كييف تحث المدنيين على الفرار من الشرق مع تصاعد المخاوف من هجمات جديدة

روسيا تنفي المسؤولية عن هجوم صاروخي على محطة للقطارات.. وتدين "الاستفزازات الدموية" الأوكرانية

 

◄ جونسون يؤكد من كييف "دعم بريطانيا لأوكرانيا على المدى الطويل"

◄ رئيسة "المفوضية الأوروبية" تعتقد في ارتكاب روسيا لـ"جرائم حرب" في بوتشا

◄ "الكرملين" يتوقع انتهاء "العملية الخاصة" بأوكرانيا "في المستقبل القريب"

◄ روسيا تجري مناورات حربية في "جيب كاليننجراد" بين بولندا وليتوانيا

 

كييف- عواصم- رويترز

 

أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن رئيس الوزراء زار كييف أمس السبت؛ حيث ناقش تقديم المزيد من المساعدات المالية والعسكرية إلى أوكرانيا خلال اجتماع مع الرئيس فولودومير زيلينسكي.

وقال متحدث باسم داونينج ستريت إن جونسون اجتمع مع زيلينسكي "تعبيرا عن التضامن مع الشعب الأوكراني". وأضاف أن الزعيمين ناقشا "دعم بريطانيا لأوكرانيا على المدى الطويل كما حدد رئيس الوزراء حزمة جديدة من المساعدات المالية والعسكرية".

وطلبت أوكرانيا أمس السبت من المدنيين في منطقة لوجانسك بشرق البلاد الفرار من القوات الروسية المحتشدة بعد أن قال مسؤولون إن أكثر من 50 مدنيا لقوا حتفهم في هجوم صاروخي في اليوم السابق خلال محاولتهم مغادرة منطقة مجاورة من محطة للقطارات. ودوت صفارات الإنذار من الضربات الجوية في المدن بأنحاء شرق أوكرانيا الذي صارت العملية العسكرية الروسية تركز عليه في الأسابيع الماضية بعد الانسحاب من المناطق القريبة من العاصمة كييف.

وقال سيرهي جيداي حاكم لوجانسك في كلمة بثها التلفزيون "إنهم يحشدون القوات لشن هجوم" وحث المدنيين الذين لا يزالون في المنطقة على الفرار من القصف الذي قال إن شدته زادت في الأيام الماضية.

وتسبب الغزو الروسي المستمر منذ أكثر من ستة أسابيع في فرار أكثر من أربعة ملايين شخص إلى الخارج وقتل وجرح الآلاف فضلا عن تشريد ربع السكان وتحويل مدن إلى أنقاض. وأدى سقوط الضحايا المدنيين إلى موجة إدانات دولية خاصة بسبب القتلى في بلدة بوتشا التي كانت تحت الاحتلال الروسي حتى الأسبوع الماضي.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين منذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين بالغزو في 24 فبراير شباط في "عملية عسكرية خاصة" ترمي إلى نزع سلاح أوكرانيا و"اجتثاث النازية" فيها. وترفض أوكرانيا والغرب موقف الكرملين باعتباره ذريعة لغزو غير مبرر.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى "رد عالمي حازم" على الهجوم الذي وقع أمس الأول الجمعة على محطة قطارات مزدحمة بالنساء والأطفال وكبار السن في مدينة كراماتورسك وهي مركز في منطقة دونيتسك للفارين من شرق أوكرانيا.

وخلّف الهجوم قطعا من الملابس واللعب المخضبة بالدماء وكذلك الحقائب الممزقة المتناثرة على رصيف المحطة. وقال رئيس بلدية المدينة أولكسندر هونتشارينكو، الذي قدر عدد من كانوا متجمعين هناك وقت الهجوم بنحو 4000 شخص،إن عدد القتلى ارتفع إلى 52 على الأقل.

ونفت وزارة الدفاع الروسية المسؤولية عن الهجوم قائلة في بيان إن الصواريخ التي تشير تقارير إلى أنها أصابت المحطة، غير مستخدمة سوى في الجيش الأوكراني، وإن القوات المسلحة الروسية لم يكن لها أهداف محددة في كراماتورسك يوم الجمعة. ووصف التلفزيون الرسمي الروسي الهجوم بأنه "استفزاز دموي" من جانب أوكرانيا.

وفي واشنطن، قال مسؤول عسكري أمريكي كبير إن الولايات المتحدة لا تقبل النفي الروسي وتعتقد أن القوات الروسية أطلقت صاروخا باليستيا قصير المدى في الهجوم. ولم تتمكن رويترز من التحقق من تفاصيل الهجوم.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس إن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب فيما يبدو باستهداف المدنيين، لكنها مضت قائلة إن محامين يجب أن يحققوا في الوقائع.

وأضافت فون دير لاين وهي تغادر أوكرانيا بعد زيارة أنها رأيت بعينيها أمس الأول الجمعة الدمار في بلدة بوتشا القريبة من كييف. وبدأ فريق من خبراء الطب الشرعي أمس إخراج الرفات من مقبرة جماعية تضم جثث المدنيين الذين قال مسؤولون محليون إنهم قتلوا أثناء احتلال الروس للبلدة. وقالت فون دير لاين للصحفيين على متن قطار يغادر أوكرانيا "حدسي يقول: إذا لم تكن هذه جريمة حرب، فما هي جريمة الحرب إذا، لكنني طبيبة... ويجب أن يحقق المحامون بعناية".

