وسط مشاركات محلية ودولية واسعة

تأكيد قيم التعايش والوئام في الاحتفال باليوم العالمي للتسامح

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

◄ المعمري: العالم سئم من النزاعات والصراعات وخطابات الكراهية والإرهاب

◄ مدير منظمة الصحة العالمية: عُمان بلد السلام.. ولا بديل عن الشراكة الإنسانية وتسيد العدل في العالم

◄ وكيل "الإعلام": التسامح والتفاهم والتعايش.. قيم راسخة في المجتمع العماني منذ القدم

 

الرؤية- مريم البادية- فيصل السعدي- ريم الحامدية

تصوير/ راشد الكندي

رعى معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية، احتفال السلطنة، ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون، باليوم العالمي للتسامح 2021، تحت شعار "فرقتنا الجائحة فليجمعنا التسامح"، وسط مشاركات محلية وعالمية، وتستمر الفعاليات على مدى يومين.

وبدأ الاحتفال بكلمة لسعادة الدكتور محمد بن سعيد المعمري وكيل وزراة الاوقاف والشؤون الدينية، قال فيها إن اليوم العالمي للتسامح يأتي تعبيرًا عن رغبة الأمم والإنسانية جمعاء في تعزيز قيم التسامح والتعايش والتفاهم، ومواجهة الاضطرابات والمشكلات العالمية الناتجة بسبب البعد عن هذه القيم والجنوح إلى الكراهية والعنف. وأوضح سعادته أن  16 نوفمبر من كل عام خصصته منظمة الأمم المتحدة للاحتفاء به كيوم عالمي للتسامح، وذلك تذكيرا بالتجارب المأساوية التي عصفت بالعالم وبالصراعات التي نشهدها في عالمنا اليوم، ودعوة إلى الاستفادة من تلكم التجارب وجعلها دروسا لبناء عالم أفضل يسوده التآلف الإنساني والوئام للجميع.

وأضاف سعادته أن العالم سئم من النزاعات والصراعات وخطابات الكراهية والإرهاب، كيف لا وهي كلها مصادر للقلق والاضطراب وعرقلة بناء الإنسان، تضعف التنمية وتهدم الاقتصاد، وتصور لأطفالنا عالما كئيبا مظلما وتقتل الأمل في نفوس الشباب. وتابع القول: "لقد جاءت الجائحة لتدعونا جميعا إلى إعادة التفكير والنظر في مآلات هذا العالم وإنسانه، فأثبتت لنا أن الفرقة والشتات والأفكار الهدامة لا يمكن أن تبني أبدا، وأن قيم التضامن والتعاون والأخوة هي السبيل نحو البناء والاستقرار، مصداقا لما جاء في القرآن الكريم {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان}".

ومضى قائلا إنه على الرغم من تداعيات الجائحة وآثارها على مختلف الفئات في المجتمعات وعلى مختلف الأصعدة وفي المجالات كافة، إلا أننا شهدنا في المقابل نماذج مضيئة وأدوارا وجهودا يشار إليها بالبنان قامت به حكومات ومؤسسات ومنظمات وأفراد.

وخلال مداخلة عبر الاتصال المرئي، قال معالي تيدروس أدهانوم غيبرييسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن على العالم أن يتحد من أجل تعزيز السلام، وإن جائحة "كوفيد-19" علمتنا درسا على أن يكون التعاضد والتعاون هو الأساس في علاقاتنا. وحث معاليه كل دول العالم على التعاون لمواجهة هذه المشاكل والتحديات ولن يكونوا بمأمن إذا كان الآخرون يعانون على هذه الأرض". وأضاف أن هناك جهودًا بُذلت خلال هذه الجائحة، وجهود أخرى بذلت من أجل توزيع اللقاحات وتنفيذ حملات التحصين حول العالم، مشيرا إلى أنه إذا استمرت هذه الجائحة فإن العالم سيستمر في المعاناة، وستستمر المجتمعات في التأثر جراء تبعات هذه الجائحة. وأكد أن هذا الأمر يتطلب من جميع الحكومات والمجتمعات والأفراد أن يتحدوا ويتضافروا، ومن الأهمية أن نبني شراكات مبنية على القيم الإنسانية المشتركة والمساواة والعدل، لافتا إلى أن هذه الجائحة أثبتت أن التحديات العالمية تتطلب التعاون والتعاضد دوليًا.

