تأكيد دور القطاع الخاص في قيادة التعافي الاقتصادي خلال المرحلة المقبلة

قيس اليوسف يتوج الفائزين بجائزة الرؤية الاقتصادية.. واحتفاء خاص بالمملكة المتحدة

◄ رانيل جاياوردينا: بدء مرحلة المشاورات مع الجانب العماني قريبا.. ومفاوضات رسمية لإبرام اتفاق تجاري العام المقبل

◄ الطائي: تنمية الاقتصاد تستلزم توطين الصناعات بالتوازي مع مشاريع "التنويع"

◄ رئيس "الغرفة": نعمل على تنمية القطاع الخاص عبر مراجعة التشريعات المُمكنة وتقديم التسهيلات

 

الرؤية- مدرين المكتومية

تصوير/ راشد الكندي

رعى معالي قيس بن مُحمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، مساء الأربعاء، حفل تتويج الفائزين بجائزة الرؤية الاقتصادية في نسختها التاسعة، وذلك في فندق كمبنيسكي الموج، بحضور معالي رانيل جاياواردينا وزير التجارة الدولية بالمملكة المُتحدة، ضيف شرف الحفل الختامي للجائزة، وسعادة بيل موراي سفير المملكة المتحدة لدى السلطنة.

التعافي الاقتصادي

وألقى المكرم حاتم بن حمد الطائي المشرف العام على الجائزة، رئيس تحرير جريدة الرؤية، كلمة ترحيبية أكد فيها أن مرحلة التعافي الاقتصادي لن تتحقق بين عشية وضحاها، لكن الأمل يحدونا أن تتسارع وتيرة هذا التعافي، وهذا لن يتأتى دون مشاركة الجميع، من مؤسسات حكومية وقطاع خاص ومؤسسات المجتمع المدني، وكل فرد يعيش على هذا التراب الوطني المقدس، ولذلك سعينا جاهدين بكل حماس من أجل الإسهام في جهود التعافي من الأزمات الاقتصادية التي ألمت بنا، ونحمدُ الله- جلّ وعلا- أن منّ علينا بتراجع شديد في المؤشرات الوبائية لجائحة كورونا؛ حيث انخفض المنحنى الوبائي لمستويات مطمئنة للغاية، توازيًا مع سعي حثيث لا يتوقف لتطعيم الفئات المستحقة باللقاحات المضادة لهذا الوباء. وأضاف الطائي: "إن مما يمنحنا القوة والطاقة الإيجابية على مواصلة الجهد من أجل التعافي من كل التبعات السلبية التي خلفتها الأزمات، تلك الملحمة الوطنية المُشرفة التي شاهدناها مطلع الأسبوع الجاري، فبعد ما أحدثه الإعصار المداري "شاهين" من أضرار بالغة، تكافت جهود الجميع، من مؤسسات مدنية وعسكرية وقطاع خاص وقطاع مدني ممثلا في أكثر من 15 ألفًا من المتطوعين، الذين شمّروا عن ساعد الجِد، وخاضوا غمار العمل الوطني من منطلق الواجب والشعور بالانتماء والحب لهذا الوطن العزيز".

وأوضح الطائي أن الحديث عن تنمية الاقتصاد عبر التنويع الاقتصادي لا يعني فقط جذب الاستثمارات والتوسع في تنفيذ المشاريع بالقطاعات غير النفطية؛ بل يتطلب كذلك السعي المتواصل من أجل توطين هذه الصناعات، وتدريب وتأهيل الأيدي العاملة الوطنية، وتوفير التمويل اللازم بأقل معدلات فائدة ائتمانية، ومواصلة جهود تيسير الإجراءات الحكومية. ومضى قائلا: "لقد دأبت اللجنة الرئيسية للجائزة أن تستضيف في كل نسخة دولةً لتكون ضيف شرف الحفل الختامي، وفي هذه النسخة تُشرفنا المملكة المتحدة الصديقة، لكي نسلط الضوء على مكانة العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين السلطنة وبريطانيا، ويُشرفنا هنا هذه الليلة معالي رانيل جاياواردينا وزير التجارة الدولية في المملكة المتحدة، الذي نرحب به.. وإننا لننتهز الفرصة لنؤكد قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين، وليس أدل على ذلك من أن المملكة المتحدة تتصدر دول العالم من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السلطنة؛ حيث بلغ حجم استثمارها حتى نهاية الربع الأخير من عام 2020 نحو 7 مليارات، و861 مليونًا و100 ألف ريال عُماني، مُقارنة مع 7 مليارات و583 مليونًا، و200 ألف ريال عُماني في نفس الفترة من عام 2019". وأضاف: "لقد شهدت بداية العام الدراسي الحالي افتتاح مدرسة شالتنهام العريقة في السلطنة، بالشراكة مع صندوق تقاعد وزارة الدفاع، وهي خطوة نوعية على درب تطوُّر مفاهيم الشراكة إلى حيث فضاء التنويع".

تنمية القطاع الخاص

إلى ذلك، قدم سعادة رضا بن جمعة آل صالح رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان، الشريك الاستراتيجي للجائزة، كلمة أكد فيها أن جائزة الرؤية الاقتصادية تعد أحد أبرز الجوائز المحلية المتخصصة والتي تعمل على تعزيز جهود التطوير الاقتصادي المستدام، حيث تركز على دعم مرتكزات التنمية التي تعمل السلطنة على تنفيذها وفق رؤية عمان 2040 والتي نمضي في تحقيق أهدافها ومرتكزاتها مستلهمين خطواتنا من التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه. وقال سعادته إن الغرفة تسعى جاهدة لتنمية القطاع الخاص العماني من خلال الأدوات والبرامج المتاحة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية في السلطنة، والمشاركة في كل ما يمكن هذا القطاع الحيوي من دوره، مشيرا إلى أن الغرفة تولي القطاع الخاص اهتماما كبيرا؛ حيث يتجلى ذلك في مراجعة الأطر والتشريعات والقوانين والإجراءات لإضفاء التسهيلات الممكنة له للاستثمار وممارسة الأنشطة الاقتصادية على اختلافها.

