د. صالح بن سيف الهنائي
ما الفحص الطبي قبل الزواج وهل يشمل جميع الأمراض الوراثية؟ وهل أثبتت الدراسات العلمية نجاحه؟ وما هو وضع السلطنة فيما يخص أمراض الدم الوراثية والفحص عنها؟ هذا المقال يجيب على كل هذه الأسئلة وحقائق أخرى عن الفحص الطبي قبل الزواج.
الفحص الطبي قبل الزواج هو فحص طبي للمُقبلين على الزواج يتم من خلاله الكشف عن بعض أمراض الدم الوراثية (الأنيميا المنجلية والثلاسيميا)، ويهدف إلى حماية الأجيال القادمة من هذه الأمراض.
ينصح بإجراء هذه الفحوصات بعد الخطبة مُباشرة؛ حيث يجب على الطرفين التأكد من نتيجة الفحوصات قبل عقد القران وتجهيزات الزواج، وتبين الفحوصات إذا كان أحد الطرفين حاملاً أو مصاباً بفقر الدم المنجلي أو حاملا أو مصاباً بمرض الثلاسيميا، بعدها يتم تقديم المشورة الطبية من قبل الطبيب حسب نتائج الفحوصات.
وجدت مراجعة علمية نشرت في مجلة علم جينوم الصحة العامة عام 2015 أن الفحص الطبي قبل الزواج نجح في الحد من انتشار الولادات المصابة بأمراض الدم الوراثية في البلدان التي توفر ذلك الفحص بشكل إلزامي، من المرجح أن يؤدي نهج الفحص وتقديم المشورة للأشخاص المقبلين على الزواج إلى تحسين فعالية مثل هذه البرامج في منطقة الشرق الأوسط.
في عام 2003، وجد مسح نشر في مجلة طب الأطفال الإستوائي عن اضطرابات الدم الوراثية أن ما يقرب من 6% و2% من الأطفال العمانيين دون سن الخامسة يحملون جينات الخلية المنجلية وبيتا ثلاسيميا على التوالي. كذلك، كان معدل انتشار مرض الأنيميا المنجلي 0.2% وبيتا- ثلاسيميا 0.07%.
وأظهرت دراسة أجريت في مستشفى ثالثي في السلطنة (مستشفى خولة) ونشرت في مجلة جامعة السلطان قابوس الطبية عام 2008، أن معدل انتشار الأشخاص الحاملين لفقر الدم المنجلي 7.5% بينما معدل انتشار المصابين بالمرض 0.45%.
تم تطبيق خدمة الفحص الطبي قبل الزواج في السلطنة منذ عام 1999 وهي متاحة على أساس اختياري في جميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية الحكومية، وتشمل الخدمة فحص الدم الذي يشمل اختبار الأنيميا المنجلية والثلاسيميا لأولئك الذين يخططون للزواج.
وأظهر مسح أجري عام 2014 على قسم من السكان العمانيين ونشر في مجلة الصحة العامة، أنه كان 89.3% من البالغين على دراية بتوافر الفحص الطبي قبل الزواج في عمان، ومع ذلك، عارض 30.5% إجراء الاختبار بأنفسهم، بصرف النظر عما إذا كانوا متزوجين أو غير متزوجين.