من جهته، أكد سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام للإعلام- في كلمة ألقاها- أن السلطنة أولت اهتمامها منذ القدم بالقيم الإنسانية السامية كالتآلف والوئام والتسامح والتفاهم والتعايش، وكلنا في هذا البلد حكومة وشعبا ومقيمين نولي هذه القيم شأنا عاليا، إذ لم تكن هذه القيم يوما مجرد شعارات تردد، أو قصصا تُحكى؛ بل هي ثقافة راسخة، وواقع معايش يشعر به كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة انطلاقا من ديننا الحنيف ومبادئنا العمانية التي ورثناها جيلا بعد جيل. وأشار سعادته إلى أن وزارة الاعلام عملت من خلال عضويتها في اللجنة العليا على تقصي المعلومات والحقائق من مصادرها الموثوقة، وبث المواد التوعوية بهدف نشر الوعي وتثقيف المجتمع بماهية الجائحة ومخاطرها.

وتابع سعادته أن الوزارة حرصت خلال الجائحة على استضافة شخصيات رسمية من مختلف المؤسسات وشخصيات فاعلة ومؤثرة من مختلف التخصصات لتوضيح المبهم وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول الجائحة وطرق الوقاية من العدوى.

واختتم سعادته بالقول إن الإعلام من وسائل التأثير الكبيرة على الناس، وتباين الثقافات وأن دور الاعلام لم يخفت لكن وسائل التناول وتوصيل الرسالة اختلف كثيرا عما ساد لفترات طويلة، لكن هذه التشاركية الكبيرة أوجدت تحديات بحجم ذلك التغيير تتمثل في عدم مراعاة المهنية في التناول والنشر والبث عند البعض، وإن هذا يشكل تحديا على مستوى الرسالة نفسها وعلى كل ما يمكن أن تطاله بعض الرسائل من التشكيك وعدم المصداقية في التناول الذي يفضي في بعض الأحيان إلى حالات من مجابهة الحقائق العلمية وإيجاد حالة من التصادم مع قيم التسامح التي يسعى العالم إلى ترسيخها.

وشارك في المؤتمر كل من سعادة أليس ويريمو نديريتو وكيلة الأمين العام ومستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية، وتيريزا وايتفيلد مديرة شعبة السياسات والوساطة في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام بالأمم المتحدة، وصموئيل رزق رئيس فريق منع النزاعات وبناء السلام والمؤسسات المستجيبة في مكتب الأزمات التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وتضمن الحفل جلسة نقاشية بعنوان "دور العلم والعلماء في تعزيز قيم التسامح في وقت الأزمات"، شارك فيها كوكبة من المتحاورين وهم: البروفيسورة عزة كرم الأمين العام لمنظمة "أديان من أجل السلام"، وسعادة الدكتورة جوخة بنت عبدالله الشكيلية الرئيس التنفيذية للهيئة العمانية للاعتماد الاكاديمي وضمان الجودة، والشيخ الدكتور بنيامين إدريس رئيس المركز الاسلامي في ميونخ بألمانيا، وسعادة الدكتور بخيت بن أحمد المهري وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للتعليم، وسارة سنايدر من مؤسسة "روز كاستل"، والحاخام البروفيسور بورتون فيزوتسكي مدير مركز "ميلشتاين للحوار بين الأديان"، والدكتور محمد السنوسي رئيس شبكة صناع السلام.

تعليق عبر الفيس بوك