ونفى الكرملين مرارا الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وقال إن مزاعم إعدام القوات الروسية مدنيين في بوتشا "تزوير شنيع" يهدف إلى تشويه سمعة الجيش الروسي.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس إن مرتكبي عمليات قتل المدنيين في بوتشا مذنبون بارتكاب جرائم حرب وتجب محاسبتهم. وتمكن الاتحاد الأوروبي من تجاوز بعض الانقسامات لإقرار عقوبات جديدة تشمل حظر استيراد الفحم والخشب والمواد الكيماوية وغيرها من المنتجات إلى جانب تجميد الأصول التي تخص ابنتي بوتين والمزيد من أصحاب المليارات المقربين من الكرملين لدى الاتحاد الأوروبي.

ودعا زيلينسكي الغرب في مقطع مصور إلى فعل المزيد، بما يشمل حظرا للطاقة وعزل جميع البنوك الروسية عن النظام المالي العالمي. وقال "أي تأخير في تقديم... أسلحة لأوكرانيا وأي رفض لا يعني سوى أن السياسيين المعنيين يريدون مساعدة القيادة الروسية أكثر منا".

ويقول الجيش الأوكراني إن موسكو تتأهب لمسعى جديد تحاول فيه السيطرة بالكامل على منطقتي دونيتسك ولوجانسك في دونباس اللتين يسيطر عليهما جزئيا الانفصاليون المدعومون من موسكو منذ عام 2014.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث إن الهجمات الجوية ستتزايد على الأرجح في الجنوب والشرق مع سعي موسكو لإقامة جسر بري بين شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في 2014، ودونباس، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تمنع تقدمها.

وقال الجيش الروسي إنه دمر مستودع ذخيرة في قاعدة ميرهورود الجوية في وسط شرق أوكرانيا. وقال الكرملين إن "العملية الخاصة" التي تنفذها قواته يمكن أن تنتهي في "المستقبل القريب" مع تحقيق أهدافها من خلال العمل الذي ينفذه كل من الجيش الروسي ومفاوضي السلام الروس.

وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج من أن الحرب قد تستمر شهورا أو حتى سنوات.

وطلبت أوكرانيا من المدنيين في منطقة لوجانسك بشرق البلاد الفرار من القصف الروسي بعد أن قال مسؤولون إن أكثر من 50 مدنيا كانوا يحاولون الرحيل من منطقة مجاورة بالقطارات لقوا حتفهم في هجوم صاروخي. وقال دميترو لونين حاكم منطقة بولتافا على مواقع التواصل الاجتماعي إن شخصين أصيبا ووقعت "أضرار جسيمة" بسبب الضربة الجوية التي نفذتها روسيا في ميرهورود. ولم يدل بمزيد من التفاصيل.

وكان لونين قد صرح في الثاني من أبريل بأن أضرارا لحقت بمدرج مطار ومستودع وقود بالقرب من القاعدة الجوية. وقال كوناشينكوف إن روسيا أصابت 85 هدفا عسكريا في أوكرانيا من بينها موقعا قيادة وثلاث منصات إطلاق صواريخ وأربعة مدافع ذاتية الحركة ومستودع ذخيرة ومستودعان لوجستيان ضمن أهداف أخرى.

ونقلت إنترفاكس عن كوناشينكوف قوله إن القوات الروسية دمرت منذ بدء العملية العسكرية يوم 24 فبراير 650 طائرة وطائرة هليكوبتر أوكرانية وأكثر من ألفي دبابة وعربة مدرعة.

وتفيد تقديرات وزارة الدفاع الأوكرانية بأن عدد أفراد الجيش الروسي الذين لقوا حتفهم منذ بدء الغزو بلغ 19100 وإن روسيا خسرت 705 دبابات و1895 ناقلة جند مدرعة و151 طائرة و136 طائرة هليكوبتر.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا تكبدت "خسائر كبيرة" في أوكرانيا. وفي آخر تحديث نشرته وزارة الدفاع الروسية، وذلك يوم 25 مارس، قالت إن 1351 جنديا روسيا لقوا حتفهم منذ بدء الحملة وأصيب 3825 آخرون.

وفي سياق متصل، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن قيادة أسطول البلطيق قولها إن روسيا أجرت مناورات حربية اليوم السبت في جيب كاليننجراد، وهو جيب واقع بين بولندا وليتوانيا ويطل على بحر البلطيق، وذلك بعد أيام من تحذير مسؤول روسي كبير الدول الأوروبية من أي تحرك محتمل ضده. ونقلت الوكالة عن الخدمة الصحفية لقيادة أسطول البلطيق الروسية قولها إن "ما يصل إلى ألف عسكري... وأكثر من 60 وحدة من العتاد العسكري شاركوا" فى المناورات. وبشكل منفصل، أفادت إنترفاكس بأن 20 مقاتلة من طرازي سو-27 وسو-24 من قاذفات الخطوط الأمامية التي تستخدمها البحرية أجرت تدريبات قتالية مخطط لها مسبقا خلال الليل، لمحاكاة الهجمات على أهداف جوية وبرية منخفضة السرعة ومراكز قيادة ومعدات عسكرية في كاليننجراد. ولم تذكر الوكالة سببا للتدريبات أو متى تم التخطيط لها.

كان نائب وزير الخارجية الروسى ألكسندر جروشكو قد أنذر الدول الأوروبية من القيام بتحرك ضد الجيب الروسى، قائلا إن هذا "سيكون لعبا بالنار".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة