"عُمان 2040" بعد عامين

 

 

 

◄ نكتُب لعامين من الرؤية الطموحة "عُمان 2040" والتي تحمل في محاورها الأربعة ما هو أعظم لشعب يستحق العيش بسعادة ورفاهية وكرامة وعزة

مسلم العمري

لا جدال حول عمر الدول ومراحل تطورها، ضعفًا أو تحسنًا استمرارًا وتجددًا نموًا وهرمًا، على متن عجلات الزمن التي لا تعرف التوقف؛ بل تسير في نسق من الظروف نراها أحيانًا مطبات وأحيانًا أخرى سالكة ضمن معطيات تقلبات الأحوال التى تعتري فواصل الدرب.

عُمان نهضةٌ متجددةٌ، وكتابٌ صفحاته ناصعة، كُتِب في إحدى صفحاته الخمسين الماضية تاريخ خالد لدولة قامت على أنقاض إمبراطورية مترامية الأطراف. واليوم نكتُب لعامين من رؤية طموحة رؤية "عُمان 2040"، والتي تحمل في محاورها الأربعة ما هو أعظم لشعب يستحق العيش بسعادة ورفاهية وكرامة وعزة.

نكتبُ لعامين مضى فيهما كثير من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، نكتب لأجل وطن نحلم أن نكون معه شركاء في المنشط والمكره، في العسر واليسر.

نكتبُ لنعظمُ الإنجاز ونعالج الإخفاق، لنصل معًا الى لنفس الرؤى والهدف، وطن ينمو ويزدهر بحمى الوطنية وأسوار العدالة، لا لهدم أو خرس صوت الحق.

سنتان لا أراهما كما يرى البعض ولكن الأمل خُلق لنعيش رؤية ما زال من عمرها 18 عامًا يافعه كشاب في ريعان شبابه، ولولا ذلك الأمل ما خُلقت الخليقة.

تحديات سبقت وإمكانات صعبة كانت الخمسون عامًا الماضية، لم نحسب عقاربها، ولم ندقق في تفاصيلها لأنها نهضة عمان العصرية.

هنا وليس للمقارنة؛ بل لنستشعر حجم الرؤية المستقبلية وما تم بناؤه وتحقيقه في مختلف محاور الرؤية الإنسان والمجتمع الإقتصاد والتنمية الحوكمة والبيئة، لا يحجبه غربال ولا ينكره عاقل، نعم هي مرحلة ليست بطعم فاكهة الجنه، ولكن لمستقبل الأجيال ولأجل مرحلة جديدة من مراحل التاريخ والتحولات، التي لايمكن التخلف أو التعثر لمفاهيم ضيقة أو أهواء شخصية ومقارنات صفرية، يجب أن ندرك أهمية الخطط الإستراتيجية والأهداف المرجوة لمستقبل أمة طموحة تسعى لخلق مجتمع متطور مواكب للمستجدات والمتغيرات الدولية.

نرى ونسمع ونلامس مراحل التنفيد الأولية للرؤية المستقبلية 2040، الحوكمة لقد أحدث هذا المحور من الرؤية نقلة نوعية في حجم الأداء المؤسسي للدولة، ومدى وعي المواطن بمفهوم حوكمة الأعمال والأداء، اللامركزية وهي الأهم نحو مرونة القرار، وتسهيل الإجراءات الإدارية والفنية وتنمية المحافظات لتحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة.

البيئة وما تحقق خلال العامين المنصرمين لهو دليل على أن أهداف الرؤية بدأت تتبلور بالاتجاه الحقيقي لاستدامة وتوازن مكوناتها مع المتطلبات الاقتصادية والتأثيرات المناخية.

أما الاقتصاد والتنمية، والتي أصبح واضحا بشكل كبير ما يجسده التطور الهائل في الدقم وصحار وصلالة.

اما الإنسان والمجتمع وهو المحور الأول من رؤية "عُمان 2040"، فكل ذلك من أجل الإنسان العماني لأجل أن ينعم بالرفاه الاجتماعي، من صحة وتعليم متطور وأمن اجتماعي يكفل له ويحقق العيش الكريم.

ولأن الإنسان هو هدف التنمية وغايتها؛ فالشباب هم من يصنع إنجازًا للرؤية، بسواعدهم وعقولهم سوف يتحقق المراد، ويجدون الفرص المناسبة لهم في كافة المجالات، وإتاحة المجال لقدراتهم ومواهبهم، وتوفير مظلة اجتماعية رصينة لمختلف شرائح المجتمع.

نعم تعمقتُ في الرؤية ووجدتها أفضل ما كُتب لتاريخ عمان، ولذلك يجب أن نستشرف للمستقبل بالعمل، والمتابعة وبالدعم والإنجاز بالإخلاص والتفاني لأجل رؤية هي مستقبل كل عماني يعيش على ثرى هذا الوطن المعطاء.

كتبتُ وسوف أكتبُ كلما استجد جديد في رؤتنا الوطنية، وعسى أن نترك جلبابَ الماضي للتاريخ ونمسك بتلابيب الحاضر، وننظر للمستقبل برؤى وقادة مستنيرة، تسثمر الفرص وتترجم الأهداف وتحاجج بالمنطق.

تعليق عبر الفيس بوك