القلق لدى الطلاب

 

 

رحمة بنت منصور الحارثية

أخصائية نفسية

 

الخوف والقلق البسيط فطرة يولد بها الإنسان، حتى يحذر من أي مخاطر تحيط به. شريطة أن لا يتعدى ذلكم الخوف والقلق المعدل الطبيعي، إن ألقيت الضوء هنا على طالب الثانوية وما يتكبده من ضغوط.

إذا كان القلق بسيطاً فهو دافع نحو الاستذكار والتخطيط الجيد، أما إن كان القلق كثيراً فإن ذلك يعود لعدة أسباب منها التوقعات الكثيرة من الطالب بنفسه أو أهله أو معلميه أو زملائه أو المجتمع، خاصةً الطالب الذي يكون في المرحلة الثانوية، تتجه الأنظار إليه ممطرين إياه بوابل من الأسئلة والكلمات والتحديات حتى يصاب بالقلق والخوف والتوتر، إن لم توافق النسبة التي حصل إليها توقعاتهم. إضافة إلى المقارنات بينه وبين فلان الذي حصل على درجات أكثر منه، وأيضًا الضغط على أسرة الطالب من قِبل المجتمع بكثرة الأسئلة التي أوصلت شريحة من الآباء ليغلقوا هواتفهم في يوم ظهور النتائج، حتى لا يتجاوبوا مع أسئلة الناس عن نسبة ابنهم أو أين تم قبوله.

إذًا الضغط مضاعف على الطالب سواء من جهته كطالب أو على والديه وأسرته من المجتمع من حوله. تدور عدة أسئلة هنا.هل السنة الأخيرة للثانوية العامة تحدد معالمها مُسبقاً؟ أي هل من الممكن أن يتنبأ الطالب أو أسرته أو مدرسته بحصوله على معدل مرتفع؟ أو أنها مسألة حظ أو صدفة كما يعتقد البعض من الناس؟

الحصول على معدل مرتفع ليس وليد اليوم والليلة وإنما جهود تبذل من الطالب ومعلميه وأسرته. ليصل إلى مصاف المتفوقين أكاديمياً. بالإضافة إلى رسم هدف منذ الصغر للطفل ليكون شيئاً بارزاً في المُستقبل.

والاهتمام بالطالب ليس مقتصرًا على مرحلة دراسية دون غيرها. وأن يكون الطالب نجماً بارزاً في سماء العلم مشواره ليس وليد اللحظة وإنما جهود حثيثة تبذل كحلقة مُتماسكة منذ أن كان بالروضة راسماً هدفاً ومصوباً سهام التفوق نحو ذلكم الهدف مع حسن الظن بالله وعونه ليتوج ذلكم العمل الدؤوب بنتيجة تتوافق وطموح الطالب وتؤهله إلى حيث يتمنى.

فمتى سيخفف المجتمع الأنظار عن طالب الثانوية العامة حتى لا يساهموا في إحداث قلق عليه وأسرته ويتركوا الطالب يشق طريق مستقبله الذي تمَّ إعداده على مدى اثني عشر عامًا؟

دمنا على تهيئة الجو النفسي لطلاب العلم دونما قلق ونفوس مستقرة.

تعليق عبر الفيس بوك