شخصية مؤثرة قيادية ونادرة

 

فاطمة المهرية

 

عن كثب، هُنا، سأتحدث عن شخصية أثّرت في حياتي، حيثُ لا تخلو حياة الإنسان من شخص له الفضل في تغيير حياته إلى الأفضل والتأثر به ولو جزءً بسيط من ذلك، ولعل مُمثل هذا الكلام هو حكاية تجربتي الشخصية عن الشخص الذي أثّر في حياتي.

وقع حدث مُنذ سنوات وكنت وقتها في السنة الأخيرة من الثانوية وكانت هذه الإنسانة ليست كغيرها من الذين مروا بحياتي حين ذاك، كانت نائبة مديرة المدرسة وكانت محبوبة جداً لدى جميع طالبات المدرسة، كانت تخصنا بالمعلومات والنصح وهادئة جداً تعمل كالنحلة بين زهور المرج وكثيراً ماكنت أفكر في طاقتها كيف هي كذلك!

الابتسامة والرّقي في التعامل والكثير من الصفات الرائعة والقيادية.

أحببنا جداً المدرسة بفضلها، مرت الأيام وأتممت الدراسة والتحقت بالجامعة ولكن شاء القدر ولم يكن لي الحظ في إكمالها وتركتها، ثم مرَّت السنوات وجاءت تلك المُصادفة التي لم تكُن بالحسبان والتقينا مُصادفة  في إحدى الأماكن العامة وسبحان الذي جمعني بها.

لقد كان اللقاء في الوقت المُناسب وكانت هي تلك الروح التي لم تُنتسى مرت عليها السنوات واكتشفت أنّها ارتقت إلى مستوى يُناسبها فعلاً مُديرة المدرسة وحقاً هي في مكانها المُناسب، كان الحظ جميل رحبت بي وسخرها الله لي وأنا مُمتنة جداً شجعتني على العمل التطوعي وأعجبتني الفكرة، وعملت في نفس المدرسة وكنت اليد المساعد لِمعلم رياض الأطفال ومنها كانت جداً تجربة جميلة وتعلمت بفضلها الكثير.

فقد كانت هذه الإنسانة تحمل كل الصفات القيادية النادرة التربوية تعلمنا منها الكثير ونحن طالبات وأحببناها كثيراً وأثرت بي وبكل الطالبات وحتى المعلمات  بلا شك.

وأنا أرى أنها جداً مؤثرة، لأنَّ الإنسان المؤثر القيادي يحمل الصفات النادرة مثل التواضع وتقديم التوجيه بطريقة جيدة وأيضاً النزاهة التي يظهرها المدير عندما يتخذ القرار المهم، فقد كانت تعطي الكثير بلا مقابل حنونة جداً أثرت في نفسي كثيراً وأنا أتخذها قدوة حسنة لي في الحياة، تعلمنا منها الكثير مثل الصبر والوفاء والإخلاص ومساعدة الغير والصداقة مع الكبير والصغير والكثير من الأخلاق الحسنة، ماشاء الله امرأة صالحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، نعم هي من الشخصيات التي لا تنسى لما لها من بصمة واضحة.

وهُنا الشخصية التي تتواجد في أذهان الآخرين، ولها أثر في المجتمع، وتمتلك العديد من الخصائص الفاعلة والمثيرة للاهتمام، وتتميز بقدرتها على التأثير في الآخرين إيجابيًا، وعاطفيًا، وثقافيًا، وكاريزما الشخصية المؤثرة والجاذبية الكبرى، والحضور الشعبي الذي يتمتع به بعض الأشخاص كشخصية مديرة مدرسة خولة بنت حكيم، الأستاذة ليلى المسهلي والتي أخصها بحديثي من بدايته.

كلمة شكراً لا تكفي، والمعنى أكبر مما توفيه،  أعبّر لها عن مدى شكري فمن أيّ أبواب الثّناء سندخل؟ وبأيّ أبيات القصيد نعبّر؟ كنتِ كسحابة معطاءة سقيتِ الأرض فاخضرّت. كنتِ ولا زلتِ كالنّخلة الشّامخة تُعطي بلا حدود، فجزاك عنّا أفضل ما جزى العاملين المخلصين، وبارك الله لكِ وأسعدكِ أينما حطّت بك الرِّحال. لكلّ مبدع إنجاز، ولكلّ شكر قصيدة، ولكلّ مقامٍ مقال، ولكلّ نجاح شكر وتقدير، فجزيل الشّكر نُهديك وربّ العرش يحميك أيّتها القائدة العظيمة وكما قيل: القيادة التربوية تصنع الفرق أنتي كل الفرق هُنا فتميز المدرسة ومعلماتها وطالباتها دائمًا ما يكون ناتجاً عن تميز القائدة.

تعليق عبر الفيس بوك