وألقى معالي رانيل جاياوردينا، وزير التجارة الدولية البريطاني، ضيف الشرف، كلمة أعرب فيها عن سعادته بالمشاركة في حفل تتويج الفائزين بجائزة الرؤية الاقتصادية، وقال: "يسرني أن أزور عمان للمرة الأولى، وقد اذهلني جمال مناظرها الطبيعية، وما يتمتع به رواد الأعمال فيها من حيوية ونشاط، والرؤية الثاقبة لدى المسؤولين في الحكومة العمانية". وأضاف: "لعُمان تاريخ عريق، وخبرة تفتخر بها في مجال التجارة مع غيرها من الدول، وقدرة هائلة على النمو التجاري، وهو ما تجسد جليًا في الرؤية المستقبلية "عمان 2040" التي تهدف إلى تحقيق التنويع الاقتصادي. وأكد الوزير البريطاني حرص المملكة المتحدة على أن تكون شريكاً لسلطنة عُمان في مسيرتها نحو التنويع الاقتصادي. وأشار معاليه إلى أنَّ الشركات البريطانية تعمل على تعزيز الشراكة بين البلدين، في مختلف القطاعات، لافتًا إلى أن كل شركة من هذه الشركات تمثل التميز في القطاعات التي تطور فيها التعاون الثنائي لسنوات عديدة، خاصة في قطاعات الدفاع والطاقة والخدمات المالية والتكنولوجيا والتعليم. وأعرب معاليه عن تطلعه لرؤية المزيد من هذه الشراكات بين الشركات العمانية ونظيرتها البريطانية خلال المرحلة المقبلة. وأضاف أن من شأن إبرام اتفاق تجاري بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي- ومن بينها السلطنة- أن يساعد في تحقيق هذه التطلعات المستقبلية. وكشف معاليه أن المملكة المتحدة ستبدأ على الفور عمليات تشاور، سعيًا للحصول على آراء من الجمهور والشركات، قبيل بداية المفاوضات الرسمية العام المقبل. ومضى قائلا: "إن الاتفاق الذي سيعقد بين المملكة المتحدة، وعُمان والدول الخليجية الأخرى، سيعمل على تحرير التجارة الثنائية ويحسِّن فرص الأعمال لدى البلدين، ويمهد الطريق باتجاه مزيد من التعاون والفرص الواعدة في المستقبل، وهو ما يتيح استثمارًا ثمينًا، ويؤمن الرفاهية للجانبين، ويخلق وظائف جيدة.

تتويج الفائزين

وكشفت لجنة التحكيم بعد ذلك عن أسماء الفائزين بالجائزة، ففي فئة المشاريع الحكومية فازت شركة مزون للألبان، وفي فئة المشاريع الخاصة (الشركات الكبيرة) تُوجّت شركة المطاحن العُمانية، أما فئة المشاريع الخاصة (المؤسسات الصغيرة والمتوسطة) فكان المركز الأول من نصيب "باص خصب البرمائي العجيب"، بينما ذهب المركز الثاني إلى المركز الدولي التخصصي لأمراض القلب والأوعية الدموية، وجاءت في المركز الثالث "منصة واثق لتقنية المعلومات".

وفي فئة برامج القيمة المحلية المضافة، فاز برنامج "Integrated Local Unit" من شركة تنمية نفط عُمان، بينما تم حجب الجائزة في فئة الاستثمار الأجنبي، لعدم استيفاء المتقدمين للمعايير والشروط.

وفي فئة المؤسسات التعليمية حصدت الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان "جيوتك" المركز الأول، وفي المركز الثاني حلت مدرسة الرنيم الخاصة، أما المركز الثالث فكان من نصيب مدرسة الأوائل الخاصة.

وفي فئة مشاريع الشركات الطلابية، فاز بالمركز الأول مشروع تمور الحاضري، ونال مشروع "بلامور" المركز الثاني، فيما حصدت شركة "أجاج" المركز الثالث.

وتوجت مدينة خزائن الاقتصادية بجائزة الرؤية الاقتصادية الخاصة.

عقب ذلك، جرى تكريم الشركات البريطانية العاملة بالسلطنة كالآتي: SHELL، وBP OMAN، وHSBC، وWhat3words. ثم قام معالي راعي الحفل بتكريم معالي رانيل جاياواردينا وزير التجارة الدولية بالمملكة المتحدة.

تلى ذلك تكريم أعضاء لجنة التحكيم وهم: المهندس عبدالرحمن بن عوض برهام، وعاقلة بنت ناصر المسكرية، وناصر بن عبدالله الخميسي، والدكتور أحمد بن عبدالكريم الهوتي، والدكتور هلال بن علي الحضرمي، وعادل الحبيشي، وفايزة بنت سويلم الكلبانية.

ثم أقيمت مراسم التكريم الخاص لشركة "أو كيو" ومؤسسة "أوتورد باوند عمان" وشركة "وقود".

كما كرم معالي راعي الحفل الرعاة والداعمين، وهم: الراعي الرئيسي: بنك ستاندرد تشارترد، وBAE SYSTEMS، والراعي الذهبي CHELTENHAM MUSCAT، وشركة IHG، والشركة العمانية الهندية للسماد "أوميفكو".

ثم قدَّم المكرم حاتم الطائي هدية تذكارية لمعالي راعي الحفل.

تعليق عبر الفيس بوك