الرؤية- ناصر العبري
تواصلت عروض مهرجان سندان لمسرح الشارع لليوم الثاني على التوالي بعرض مسرحية "ألوان الطيف"، لفرقة آفاق المسرحية، وهي من تأليف الكاتب المصري محمود كحيلة، وهو النص الفائز بجائزة الهيئة العربية للمسرح في عام 2009، ويتيمز بالرصانة والحكمة والفكرة الجيدة، علاوة على تفرده في التسلسل الدرامي وعبقرية حبكته، وقد أخرج العرض ماجد العوفي.
وشارك العوفي بهذا العرض في عام 2018 في أيام بيت الزبير المسرحية (دورة المسرح الدائري)، وتوّج بها بجائزة أفضل عرضٍ متكامل، ثم سافر للمشاركة في ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي بنفس العرض، وفاز بجائزة لجنة التحكيم في المسابقة. العرض يعود مجددًا للمشاركة في المهرجانات في مهرجان سندان لمسرح الشارع بعد أن قدمته الفرقة قبل أسابيع قليلة في ممرات معرض مسقط الدولي للكتاب؛ حيث لاقى إشادات وتقبلاً رائعًا وتفاعلاً ملحوظًا.
الحكاية تدور في قالب كوميدي ساحر يقتبس من ألوان الطيف السبعة، فيميّز كل شخصية بلونٍ محدد (الحاكم، الحكيم، الوزير، قائد الشرطة، الحارس، المواطن). وتبدأ القضية باقتحام المواطن لمجلس الحاكم ليقوم قائد الشرطة بطعنه وقتله أمام أعين الحاكم الذي يُطالب بتحقيقٍ عادل في هذه المسألة بعد أن ينطق المواطن جملةً مُهمة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة: "أردت العدل". وتدور على إثر هذه الجملة محكمة يشوبها ما يشوبها من تقلباتٍ ومحطاتٍ لا تخلو من الكوميديا في سبيل اكتشاف العدل الذي يبحث عنه المواطن المقتول.
ويتميز العرض بأن ممثلي الشخصيات السبعة في المسرحية وهم: عبد الملك الشيزاوي، ومحمد السعيدي، ومحمد الجابري، وعبد الرحمن الهنائي، ويعرب الرقادي، ونبراس الشكيري، وقصي الحارثي، لم يبقوا على حالهم، فهم يتبادلون القبعات فيما بينهم وعلى ضوء ذلك تتبادل أيضًا الأدوار تلقائيًا؛ فيصبح الحكيم وزيرًا والحاكم مواطناً والمواطن قائدًا للشرطة، وهكذا وشارك في تصميم أزيائهم عبدالعزيز الجميلي وفي الموسيقى محمود القاسمي.
وعرض ألوان الطيف عمل يحاكي واقعًا يتجدد، ورؤية أشمل لمشكلةٍ عميقة، فلسفة مؤلف أحكم كتابة نصٍ يضحكنا على واقعنا المؤلم، ومخرج ذكي استطاع توظيفه في عرضٍ يحمل الكثير من الروحِ المرحة والذكاء في إيصال الفكرة وإبراز مناحيها.
وقدم بعدها مسرح الجامعة الألمانية العرض المسرحي "لمن" للكاتبة فاطمة آل خليفين وإخرج خالد الخنبشي وساعدته في الإخراج الزهراء الهاشمية. وتبدأ القصة بلعبة يتنافس فيها العديد من الناس كجزء من حياتهم اليومية لكسب قوت عيشهم،. قد تبدو مألوفة من قبل الجميع ويربح فيها الأفضل من المتسابقين مثل أدوارهم فيصل العجمي، محمد الخالدي وهاني اللواتي لكن الواقع يمثل عكس ذلك تماما. وشارك في الصوتيات مودة العزرية وأشواق العامرية، وفي الطاقم الإداري كلاً من المزن الكندي، وسلسبيل، وأحمد الريامي وموده العبرية.
وشهد اليوم الثاني من المهرجان، تقديم عرض "خطوط حمراء"، وهي مسرحية تدور أحداثها في محل خياطة بين أخوين هما عيسى القايدي وأسامة الكويلي؛ أحدهما أصم والثاني أعمى؛ حيث يصعب عليهما فهم بعضهما البعض. وتوضح المسرحية القيود المفروضة عليهما، وتمنعهما من مُمارسة الأنشطة، وكأنهما يعيشان في مثلث برمودا الداخل مفقود والخارج مولود لا يعلمون حتى ما سيكون مصيرهم في حياتهم. وكل ما يطمحان إليه هو أن يخرجا من هذا المثلث كوليد جديد في حياة جديدة، والانطلاق بلا قيدٍ، والتحرُّر من كلّ ضابطٍ، والتخلُّص من كلّ رقابةٍ، ولو كانت تلك الرّقابة نابعةً من ذواتهم. وكتب نص هذا العرض الكاتب هشام شبر وأخرجه المعتصم السناوي وفي سينوغرافيا العرض حسين الرزيقي.
واختتم المهرجان عروض اليوم الثاني بمسرحية "الرجل الذي صار كلبًا" لمسرح جامعة نزوى وتحكي المسرحية عن استغلال الإنسان لاخية الإنسان واحتياجاته والصعوبات والمواجهات التي يمر بها الشباب لأكل العيش. وأخرجت العرض مآثر آل عبدالسلام، والمسرحية من تأليف الكاتب أوزفالدو دراجون، فيما أعد النص والحركة المسرحية باسم بشري.
وتتواصل عروض مهرجان سندان لمسرح الشارع حتى بعد غد الجمعة؛ حيث تقدم فرقة مسرح الدن للثقافة والفن عرضًا مسرحيًا ختاميًا تحت رعاية سعادة عيسى بن حمد العزري محافظ جنوب الباطنة.
