18 نوفمبر.. ميلاد أمة

 

‏راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

 

في الثامن عشر من نوفمبر من عام 1940 ولدت أمة لتحيا بإذن ربها بولادة سلطان عمان الراحل السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- أمة جددت العهد لقائد مُلهم صنع بتوكله على الله حضارة ونهضة شهد لها القاصي والداني في تفرد عجيب لبلد لم يكن يُعرف بأمجاده العظيمة في تلك الحقبة من الزمن والتي خطها أسلافه من السلاطين والأئمة العظماء فكانت عُمان وطنا منكفئا على ذاته في لحظة تقهقر عن ما وصل إليه العالم من تقدم وتطور ونماء فقد كان وطنا يعيش في ظلام دامس.

فولدت أمة في ذلك اليوم المجيد لتستذكر تلك الأمة اليوم بعد واحد وخمسين عاماً مآثر ذلك الشهم الجليل بعد رحيله (سلطان القلوب) التي أسرت به وستظل تستذكره كما خلده التاريخ من خلال أعماله وبطولاته ومواقفه في سجل العظماء الموفين بعهدهم فالسلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- وعد فأنجز الوعد عندما قال كلمته الخالدة عندما تولى الحكم في عُمان:

"أيُّها الشعب.. سأعمل بأسرع ما يُمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سُعَدَاء لمُستقبل أفضل، وعلى كل واحدٍ منكم، المساعدة في هذا الواجب..كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة، وإن عملنا باتحاد وتعاون فسنُعيد ماضينا مرة أخرى، وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي. كانت عُمان بالأمس ظلاماً ولكن (بعون الله) غدا سيشرق فجر جديد على عُمان وعلى أهلها، حفظنا الله وكلّل مسعانا بالنجاح والتوفيق".

صدق القول وصدق العمل ليشرق على عُمان وشعبها فجر سعيد تفيأت فيه عمان ظلال نهضة شامخة امتدت لخمسين عامًا من البذل والعطاء والتنمية الشاملة للبشر والحجر والشجر حتى عمَّ صيتها العالم أجمع ووصفت ببلاد السلام والأمان والخير واعتبرت نموذجا يحتذى به في التطور والبناء وفق بنية عصرية متكاملة الأركان.

فمع اقتراب ذكرى تاريخ ميلاد عُمان حق علينا أن نستذكر السلطان الراحل ومآثر ومنجزات الخير التي امتدت في السهل والجبل والصحراء والمدينة والقرية لتضرب عمان للعالم أروع الأمثال في التضحيات والعمل الجاد خلال 51 عامًا فقط ولتصبح عُمان أنموذجا للدول النامية التي حققت الرفاهية لشعبها وفق هيكل إداري متكامل وفي مختلف جوانب الدولة العصرية التي شملت كل مناحي الحياة السعيدة.

ومع النهضة المتجددة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - أبقاه الله - تتواصل النهضة والتنمية المستدامة لعمان وفق خطط طموحة واعدة برؤية عصرية متكاملة الجوانب رؤية "عمان 2040" ليتحقق الخير لهذا الوطن التليد.

اليوم نستذكر ميلاد أمة في يوم العيد الوطني الحادي والخمسين المجيد وعمان تحتفل بأمجادها وقد تحقق الخير على رباها مفاخرة العالم بما وصلت إليه من تقدم وازدهار ولتغرس شجرة المحبة لله والوطن والسلطان في قلوب الجميع منعمةً في يوم عيدها بمحبة الله وعباده وشعبها الكريم.

وألسنة الخيرين تدعو الله أن يحفظ جلالة السلطان ويوفقه لبناء عُمان وخدمة الوطن والمواطن.

كل عام وعمان وسلطانها وشعبها بخير وفي أمان وتقدم وازدهار.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة