في بيتك زائر

 

مريم الشكيلية

 

هناك قول مأثور يقول: "المحبة شجرة أصلها الزيارة"، وأيضاً قول لسيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حين قال: "كثرة الزيارة تورث الملالة".

وهناك أقوال كتبت وقيلت كثيرًا في ما يخص الزيارة وأهميتها، حتى إن ديننا الإسلامي حثنا على الزيارة ووضحها وبين معانيها وأهدافها، حين قال إنها تقرب وتصلح بين أفراد المجتمع الواحد وفيها يتبادل الإنسان مواقفه وهمومه وحتى تجاربه معهم من خلال هذه الزيارات؛ حيث بيّن ضوابطها ومواعيدها وأوقاتها بحيث رفع الحرج عن الزائر وصاحب البيت وهذا إن دل على شيء إنما يدل على رقي الإسلام وسماحته واهتمامه بأدق تفصيل من تفاصيل حياة الناس فهو دين شامل ويصلح لكل زمان ومكان وينظم حياتهم بطرق وسلوكيات تسعدهم ولا تثقل عليهم.

إلا أن هناك ومع الأسف ظهرت سلوكيات وتصرفات غير لائقة تصدر من البعض في ما يخص الزيارة والزائر على سبيل المثال وليس الحصر قد ينشغل صاحب المنزل بالهاتف لفترات طويلة دون ضرورة والزائر جالس بجانبه وكأنه جاء إليهم وترك جميع أعماله وقصدهم حتى يجد نفسه جالساً بمفرده مع وضع مربك ومحرج في آن معًا وكأن حال نفسه يقول ماذا على فعله هل ارتكبت خطأ بمجيئي في هذا الوقت وأنا قد استأذنت مسبقاً.. أو أن يصدر من صاحب البيت سلوك وهو كثرة الانشغال عن زائره بأمور المنزل أو أنه يسمع صراخ صاحب المنزل على أبنائه أو أحد أفراد أسرته مع سباب وأصوات مرتفعة دون مراعاة لهذا الزائر وغيرها من هذه التصرفات والتي هي بلا شك لا تنم إلا عن قلة الذوق والتقليل من التقدير لضيف قصدهم للاطمئنان عليهم والسؤال عنهم.

وفي اعتقادي أننا أحيانا كثيرة قد نرتكب هذه السلوكيات غير اللائقة بقصد أو بدون قصد ودون أن نفكر في الزائر تحت كلمة "عادي" فنحن مع الأسف لا نعتقد أن هكذا سلوك يسبب الضيق للزائر ويقلل من تقديره واحترامه لا أبدا فكلمة عادي هي التي ومن خلالها فقدنا مع الأسف الكثير من التقدير والسمعة الطيبة لنا فنحن بهذا الاعتقاد أرسلنا رسالة إلى زائرنا بأننا أناس غير محترمين بلا ذوق ولا نقدر زيارات الآخرين لنا ونجعلهم بهكذا سلوك ينفضون من حولنا.

كما إن الناس التي تسلك هذه التصرفات بقصد منها أو لا فهي تجعل الزائر يشك أو يعتقد أو حتى يجزم بأنه ليس الشخص المرغوب به في الزيارة وأنه لو كان شخصاً آخر لما قوبل بهذه التصرفات.

لماذا نجعل الآخرين يعتقدون أننا أشخاص غير مقدرين وفاقدين للذوق؟ الزائر حين يقصدنا نحن دون غيرنا للزيارة والسؤال فهذا يدل على مكانتنا عنده ومن جميل إحسانه ونبل مشاعره.

ما يجب علينا فعله هو مراقبه تصرفاتنا مع الغير ونحسن سلوكياتنا ولا نتركها للتأويلات مسلك بيننا وبين  الآخرين ونعتمد  الوضوح والشفافية في التعامل وحسن تقديرهم فالزائر مثلاً لم يأتي إلينا بقصد الطعام أو الشراب فلا تتركه يعتقد بهذا فكثيرا ما سمعت إمتعاض زائر لم يتلقى التقدير في زيارته لسان حاله يقول لم اقصده لطعام وشراب فأنا لست جائع والحمدلله.. فلنصلح من تصرفاتنا حتى تعود تلك الزيارات بفائدتها وجمالها ومقصدها العميق من الألفة والمحبة بين الناس.

تعليق عبر الفيس بوك