د. خالد بن علي الخوالدي
"الخير جاي" عبارة إيجابية يُرددها المتفائلون دائمًا، وشخصيًا أقول وأردد دائمًا أن الخير جاي، وتؤكد لي الأحداث يومًا بعد يوم هذه النظرة المُتفائلة، ومع حديث حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في حصن الشموخ العامر بولاية منح، وخطابه السامي، اتضحت لي هذا الصورة البيضاء الناصعة بقوة، وبما لا يدع مجالًا للشك.. أقول هذا وأتمسكُ بالإيجابية رغم التحديات.
لا أنظر إلى الأمور من زاوية واحدة ولكن من زوايا مختلفة، وهذه النظرة علينا جميعًا أن نتحلى بها، فلا التشاؤم سيغير الواقع ولا السلبية ستعود علينا بالنفع، وطالما عُمان ستكون في أحسن حال، فإنَّ علينا أن نقف في صف من يعمل لتحقيق هدف "عُمان أولًا" وأن ننظر إلى الأمور بإيجابية وتفاؤل وحسن الظن بالله. وحديث السلطان في اجتماعه بشيوخ ورشداء وأعيان محافظات الداخلية والوسطى وشمال وجنوب الشرقية قد أثلج نفسي ونفوس الشعب، وأصبحت الرؤية تتضح لنا يوما بعد يوم، أننا ماضون على الطريق الصحيح.
إن كل المؤشرات تشير إلى أن "الخير جاي" وأن عُمان سوف تتغلب على ديونها وعلى التحديات والمصاعب التي وقفت حجر عثرة في مُعالجة ملفات عديدة منها الباحثين عن عمل والمسرحين والترقيات والضرائب والرسوم والمأذونيات ورفع الدعم عن المشتقات النفطية والكهرباء والماء وغيرها، ولنا أن نشبه عمل الحكومة بالأسرة الصغيرة؛ فالوالد عندما يكون في وضع صعب وعليه ديون ويواجه تحديات عديدة، يطبق إجراءات التقشف ويسعى لشراء الأساسيات والابتعاد عن الكماليات قدر الإمكان، وشراء الأهم والضروري، ويوضح لأولاده ظروفه وأحواله المادية، ويعذروه حبًا له، وهكذا هي الدول تعمل بنفس الوتيرة إذا كانت مديونة وتواجه تحديات غير محسوبة ولا مُقدرة مثل فيروس كورونا والأنواء المناخية الاستثنائية وغيرها من المقادير الإلهية التي تصيب الدول بالخسائر والتكاليف المالية غير المتوقعة.
"الخير جاي" ليس شعارًا وإنما واقع نراه ونلمسه ونؤمن به، وعلينا جميعًا أن نتشارك في تحقيقه والعمل مع الحكومة للسير بعُمان إلى مصاف الدول المتقدمة؛ فعُمان بحمد لله تملك المقومات البشرية المحبة والمبدعة والمبتكرة والساعية لخير هذا الوطن، وتملك المقومات الطبيعية والخير العميم الذي يكفينا ويكفي الأجيال القادمة، فهناك المعادن والنفط والغاز والزراعة والصناعة والثروة السمكية والسياحة وغيرها من الثروات إلى جانب الرسوم والضرائب والجمارك، وبحمد لله وفضله ونعمته كل يوم نسمع عن افتتاح مشروع أو التجهيز لمشروع.
علينا التمسك بالأمل والتفاؤل بأنَّ البلاد تمضي على مسار صحيح وبنية صادقة تحت القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- والحكومة الرشيدة التي وجهها بالاضطلاع بمسؤولياتها في خدمة عمان وأهلها بصدق وضمير وأمانة. وبعد حديث السلطان لا حديث آخر يمكن أن يؤشر على الإيجابية وأن "الخير جاي".
وأستغل هذه المساحة للدعاء بالرحمة والمغفرة للسلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- في ذكرى وفاته وهو الذي أسس وعمل وزرع فينا حب عُمان لنرى أنفسنا في مقدمة الركب، والدعاء بالتوفيق والسداد والرشاد لمولانا السلطان هيثم بن طارق- أبقاه الله وأمد في عمره- بمناسبة ذكرى تسلم جلالته مقاليد الحكم، والذي يواصل هذه المسيرة بنفس الفكر والحكمة والرغبة الصادقة في جعل عُمان في مصاف الدول المتقدمة التي يشار إليها بالبنان.
ونختتم بجزء من خطاب سابق لمولانا السلطان هيثم يدعو فيه إلى ما أشرت إليه "إن الأمانة المُلقاة على عاتقنا عظيمة والمسؤوليات جسيمة فينبغي لنا جميعًا أن نعمل من أجل رفعة هذا البلد وإعلاء شأنه وأن نسير قدما نحو الارتقاء به إلى حياة أفضل ولن يتأتى ذلك إلا بمساندتكم وتعاونكم وتضافر كافة الجهود للوصول إلى هذه الغاية الوطنية العظمى وأن تقدموا كل ما يُسهم في إثراء جهود التطور والتقدم والنماء" ودمتم ودامت عمان بخير.