كَذِب

 

وليد بن سيف الزيدي

نحن كمجتمعات مُسلمة نؤمن بأنَّ لكل داء دواء إلا الهرم، وهذا ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه عندما قال:" ما أنزلَ الله داءً إلا أنزل له شفاءً" (صحيح البخاري، الصفحة: 5678). وإنَّ السعي في طلب العلاج للمرض الذي من شأنه أن يرفع المعاناة عن صاحبها من الأمور التي حثَّ عليها ديننا الإسلامي، والتي لا يجب الإغفال عنها وذلك حسب الظروف والإمكانات التي تُعين الفرد على ذلك العلاج سواء داخل الوطن أو خارجه.

وحيث من المعلوم لدى البعض أن هناك درجات من حيث الصعوبة في علاج بعض الأمراض أو الحالات الصحية المتقدمة، وذلك حسب نوع المرض وبداية تشخيصه ومدى التقدم الطبي في التعامل معه، ولكن هناك من يُنكر تلك الصعوبة من أفراد ومؤسسات تخصصية، بل ويدّعي قدرته على علاج ما عجز عنه الطب حتى اليوم. فمثلًا هناك من يدّعي بإمكانية استخدام الخلايا الجذعية في علاج بعض حالات العقم وإعادة الشباب وتجدده وإنتاج بعض الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان، وهذا كَذِبْ بدليل ما أكدته الدكتورة Amy Schutt فيTexas Children's Hospital في عام 2018 بالولايات المتحدة الأمريكية حول نجاح استخدام الخلايا الجذعية في عمليات الإنجاب بأنه غير صحيح وأن المحاولات ما زالت قيد التجربة، وهو نفس الأمر الذي أكده الدكتور زيد الكيلاني في مستشفى فرح بالأردن في عام 2012. في حين أن هناك من يدّعي ويروّج لعكس ذلك.

كما أن هناك العديد من المنظمات والهيئات العالمية التي تعنى بحقوق الإنسان والتعليم والصحة والعدل وهي الأخرى كَذِبْ، بدليل ما حصل في العراق حول الغزو الأمريكي له في 2003 تحت حجة امتلاك أسلحة الدمار الشامل. وكذلك ما يحصل في هذه الأيام من اعتداءات على الأراضي الفلسطينية وعلى مدار أكثر من سبعين سنة من العدوان الإسرائيلي.

وعندما يكون هناك لقاء عمل وتحقيق إنجاز ما بين جهة معينة وأفرادها ويغلب على ذلك اللقاء أخذ الصور على حساب أهداف ذلك اللقاء وخطته الزمنية في العلاج والتطوير والتنفيذ والمتابعة الدورية حول ما تم تحقيقه من أهداف خلال فترة زمنية محددة ومعلنة مسبقًا. فذلك أيضًا كَذِبْ.

وعندما يعتقد أن هناك علاقات صادقة وقائمة على الأخوة أو الصداقة أو الجيرة أو النسب أو المصاهرة سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات أو الشعوب أو الدول، ثم ولأي سبب يقع خلاف بين الأخ وأخيه أو الصديق وصديقه أو الجار وجاره، فيأتي الوسيط الصادق لإنهاء ذلك الخلاف ولكنه يفشل. فذلك أيضًا كَذِبْ في صدق تلك العلاقات التي استمرت لزمن ليس بقصير مقارنة بعمر الإنسان.    

واترك لك المجال يا أخي العزيز لتضيف ما تراه مناسبًا على هذا الموضوع.

هل مهم ما كتب في هذا الموضوع؟ ولماذا؟

نعم مهم؛ وذلك لما يترتب من نتائج غير جيدة على النفس والحال والوقت والجهد والمال سواء أكان ذلك على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو الشعوب أو الدول.

والله الموفق.

 

تعليق عبر الفيس بوك