أين السياحة في البريمي وصور وصلالة؟

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

تزخرُ عُماننا الحبيبة بأراضٍ شاسعة ومساحات واسعة تتنوع جغرافيتها وطبيعتها وتضاريسها ممثلة نمطًا من أنماط السياحة التي من الممكن اللجوء إليها للاستمتاع بها وعليها، وتنعم سهولها ووديانها وصحاريها وخلجانها وشواطئها البكر، ببيئات من الممكن توظيفها التوظيف الأمثل للاستفادة منها في إيجاد متنزهات جميلة، وأماكن ترفيهية رائعة، واستقطاب العديد من المشاريع السياحية التي من الممكن إفادة البلد بها وإنعاش الاقتصاد عليها.

وهذا كله من شأنه جعل الموارد الطبيعية في كل بقعة من عُمان، معالم سياحية راقية، تستوعب أنواع السياحة وعشاق المغامرات والمتعة.

عُمان وما بها من رجال ورائدات الأعمال وأصحاب الأموال الكبيرة، يمكنهم جعل عمان بلدًا سياحيًا من الدرجة الأولى ذات أبراج شاهقة، وناطحات سحاب ساحرة، ومدن عمرانية متطورة حديثة، وواحة غناء نضِرة تسر الناظرين، وذلك من خلال استثمار أموالهم في بناء مشاريع وأنشطة سياحية ضخمة، تجعل من السلطنة بما فيها من مواقع مهمة، قبلة للزوار ووجهة للسياح.

وإن تم بناء وإنشاء العديد من المرافق والأماكن السياحية كالحدائق المكتملة بالألعاب المختلفة كهربائية كانت وغيرها وبأسعار بسيطة، تجمع بين متطلبات الصغير والكبير، وبين ما يجد فيه الجميع راحة ومتنفساً لهم، فإن ذلك سيعزز أولاً من السياحة الداخلية، وستشهد تلك النزل الفندقية وغيرها من الأماكن السياحة مغلقة كانت أو طبيعية، إقبالا كبيرا من داخل السلطنة، وثانيًا سيكون هنالك توافد من خارج عمان، لما تتميز به البيئة العمانية من تنوع في طبيعتها وخيراتها، وهذا ما نتمناه أن يحدث.

في ثمانينيات القرن الماضي كان في مسقط مكان ترفيهي واحد يفد إليه الناس من كل مكان، وهو ما كان يسمى (بأوكي سنتر في روي)، وكان ذاك المكان أو المول، هو عبارة عن مكان تسوق يضم مختلف البضائع والسلع والكماليات وغيره، واستمر ذاك المكان يستقطب الزوار وأهل المنطقة.

بعد ذلك جاء مجمع الحارثي في القرم ثم أغلق، ثم تدرجت المولات الكبيرة في التواجد على أرض مسقط (مثل سيتي سنتر) بالموالح والبهجة وغيرهما، تبع بعد ذلك في الظهور (عمان أفنيوز مول) و(مسقط مول) وغيره من المراكز التجارية الفخمة، طبعاً كان ذلك في محافظة مسقط فقط.

أما المدن في مختلف المحافظات، فلا زالت تفتقر للكثير من الأماكن والوجهات السياحية الراقية المتنوعة، وخذ مثالا على ذلك محافظة البريمي؛ إذ لا يوجد بها إلا تلك الحديقة فقط، بينما على مساحاتها واتساع رقعتها، يفترض أن يكون بها مول كبير وحدائق للحيوانات وغيرها، ناهيك عن أن البريمي ملاصقة لمدينة العين الإماراتية، ويفترض أن تكون منافسة لها وبها أماكن للسياحة والتنزه.

أيضا في محافظة جنوب الشرقية هناك ولاية صور التي لا زالت تتطور ببطء رغم أنها موطن كبار التجار والمسؤولين والقادة في البلد، إذ في بيوتها بعض منها باقية كما هي قديمة جدًا ومهجورة، لدرجة أنها مشوهة للمنظر العام، وهذا في ولاية صور ذات التاريخ البحري العريق، وبلد الربابنة والنواخذة وأبطال الغوص وعشاق البحر، وهي التي تشتهر بصناعة السفن، وتتميز بأنها أشهر ولآية في محافظة جنوب الشرقية، فهي مدينة حافلة برواد البحر أحفاد البحار العماني أحمد بن ماجد، تحكي من خلال تاريخها البحري الطويل، عراقة الحاضر وأصالة الماضي.

كذلك هناك نيابة الأشخرة المنسية التي تتوسد البحر وتشرق عليها شمس كل يوم بشكل جديد.

وفي جنوب البلاد هناك مدن محافظة ظفار وأهمها مدينة صلالة، هذه المدينة تحتاج للكثير من المشاريع السياحية والأماكن الترفيهية، ولا يكتفى بالاعتماد على موسم الخريف وحده. كما إن ولايتي مرباط وطاقة، أيضا بحاجة إلى تطوير في البنى الأساسية، وهما نسخة من ولاية صور ونيابة الأشخرة بسبب موقعهن المطل على البحر.

لا شك أن المرحلة المقبلة تتطلب الإسهام من القطاع الخاص في تطوير تلك الولايات وغيرها، وأصبح على أصحاب المعالي والسعادة دور كبير في تطوير محافظاتهم، خاصة وأن حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- أيده الله- خصص لكل محافظة 20 مليون ريال عماني للمشاريع التنموية، وهذا مبلغ جيد لعمل ما يمكن عمله خلال المرحلة المقبلة.

إن عُمان بلد واعد ويومًا بعد آخر تزداد نموًا، وعدد السكان عليها في تزايد مستمر، فمن المهم أن نجعل عمان بلدًا يستقطب ولا ينفر، بلدًا يجمع ولا يشتت، فإن لم نكن بتلك المسؤولية، فغيرنا سيتقدمنا وسيسحب البساط من تحت أقدامنا..

آن الأوان للعمل الجاد المخلص من أجل عمان وشعبها.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة