إعداد- نسرين بنت يعقوب الحارثية
تناقلت وسائل إعلام أنباءً عن تجدُّد الاشتباكات بين السودان وإثيوبيا بقصف إثيوبي منذ مطلع هذا الشهر؛ حيث استهدف منطقة الفشقة الحدودية، ردًّا على قصف سابق للجيش السوداني على مناطق داخل إثيوبيا نهاية نوفمبر الماضي؛ وذلك حسبما ذكر موقع سكاي نيوز العربية.
وأفادت وكالة الأناضول التركية أن رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أعرب عن إصرار السودان بتمسكها بالمنطقة الحدودية " الفشقة" التي احتلتها قبل نحو عام، وأكد التزام دولته بعلاقات حسن الجوار مع إثيوبيا، وقال إن الفشقة " أرض سودانية خالصة"، حسب ما جاء في بي بي سي العربية.
وذكرت الوكالة أن البرهان قال هذه التصريحات خلال تفقده لقوات الجيش السوداني في منطقة بركة نورين بمنطقة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا، وذلك حسب بيان لمجلس السيادة الانتقالي اطلعت عليه الأناضول، وقال المجلس أن هذه الزيارة "تأتي عقب اعتداءات إثيوبية أدت إلى استشهاد 6 من جنوب الجيش وإصابة أكثر من 31 من الضباط والجنود".
فيما ذكر موقع "العربية نت" أن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني صرح حول تعرض القوات السودانية التي تعمل بالفشقة الصغرى في تأمين حصاد المحاصيل الزراعية، لهجوم الجيش والميليشيات الإثيوبية، معتبرا أن الهجوم "قصد ترويع المزارعين وإفشال موسم الحصاد والتوغل داخل الأراضي السودانية".
وبحسب ما أورده موقع "الجزيرة نت" فإن النزاع بين السودان وإثيوبيا على منطقة الفشقة الحدودية يعود إلى أكثر من 120 عامًا، وذلك عندما احتلت بريطانيا السودان، ورسمت حدود السودان مع جيرانها.
وأوضحت أكاديمية "دويتشه فيلا" التابعة للتلفزيون الألماني أن حدة التوترات على الحدود بين إثيوبيا والسودان تصاعدت منذ الصراع الذي وقع في إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا العام الماضي، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من اللاجئين على شرق السودان، ويتركز التوتر على المنطقة الزراعية الخصبة التي تُعرف باسم الفشقة.
والفشقة منطقة منعزلة عن بقية السودان، وهي شبه جزيرة يعيش فيها مئات المزارعين الإثيوبيين، رغم وقوعها داخل الأراضي السودانية، وتبلغ مساحتها نحو مليوني فدان، وتمتد على مسافة نحو 168 كيلومترا مع حدود إثيوبيا من مجمل المسافة الحدودية لولاية القضارف السودانية مع إثيوبيا، البالغة نحو 265 كيلومترا، وذلك حسب ما جاء في موقع الجزيرة.
وفي عام 2005 وقع كل من السودان وإثيوبيا مذكرة تفاهم، لإنشاء حل مؤقت لهذه المشكلة حتى يتوصلوا إلى اتفاق نهائي ودي الذي يوافق عليه البلدان، وفي نوفمبر 2020 القوات السودانية شرعت بتنفيذ سيطرتها على المناطق التي لم تدخلها منذ حوالي ربع قرن معلنة موقفا جديدا، مثيرًا للطرف الإثيوبي.