بطولة القارة السمراء

 

محمد العليان

انطلقت يوم الأحد الماضي بطولة القارة السمراء، كأس أمم أفريقيا، في دولة الكاميرون التي تستضيف البطولة على أرضها وبين جماهيرها، بعد 6 أشهر من تأجيلها بسبب وباء كورونا، وتقام وسط وضع صحي متخوف منه في الوقت الحالي لتفشي متحور أوميكرون.

البطولة حدث رياضي قاري مهم يجمع منتخبات القارة كل عامين، وها هي عقارب الساعة تعود من جديد إلى الكاميرون بعنوان كأس الفقراء، قارة العجائب والمتناقضات ففي يناير من كل عام تتوجه الأنظار والقلوب وتتعاطف القلوب مع هذه البطولة الفقيرة بشعوبها والغنية بمواهبها الكروية، ويبقى الحديث عن البطولة هو الأولى والأهم على مدار 3 أسابيع تقريبًا.

البطولة تعد موحدة للشعوب ومقربة للبعيد ومعشوقة الصغير والكبير الغني والفقير، بطولة الكأس الأفريقية تتنفس اليوم كرة القدم التي هي الأمل والملاذ والمتعة والراحة لشعوب القارة الكادحة الفقيرة التي لا تعرف للاستقرار معنى ولا قيمة؛ حيث إنَّ عدداً من شعوبها تعيش في اضطرابات وفقر وعناء حاد ومشاكل داخلية وخارجية. البطولة ستكون منافساتها على أحر من الجمر وأشد من الصراعات خارج الملعب، بفضل ما وصلت إليه منتخبات القارة السمراء من تطور كبير في البنية التحتية والإعداد المثالي للمنتخبات بأسلحتهم من أجل الفوز والتتويج بلقب البطولة.

الأنظار ستتجه من القارة الأوروبية إلى الأفريقية لمتابعة المواهب واللاعبين في البطولة لضمهم إلى الأندية الأوروبية لرعايتهم وتجهيزهم والاستفادة منهم واللعب في أنديتهم وبيعهم وتسويقهم بعقود مالية كبيرة للأندية الأخرى.

وتاريخيًا، كأس أمم أفريقيا انطلقت منذ عام 1957م بالعاصمة السودانيه الخرطوم، وستشهد البطولة هذا العام صراعًا على اللقب في بلد الأسود المفترسة (الكاميرون)، ويشارك في البطولة الحالية 24 منتخبا، وآخر منتخب توج بالبطولة في نسختها الأخيره هو منتخب الجزائر "محاربي الصحراء" عام 2019، وتعد هذه النسخة الـ33، وآخر نسخة استضافتها مصر، وتتجه الأنظار صوب عدد من اللاعبين في البطولة الذين يتوقع المراقبون بروزهم وتعول عليهم منتخبات بلدانهم؛ كاللاعبين المحترفين في الخارج وبالذات في الأندية الأوروبية، كمحمد صلاح المصري ورياض محرز الجزائري وساديو ماني السنغالي وبيار ايمريك الغابوني والحارس إدوارد ماندي السنغالي، وأشرف حكيمي المغربي، ووهبي الخزري التونسي، وسيبستان هالر من ساحل العاج، والغاني توماس بارتي، وكارلايكامبي الكاميروني.

وتشارك جزر القمر للمرة الأولى في تاريخها، في حين أنه من أبرز المرشحين للفوز بلقب البطولة المنتخب الجزائري بطل النسخة السابقة وبطل كأس العرب الأخيرة، كما يعد المنتخب السنغالي وصيف النسخة الماضية مرشحا للمنافسة على اللقب، إضافة إلى المنتخب المصري حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز والتتويج بالبطولة 7 مرات، وأيضا المنتخب الكاميروني صاحب الأرض والجمهور، وأيضًا المنتخب الغاني والنيجيري والتونسي والمغربي وكوت ديفوار.

إذن المواهب ستكون حاضرة والنجوم موجودون لقيادة منتخباتهم للإبداع والتألق، والبطولة تعد حدثًا فريدًا وعرسًا أفريقيًا، والاستمتاع بجماليات كرة القدم هو الغاية المثلى وهو شعار البطولة.. أمنياتنا بالتوفيق لمنتخباتنا العربية والإسلامية في البطولة وتتويج أحدها بكأس البطولة.