حرروهم لتنهلوا خيراتهم

 

خالد بن حمدان الحراصي

قضية شائكة من قضايا التربية تحتاج لقرار جريء برؤية ثاقبة تضمن تحقيق الخير في ثروة الوطن الأهم ألا وهم الأجيال الحالية، بتسليط الضوء أكثر على تعليم طلاب المراحل الأولى من المدرسة، ما تعارف عليهم سابقاً بطلبة "الإبتدائية" واليوم هم طلبة الصفوف من الأول إلى الرابع.

في حقيقة الأمر، من خلال واقع نعايشه داخل أسرنا ومجتمعنا كذلك، من خلال الميدان في مدارس الحلقة الأولى، تنهال الكثير من التكاليف والواجبات والأنشطة على الطالب وتكثف عليه ساعات التدريس من بداية الصباح حتى قرابة الواحدة والنصف، وهو يتلقى مادة تلو مادة ومنهجا بعد منهج، وبعدها يذهب للبيت ويُحمَّل بكثير من الواجبات والأنشطة والالتزامات التي بدورها تعيق نمو كثير من مدركات الطالب ومواهبه التي تحتاج شيئاً من المرح واللعب والتسلية، مع عدم إهمال أساسيات التعليم من قراءة وكتابة ومبادئ الدين وأولويات الحساب فيستمر الطالب يدور في حلقة مفرغة من تلكم المهام المُلقاة على عاتقه وعلى أسرته. ووصل الأمر أن تصل قرارات لإدارات المدارس توصي بضرورة تقليص أخصائيات الأنشطة المدرسية في هذه المدارس وبإلغاء هذه الوظيفة ومطالبة تلكم الأخصائيات بالتحويل لوظائف أخرى، وفي هذا إجحاف بحقهن إضافة إلى إجحاف في حق الطالب بتلكم المراحل التي يحتاج فيها إلى من يكتشف مواهبه وينمي إبداعاته ويكُن له السند والراعي وليس كل الطلاب بذات الميول والقدرات والإمكانات.

وفي نهاية الأمر هناك جيل قادم يحمل خيرات شتى واضعا مقدرات وطن نصب عينه لذا يحتاج لتخطيط محكم متقن.

تعليق عبر الفيس بوك