بطولة كأس العرب

 

محمد العليان

انتهت قبل أيام قليلة بطولة كأس العرب لكرة القدم، وتُوِّج المنتخب الجزائري "محاربو الصحراء" بكأس البطولة لأول مرة في تاريخه، بعد الفوز على المُنتخب التونسي، وأحرز المنتخب القطري المركز الثالث.

نجحت قطر في إقامة وإعادة البطولة من جديد بعد 10 سنوات من التوقف؛ حيث كانت آخر بطولة في 2012. والبطولة نفسها حدث عربي مهم ونجاح رياضي كبير بعد أن كتبت لها حياة جديدة، بطولة الحلم الذي انتظره الكل بعد أن عصفت الاختلافات والخلافات بين أصحاب القرار خلال الحقبة الماضية. نجحت البطولة تنظيميا وجماهيريا وفنيا وإعلاميا، وجمعت الشمل العربي الرياضي من جديد بعد طول غياب في دولة قطر وفي دوحة الجميع عاصمة الرياضة العالمية في ملاعب جميلة ومعالم رياضية باتت تحفًا فنية.

بطولة كأس العرب عُدت على نطاق واسع بطولة كأس عالم مصغرة من حيث التنظيم، كما إنها جمعت العرب الكبير والصغير، أفرادًا وجماعات، في أجواء مثالية صحية رياضية جميلة جمعت البعيد والقريب في مكان واحد. ملح البطولة وقوتها وشعبيتها كانت الجماهير الحاضرة في المدرجات لكل المنتخبات المشاركة، أعراس وأفراح عربية رياضية لم نشاهدها منذ فترة طويلة بهذا الجمال، أخلاق وروح رياضية كبيرة اتسمت بها البطولة وكانت إحدى صفاتها الرئيسية من كل المنتخبات والجماهير والمسؤولين.

شهدت البطولة حضورًا ملفتًا ومؤثرًا من شخصيات كبيرة وعلى رأسهم صاحب السُّمو الأمير تميم بن حمد أمير دولة قطر وولي عهده ووالده الأمير الشيخ حمد بن خليفة، إضافة إلى أكبر شخصية رياضية عالمية؛ جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ورؤساء الاتحادات القارية المختلفة، ونجوم اللعبة ورؤساء الاتحادات الرياضية العربية في دولهم والنجوم العرب من اللاعبين السابقين الدوليين، والمدربين والمحللين.

وكان مرآة البطولة وقوتها وتأثيرها وترويجها وإعلاناتها وتسويقها هو الإعلام الرياضي بكل قنواته المختلفة، والذي تفرغ للبطولة فقط دون الدخول في مهاترات ومتناقضات وتصريحات مستفزة، كما كان في الماضي يحدث في معظم البطولات السابقة، وأيضًا القنوات الفضائية الرياضية كانت متواجدة وبقوة وحاضرة في البطولة.

الكرة والبطولات العربية ولدت من جديد في هذه البطولة، وكسرت كل التوقعات بمشاركة المنتخبات العربية القوية والجماهيرية، وأضافت الكثير لها. وقد حققت البطولة عدة إنجازات ومكاسب مختلفة؛ منها اعتماد الفيفا للبطولة لتكون تحت مظلته وقوانينه، وإشرافه عليها تنظيميًا واستمرارها، إضافة إلى أن دولة قطر اطمأنت على استضافتها للحدث العالمي الكبير المرتقب على أراضيها في 2022 وهي بطولة كأس العالم، من حيث تشغيل منشآتها المختلفة من ملاعب جديده وكبيرة، فضلاً عن البنية التحتية المتنوعة في أنحاء البلاد، وكذلك مقترح الفيفا اعتماد اللغة العربية إحدى اللغات الرسمية في الاتحاد الدولي.

الأهم من ذلك كله لمّ الشمل العربي من جديد في دوحة الجميع دوحة الرياضة، وكلمة حق يجب أن تقال وباختصار "شكرًا دولة قطر".

*****

آخر الكلمات: "إن من أكثر اللحظات سعادة في الحياة، عندما تحقق أشياءً، كان الناس يقولون إنك لن تستطيع تحقيقها".