أكرمونا بالسكوت

 

 

 

◄ هل عندما كانوا على رأس عملهم أفواههم مكممة وأياديهم مغلولة ولا حول ولا قوة لهم! أم أن ضمائرهم استيقظت الآن؟

 

عباس المسكري

 

إنَّ مما يدعو للاستغراب أحيانا ما يدور حولنا وما نرى ونسمع من تصريحات تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر من بعض المسؤولين ممن تركوا مناصبهم، ولا أريد أن أشير إلى أحد هنا، ولكنني أقول البعض سواء كانوا على رأس الهرم الوظيفي أو في أي موقع آخر.

فبعدما خرجوا من عملهم وخالطوا المجتمع بدأوا بالتجوال في مواقع التواصل الاجتماعي وكأنها كانت محجوبة عنهم سابقًا فنجدهم يطلقون التصريحات التي تتحدث عن الإصلاح، مثل الرواتب وضرورة تنويع الاستثمار أو تأهيل وتدريب الشباب ليواكبوا تطور سوق العمل، وغيرها من التصريحات التي يطلقونها لتلاقي استحسان أو امتعاض البعض مما تثير تصريحاتهم الكثير من الجدل بين أفراد المجتمع.

لا نعرف ما الذي يريدون أن يقولوه لنا؟ هل عندما كانوا على رأس عملهم أفواههم مكممة وأياديهم مغلولة ولا حول ولا قوة لهم، أم أن ضمائرهم استيقظت الآن ويريدون تبرئة ذممهم؟ أم أنهم شعروا بامتعاض أفراد المجتمع منهم ولم يكن أمامهم سوى محاولة تبرئة أنفسهم؟

ولأنَّ الأمر فعلًا محير، فلماذا لم يقوموا بما يقولون به الآن، ولا أريد القول هنا إنهم كانوا جزءًا من الأسباب التي أدت إلى تدهور الوضع الاقتصادي حينها بسبب البيروقراطية التي كانوا يمارسونها وإن كل همهم حينها النظر إلى مصالحهم الخاصة ومراعاة أهاليهم وذويهم بينما يأتي المواطن العادي في آخر أولويات عملهم.

ختام القول.. إن عُمان ماضية قدماً بإذن الله تعالى والمرحلة الحالية تحتاج إلى تكاتف الجميع وتهيئة الظروف وكسر كل الصعاب والمعوقات التي ربما كان هؤلاء أساس بنائها، ولسنا بحاجة إلى تلميع ذاتكم، فأفراد المجتمع- ولله الحمد- مدركين لما كان يدور حولهم، ويعون جيدًا الجهود الجبارة التي تُبذل الآن من أجل التنمية المستدامة وثقتهم كبيرة في قائد هذه النهضة المتجددة مولاي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله وأبقاه- وبإذن الله تعالى كلنا ماضون خلفه لا شقاق ولا نفاق، مشمرين عن عقولنا وأيادينا حاملين معاول البناء لعماننا الحبيبة.

كل ما نحتاجه من هؤلاء أن يكرمونا بالسكوت، ولنترك نحن الماضي بحلوه ومره، وبما كان عليه، وليشمروا مع المشمرين لحمل معاول البناء؛ لأن محاولة الدفاع عن النفس وتحسين الصور قد تهدم ولا تخدم .. نسأل الله أن يحفظ عمان وسلطانها وشعبها.

ودامت عُمان في عزةٍ ورفعةٍ.

تعليق عبر الفيس بوك