إيحاءات 2022

 

فاطمة الحارثية

للآخر قصة، قد لا تختلف كثيرًا عن قصتك، لكن بعد زمن وأثناء مراحل النُّضج، يسأم مُعظمنا من القصص، ربما لأنه يبدأ بالشعور بأنها مُكررة، أو لتمكن شعور أنه لا يستطيع تغيير شيء، بالتالي لا حاجة له أن يعرف، أو لفرض وهيمنة الأنانية في قلوب تحجرت، أو ربما ندرك أننا لم نعد في زمن "يُدهشنا"، كنوع من النمو الفكري والتغيير الثقافي؛ مُعظمنا يستهل العام بالحديث عن "سرد" مُمتع أو ذكرى، ومهما كانت مشابهة لقصة غيرك، تبقى بصمتك الخاصة عليها، لذلك تشعر دائماً أنها مميزة، وأنها تستحق أن تتربع على أي حوار أو حديث.

لمن اعتاد أن يقوم بتقييم أداء العام ووضع أهداف للعام القادم، خذ نفسًا عميقًا وأنظر لنشاطك الذي قد يحسُدك عليه الكثير من الناس بشكل مختلف، بعيدًا عن "أريد"، وألقِ نظرة تأمل، واحتواء، واسأل نفسك: كيف يمكن أن أحقق نجاحًا جماعيًا؟ كيف أستطيع أن أقنع جماعة من الناس بهدف مشترك؟ وكيف أستطيع أن أسعد وأستمتع بنجاحٍ اسمي عليه مساو لأسماء آخرين؟ ثم اسرد لي عن شعورك نهاية العام 2022م إن كنت اتخذت هذه الخطوات على alharthia.fa@gmail.com.    

 

مؤخرا، تأثر الكثير منِّا بسرعة المتغيرات، والبعض وأنا منهم واجه تيهاً في التعبير العاطفي والفكري، وكأننا في دوامة فهم لا نستطيع الخروج منها، ولا أن نجد بريق الضوء الذي يقودنا إلى آخر السديم، فالضوضاء لا يُساعد كثيرًا في بلورة الفكر، ولا نسج الحروف بين طيات الورق، وليست أزمة إمكانيات أو رغبة، بل تيار من الغربة الاجتماعية والفكرية ساهم الوباء ووتيرة الأخبار المتصاعدة في تشكيله، لن أقول إنه حال عام، لأن المطبلين لم يفتهم اقتناص الفرص، والصيد في المياه تحت جسر، لتبقى حقيقة أن الصوت العالي سلاحٌ لا يُستهان به وإن تحدث أو مثّل الأقلية؛ وهذا يقودنا إلى نوع آخر من الإدراك، وهو أن احتواء أية مسائل مُبهمة يحتاج إلى قدرة إنسانية عالية، وشعور فكري متوازن، وأيضًا القدرة على التعمق وترجمة ذلك بلغة سلسة ومقبولة، تكسر التيه والصوت العالي بحكمة وهدوء، ويبقى رهان الوقت والثقة هو الفاصل. نحن قد نتفق أنه لن يتغير شيء حتى وإن تعاضدت الأيادي إن لم نغير الطرق المتعارف عليها، والتي أحب أن أعنونها بالطرق السهلة، فنحن لسنا سيارات نتبع ذات المسار الذي بدأ به غيرنا رسم الطريق، لابد من روح المُغامرة، والبدء بقيادة طرق جديدة تفتح مجالات أخرى وتُعزز جدلية المُقارنة التي تنفع الناس.

كلما تعمقنا في المسائل، أو أية عقبة كلما التصقت بنا، واستصعب علينا حلها؛ مثل ذلك مثل التركيز على بلوغ الأهداف، وتسريب فرص الاستمتاع بالمسير، أو الإفراط بالاحتفال قبل الإنجاز، الرعوية باتت تشد علينا الخناق، فهي السهل الممتع، فلا جهد بحث ولا تفكير ولا ابتكار، بل اتكالية وكسل وتقليد "مجاني"، يُطعم وقت الرخاء الهدوء، ويدفعنا وقت الأزمات نحو الهاوية، فلنقف قليلاً فيما تبثه الرعوية من سموم وتبني من عوائق مُهلكة، لتطورنا واستقرار وتيرة النمو والتقدم.  

 

سُّمو...

 

ننتقد الكذب بشدة، ونتألم من الحقيقة، إذا أيها الإنسان اختر، وتحمل مسؤولية قرارك، فالحياة أسمال تغيرها أنت بأنانيتك وشهواتك، وللحرية حدود مُقدسة.