين وينتقون أفضل الملابس ليكونوا في أبهى حلة، فالحمد لله على نعم الله التي لا تعد ولا تحصى. كلٌ له ظروفه تشغله عن أقرب المقربين له، فالحياة تلاهٍ وانشغال وضغوط فهذا اليوم السعيد يجعلنا نعيشه بكل انسيابية لنظهر علامات الفرح والسرور ونقدم الحب لكل من حولنا، فإن كان في خواطركم شيء فبوحوا لبعضكم وأنهوا خلافاتكم وعيشوا اليوم فأنتم لاتدركون متى يأخذ الله أمانته، فكم هي الحياة جميلة عندما ننثر الورد ونعيش لحظات السعادة وننسى ماقد مضى؛ بل نتناسى الجفاء والخصام، ونخلق أجواء يملؤها الفرح والسرور، وجودنا في الحياة برهة ولا نعلم مداها فلماذا لا نخفف على أنفسنا عبء ما قد نراه في يوم الحساب والعقاب ونشغل أنفسنا بأنفسنا ونترك الناس وشأنهم.

الحياة تقدم لنا الاختيارات، ويختبر الله فيها قدراتنا فهل باستطاعتنا أن ننجح في هذا الاختبار لنحظى بالعلامات المقبولة أم نحن لسنا قادرين على تحمل المسؤولية وماكلفنا به الله سبحانه وتعالى. أظهروا مابداخلكم وقلبوا الصفحات وتسامحوا فمن أحبه الله جعل في قلبه الرحمة وظهر على محياه الصفاء والود كم من أرواح تساقطت ونحن لا نعلم متى ستأتي أدوارنا، وكم من أشخاص عزيزين على قلوبنا فقدناهم ومازال الشوق يتجدد في قلوبنا تجاههم ولكن قدرة الله طاغية على هذا الكون فاجعلوا لأنفسكم ذكرى وأثرا جميلا ولا تحملوا أنفسكم ما لا طاقة لكم به فأنتم عاجلًا أم آجلًا مغادرين. فاجعلوا كل أيامكم عيدا في تعاملكم.

تعليق عبر الفيس بوك