تأكيد تأثير استخدام اللبان المضاد للالتهابات

باحث عماني يدرس استخدام الخلايا اللحمية الغشائية للجنين في الوقاية من مضاعفات نقل نخاع العظم

◄ الهاشمي: الدارسة تهدف للتحقق من قدرة الخلايا اللحمية الغشائية على التخفيف من مضاعفات نقل نخاع العظم

 

مسقط- الرؤية

نفّذ فريقٌ بحثيٌ بقيادة الدكتور سليمان الهاشمي رئيس مختبر أبحاث الخلايا الجذعية والطب التجديدي بجامعة نزوى، دراسة بحثية حول استخدام الخلايا اللحمية الغشائية للجنين للوقاية من المضاعفات الناتجة عن عملية نقل نخاع العظم.

وقال الهاشمي إن الدراسة مهمة جدًا للمرضى الذين يخضعون لعملية زرع نخاع العظم والذين يتلقون العلاج الكيميائي؛ حيث إن زراعة نخاع العظم تعد إحدى علاجات الأمراض الخبيثة وغير الخبيثة، ومع ذلك فإن لهذا العلاج بعض المضاعفات التي تحد من نجاحه. وأوضح أن مهاجمة النخاع المنقول من المتبرع لجسم المريض تعد أحد المضاعفات الرئيسية بعد الزراعة، لذا يتم استخدام العديد من البروتوكولات للتحكم في تطور هذه المضاعفات، إلا أن معظم البروتوكولات المستخدمة لتحسين نتائج الزرع تحدث آثارًا جانبية لا يمكن للمرضى تحملها في معظم الحالات. وأضاف أن عوامل العلاج الكيميائي المثبطة للمناعة ليست قوية بما يكفي لمنع حدوث مهاجمة النخاع لأنسجة الجسم، سواء الحاد منها أو المزمن.

وبين الهاشمي أن الخلايا الجذعية الوسيطة تعد إحدى الطرق الواعدة التي لديها القدرة على منع هذه المضاعفات، لقد نشرت أبحاث عديدة عن وظائف هذه الخلايا في تثبيط المناعة وتنظيمها وتم استخدامها في التجارب السريرية وأثبتت نجاحها في عدد من المرضى. غير أنه استدرك قائلا إن هذه الخلايا غير متجانسة نتيجة اختلاف مصادرها والتي تشمل نخاع العظام والأنسجة الدهنية غير المتجانسة، علاوة على مصدر الخلايا؛ حيث إن الكمية المطلوبة ووقت إعطائها للمريض ما زالا بحاجة إلى دراسات مستفيضة، فضلًا عن تأثير الخلايا اللحمية الغشائية على الخلايا المناعية يحتاج الى مزيد من الدراسات لما لهذه الخلايا من تأثير على زراعة النخاع ومضاعفاته. وأوضح أن التجارب أجريت في هذا المشروع على حيوانات التجارب باستخدام فصيلتين مختلفتين من الفئران غير متطابقتين نسيجيًا، وذلك بغرض الحصول على تعارض بين النخاع المزروع والجسم المتلقي.

وعن أهداف هذه الدراسة البحثية، قال الدكتور سليمان الهاشمي إن الدراسة هدفت إلى التحقق من قدرة الخلايا اللحمية الغشائية المستمدة من المضاعفات الناتجة من نقل نخاع العظم في نموذج الفئران، كما هدفت إلى عزل وتوصيف الخلايا اللحمية الغشائية واستخدامها في الوقاية من مضاعفات نقل النخاع، وتقييم تأثير الخلايا اللحمية الغشائية في وظائف الخلايا المناعية البائية والتائية (B & T cells).

وأضاف الهاشمي: "قمنا بعزل الخلايا اللحمية الغشائية من نخاع العظام وغشاء الجنين وتمت مكاثرتها لعلاج مضاعفات النخاع، كما تم استخدام الحويصلات الدقيقة المشتقة من هذه الخلايا وكذلك مشتقات اللبان بعد زرع الخلايا الجذعية لإمكانية تقليل التهاب وسمية العلاج الكيميائي". وأكد أن أحد الاكتشافات الواعدة تمثل في اختبار زيت اللبان على الفئران المزروعة؛ حيث إن مجموعة الفئران المزروعة التي تلقت الزيت سجلت نتائج أفضل، بما في ذلك فترة حياتها التي كانت أطول مقارنة بالمجموعات الأخرى. وتابع أنه لوحظ تحسن المضاعفات في هذه المجموعة، وأظهر تحليل الخلايا الليمفاوية أن خلايا "CD3 T" كانت أقل في مجموعة الفئران المعالجة باللبان، الأمر الذي من شأنه تأكيد تأثير اللبان المضاد للإلتهابات، والذي ثبت من خلال ارتفاع الخلايا المساعدة "CD4". وذكر الهاشمي أنه لم يُدرس التأثير الطويل المدى؛ لأن النموذج التجريبي للفئران غير متطابق تمامًا من الناحية النسيجية، لكنه أوضح أن مثل هذه النتيجة التي تظهر انخفاضًا في الخلايا الليمفاوية وزيادة الخلايا المساعدة، وهو ما قد يعكس التأثير المفيد والتقليل من مضاعفات نقل النخاع.

وسلط الهاشمي الضوء على أبرز التوصيات والنتائج التي خرجت بها هذه الدراسة البحثية، وقال: "من خلال الدعم السخي الذي تلقيناه من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار تمكنا من الحصول على سلالة الفئران ومكاثرتها في جامعة نزوى، كما استقطبنا باحثًا ما بعد الدكتوراه ذا خبرة في علم الوراثة الجزيئية وبيولوجيا السرطان، وتم وضع نموذج الدراسة في فئران التجارب التي خضعت لنظام تكييف العلاج الكيميائي عن طريق الحقن داخل التجويف البطني من مركبين كيميائيين؛ أحدهما يقضي على الخلايا الجذعية (بوسولفان) والآخر يقضي على الخلايا المناعية (سيكلوفوسفاميد)".

أما فيما يتعلق بالتحديات التي واجهت الفريق البحثي خلال الدراسة البحثية، قال الهاشمي: "صادفنا في هذا المشروع عدة تحديات وهذا وارد ومتوقع في أي بحث علمي، لا سيما إذا كان البحث في مجال العلوم الطبية، ونخطط حاليًا لإعادة بعض التجارب واستخدام جرعات مختلفة من الخلايا ومكوناتها، كما نعمل على استخدام العلاج الكيميائي المخفف لدراسة النموذج لفترة أطول، وعلى اختيار مركبات معروفة بتقليل الإلتهابات واستخدامها في الحد من المضاعفات المترتبة على نقل النخاع.

واختتم الدكتور سليمان الهاشمي حديثه بتوجيه "الشكر إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على كريم دعمهم لهذا المشروع، والشكر موصول إلى جامعة نزوى ممثلة بالأستاذ الدكتور أحمد الحراصي وكامل فريق البحث: الأستاذ الدكتور محمد بولعسل من جامعة السلطان قابوس، والدكتور فهد الزدجالي  من جامعة السلطان قابوس، والدكتور حسين يار خان من جامعة نزوى، والدكتور مرتضى الخابوري من مستشفى جامعة السلطان قابوس، والدكتور عيسى العامري من جامعة نزوى، وأيضا أشكر معهد كارولينسكا السويدي على تعاونهم المثمر والذى أدى لتنفيذ هذه الدراسة البحثية بهذا المستوى".

تعليق عبر الفيس بوك