سارة البريكية
الشباب ركيزة المُجتمعات وبها تكمن قوة القوة ونضوج القدرات وطموحات المجتمع وآمال وتطلعات الشعب وفلسفة الحاضر والمستقبل واستثمار هذه الطاقات على مستوى الوطن لهو أمر مهم للغاية وتكمن أهميته في تحفيز هذه الطاقات لخدمة الوطن واستغلالها الاستغلال الأمثل للموارد البشرية المؤهلة والمواهب التي تمتلك في جعبتها الكثير من الأفكار الإبداعية المتمكنة والتي نحتاج لها في وقتنا الحاضر.
وما كانت رؤية "عمان 2040" إلا أكبر حافز ودافع لإنتاج مثل هذه المشاريع التي من شأنها تعزيز دور العمران والتعمير والبناء والتصميم الهندسي والتشكيل الاستراتيجي الذي يصور ويُعطي نبذة قوية جداً لماضي وحاضر عمان في مشروع بناء المجسمات الجمالية والأعمال التي يمكن أن تكون أكثر جذبًا وأكثر عمقا والتي ستبقى كشاهد عيان على مر السنين.
ولا شك أن السعي لتطوير القطاع العمراني والقطاع السياحي في عمان والنهوض بمستوى الخدمات المقدمة لكافة الفئات المختلفة والتي تمثل أهم التحديات الاقتصادية في وقت مهم للغاية وقت تعيش به سلطنتنا الحبيبة نهضة متجددة وزهوا فاخرا وألقا بارزا وصدارة على مستوى العالم العربي في استقطاب الاستثمارات الدولية فهي قبلة للعالم في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والسياحية، إن عمان التي بناها بسعادة قابوس السلام- طيب الله ثراه- والتي كانت تعيش في ظلام دامس وأنارها بسمو أفكاره وأعطاها عمره وأفنى شبابه لخدمتها كانت التحدي الأصعب على مدار خمسين عاماً ولكنه أثبت للعالم أنه بهمم الشباب أنجزنا وبنينا ورسمنا وطورنا وصعدنا على هام السحب ليس بالأحلام وإنما بالأفعال فرسمها وحقق وكتبها كقصيدة شعرية جميلة فكانت قوافيها بارزة المعالم تشد الناظرين وتسحر السامعين وتلفت انتباه الحضور الغريب قبل القريب.
أما مطرح فهي صورة أخرى للجمال العمراني الأصيل فروعة الماضي وزهو الحاضر ورونقه نجده مرسوماً في كل الزوايا من ميناء السلطان قابوس الذي تزينه فلك السلامة وآل سعيد اللتين تعدان معلمين مهمين لتكتمل صورة الميناء التي عهدناها منذ الصغر وبتنا نسعد كلما نزور مطرح بالتقاط الصور التذكارية لهما والسعادة الغامرة التي نحس بها لمجرد النظر لهما أما سوق مطرح والمحلات المحاذية له وعالمه الغريب المختلف الذي لا يتكرر في أي موقع آخر من الكرة الأرضية لذا تراه يضج بالسياح والمواطنين والمقيمين الذين يفضلون اقتناء احتياجاتهم منه إن كان تراثية أو مستلزمات العيد أو أحذية وكماليات أخرى.
مطرح تطرح بداخلها سلام عجيب وأنت تمشي بمطرح تحس بأنك في قلب عُمان نعم إنها القلب فالقلب ينبض ومطرح مستمرة النبض .. نبض لا يتوقف وهذا ما نشهده ونحسه ويعترينا كلما زرنا مطرح كيف لا وصاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم بن طارق آل سعيد اختارها لتكون المكان الذي سيشهد تنفيذ الجائزة المعمارية الأولى من نوعها في سلطنة عُمان والتي تهتم بالعمارة والتصميم فحي الميناء بمطرح سيشهد إقامة معلم يجسد سنوات النهضة الخمسين والانطلاقة الواعدة بما يحقق رؤية 2040.
وقد تطرقت الجائزة إلى أولويات مهمة أذكر منها المحافظة على التراث والثقافة والبحث العلمي والتعليم والتعلم والمواطنة والهوية وتنمية المدن والبيئة والموارد الطبيعية والسياحة ومن جانب آخر بروز أسماء جديدة في عالم العمارة على مستوى العالم أسماء وطنية يشار لها بالبنان وأفكار جديدة تطرح نفسها وتنفذ على أرض الواقع وإن تحدثنا عن المسابقة بشكل أوسع فهي ستصقل مهارات الشباب العماني الطموح وستبرز إمكانيات الشباب التي نعول عليها الكثير في رسم مجسم يُشكل في محتواه عمان الحاضر والماضي والمستقبل.
أما عن الجوائز المقدمة للمراكز الثلاث الأولى فهي كالتالي: الأول سيحصل على 20 ألف ريال عماني والثاني 15 ألف ريال عماني والثالث 10 آلاف ريال عماني وهذا بعد التنافس مع 10 متسابقين يتأهلون للمرحلة النهائية لتقديم عروضهم للجنة التحكيم المختصة.
كل التمنيات لجميع من سيتقدم لهذه الجائزة بالتوفيق والنجاح والشكر موصول لمؤسس الجائزة صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم، والشكر والتقدير والعرفان نرفعه لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي بارك هذه المبادرة وهو الداعم الأكبر لكل هذه المبادرات التي من شأنها النهوض الاقتصادي والعمراني والسياحي والثقافي بالسلطنة الحبيبة.
