‏القرى السياحية.. اقتصاد سياحي مستدام

 

د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي

عرّف الاقتصاديون الاقتصاد السياحي على أنه مصدر مهم من مصادر الموارد الاقتصادية والتي تساهم في الناتج المحلي للبلد وتعمل على توفير فرص عمل للمواطنين، الأمر الذي يعمل على تعزيز حركة الدورة الاقتصادية وضخ رؤوس الأموال بالأسواق وتوفير بيئة استثمارية جذابة.

‏ومن هنا نطرح مفهوم القرى السياحية والتي تعمل على تسخير قوة السياحة الاقتصادية لتوفير فرص العمل بها والحفاظ على المجتمع والتراث المحلي. كما تعمل أيضا على مكافحة هجرة السكان من القرية إلى المدينة، ولعقود عديدة عملت تلك القرى على التفرد بمحتواها السياحي؛ حيث ساهمت ولا زالت تساهم تلك القرى بإبراز الأصول الثقافية والقيم الريفية والمجتمعية والمنتجات المحلية والأنماط المتنوعة للحياة بها. كما يلاحظ دائما أنه لديها التزام بالابتكار والاستدامة في كافة جوانبها خاصة البيئية والاقتصادية والمجتمعية.

وتتنوع القرى السياحية في كافة أنحاء العالم من ناحية المحتوى، فمنها ذات الإقامة المؤقتة والنزل الخضراء والمنتجعات، ومنها ذات الأنشطة الرياضية والترفيهية؛ حيث تتميز القرى السياحية دائمًا بسهولة الحركة والتنقل داخلها وهو أمر مرغوب لدى العديد من السياح. ‏إما أنها منخفضة التكاليف من حيث الإقامة، مقارنة بالفنادق، فضلاً عن العائد السريع الذي تدره ومساهمتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبيئة المحيطة بها.

وتنقسم القرى السياحية إلى قرى سياحية ترفيهية ورياضية وعلاجية أو حرفية، وذات أسواق حرة وريفية وجبلية وساحلية وصحراوية.

ومع ما تمر به محافظات ولايات السلطنة من تطور إداري والصلاحيات المتعددة وموازنات مخصصة للتطوير السياحي أصبح من الضروري أن يتم النظر في بناء وتصميم وتخطيط مواقع عُمرانية تحتضن تلك القرى ولتكن البداية مع بعض الولايات الحدودية مثل البريمي وخصب ولوى وشناص وكذلك عبرى وراس الحد.

ومع بناء وحدات سكنية في تلك القرى تعمل على تمويلها دون أي تدخل حكومي ويتولى ملاك تلك الوحدات أيضًا بعد الشراء دفع رسوم سنوية نظير الخدمات الإدارية والتنسيق والصيانة يعاد استخدامها لصالح القرية.

إنَّ التجربة المُقترحة ليست وليدة اليوم ‏ومنتشرة في كافة أنحاء المعمورة حيث تعمل تلك القرى كعنصر جذب سياحي يتيح فرص عمل ودعما للمشاريع الأسرية الأهلية لسكان تلك الولايات وخلق سلسلة توريدات داخلية لصالح القرية. ومع وجود شبكة طرق برية وكذلك جوية ومستقبلا بحرية بين ولايات ومحافظات سلطنة عمان ستعمل على سهولة الوصول إلى تلك القرى.

والقرى السياحية تمنح السائح سواء المواطن أو المقيم أو الوافد شعورا مختلفا عن شعوره أثناء تواجده في المدينة وصخبها، ولم تعد القرى السياحية تعتمد على المواسم السياحية ولكنها تعمل على مدار العام وذلك بسبب تنوع الزائرين وأيضًا تنوع أنماط القرى. وبالإمكان عقد واستضافة ندوات ثقافية ومعارض ومسابقات ومهرجانات في تلك القرى مثل مسابقات الشعر والمسرح والموسيقى والفنون التعبيرية كأحد عناصر الترويج لها .

يطول الحديث عن القرى السياحية ودورها في التنمية السياحية والفرص لا زالت مواتية وبالإمكان الاستعانة بخبرات العديد من الدول في قطاع القرى السياحية المتنوعة والمنتشرة في كافة ربوع العالم.