مقام

 

ناصر الشكيلي

Nkhm2010@hotmail.com

 

تُعدٌّ المبادرات من أهم المؤشرات الحقيقية التي تُبيّن مدى الترابط المجتمعي بين الأفراد، وتعكس المعدن الأصيل لأصحابه وهو في ذات الوقت يمثل ركيزة من ركائز تنمية الدول والشعوب. ولا ريب أنّ ديننا الحنيف وفي أهم مصادره (القرآن الكريم) يحثنا في أكثر من موضع على أهمية العمل الذي يقع خارج إطار المنفعة أو الفائدة الشخصية، ولا يرتجي صاحبه إلا الأجر العظيم من رب العالمين )لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيمًا(.

مبادرة "مقام"  التي دُشنت في هذه الأيام الرمضانية المباركة تحت مظلة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وبشراكة حقيقية مع وزارة التنمية الاجتماعية تسعى لتوفير سكن ملائم للأسر المعسرة بشكل عاجل، وما يميزها أنها تتفرد بالفكرة والمضمون من حيث أنها تلامس أهم احتياجات الأسر المعوزة التي قد تعصف بها الظروف وتجد نفسها بلا مأوى وسكن ملائم لأي ظرفٍ كان، حيث تقوم المبادرة على توفير سكن ملائم ومؤقت إلى حين ضمان توفير السكن الدائم بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الإسكان وجميع الجهات المعنية بالأمر لهذه الأسر المتعففة.

وبلا شك أن مثل هذه المبادرات لن تقوم إلا بحضور وتفاعل ومبادرة أصحاب الأيادي الكريمة – وهم كثر في هذا البلد الطيبة - الذين يخصصون جزءاً من ممتلكاتهم وعقاراتهم السكنية كوقف مؤقت لمبادرة مقام. ولعلّ توقيع عقود وقفية في حفل التدشين وانطلاق المبادرة لثلاثة من أصحاب هذه الأيادي البيضاء يؤكد على البداية الموفقة للمبادرة.

إنَّ اهتمام الفرد بمثل هذه المبادرات تنظيماً أو إشرافاً أو دعماً ومساهمةً يعكس مدى الرقي الفكري والاجتماعي لهذه الفئة التي تستمتع بتقديم المساعدة لمستحقيها. وبكل تأكيد من يمتلك في نفسه حب العمل الخيري فهو يمتلك شيئاً عظيماً، فشكراً لكِ "مقام" فكرةً، وتنظيماً، وإشرافاً، ومشاركةً، ودعماً ومساهمةً.

تعليق عبر الفيس بوك