سعيدة البرعمية
من يلمح الكلمة الأولى من عنوان مقالي، سيعتقد أنني أتعمّد جرح مشاعر معدته ويُحمّلني ما قد يتعرّض له لُعابه إثر قراءته للكلمة، وقد يعتقد أنني من الفضاوة أتناول الكتابة عن البيتزا، ولكن عندما يقرأ العنوان كاملًا سيرى أنني أتحدّث عن نوع آخر مختلف، لم يذق طعمه كي يشتهيه.
"بيتزا جيت" هل سبق أن سمعت عن هذا النوع من البيتزا، أو قرأت عنه؟
عندما نطرح هذا السؤال في أمريكا أو أيّ دولة غربية، فحتماً سنجد الإجابة نعم، أمّا نحن فقليل منّا من سمع عنه، وإن كان لدينا عرب أحسنوا طبخه، وبرعوا في انتقاء بهاراته، وانتعشت تجارتهم به، فهم قلة قليلة ولم يصلوا به للاحترافية المُطلقة.
نحن لا نعرف البيتزا إلاّ على أنها وجبة غربية شهية، استطاعت أن تنافس أطباقنا العربية، تتشابه أصنافها من حيث الشكل وتختلف من حيث المذاق.
بيتزا جيت، حسب ما يُقال إنها بيتزا تختلف عن أيّ نوع من أنواع البيتزا؛ فهي لا تعتمد على نوع العجينة أو ميزة البهار أو الشكل؛ بل على المذاق الآدمي من حيث النوع والعمر!
فعندما يبعث أحدهم لآخر بإيميل محتواه "أريد بيتزا" ويكلفه ذلك سفرا، ومبلغا كبيرا من المال؛ فهذا يعني أن متلقي الإيميل يعلم جيدًا طلبه، ويعمل بدوره على توفيره بمنتهى الدقة والسرّية. ممّا يُشير إلى أنّ كلمة بيتزا كلمة مُشفّرة لها رمزيتها.
منذ سنوات وبعد أن تمَّ اختراق إيميل شخصية مرموقة ومُهمة في أمريكا، تسربت رسائل مشفرة تستهدف فئة الأطفال، تحمل كلمة " بيتزا " وهي كلمة مشفّرة لكلمة "طفل" تستخدم لتحقيق غايات ربحية وطقوس شيطانية، وكستارة لمُختطفي الأطفال يخفون خلفها أيديهم المُلطّخة بالدماء.
جميعًا نقرأ ونسمع أنباء تُشير إلى اختفاء أو فقدان مئات الآلاف من الأطفال سنوياً، من كافة بقاع العالم، لا سيما في أمريكا وبريطانيا وألمانيا، ولأمريكا وحدها نصيب الأسد، والأعداد المُقدّرة سنوياً مُذهلة في كلّ من الثلاث دول، يختفون ويختفي أثرهم ويُطوى أو يُركن ملف البحث عنهم، ويتغافل كلّ من الإعلام والصحافة أو يتناسيان دورهما تجاههم، ليبقى الجميع أمام علامة استفهام مقيتة.
وجدت هذه الاستفهام إجابتها بعد أنّ تم اختراق إيميلات لشخصيات سياسية، تزامناً مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، وما صاحبته تلك الانتخابات من حرب ومشاحنات بين هيلاري كلينتون ودونالد ترمب، ممّا كشف تورط عدد من السياسيين ومشاهير هوليود في نظرية البيترا جيت، فالكلمات المشفرّة التي تمّ تبادلها عبر الإيميلات تُشير إلى أنّ هناك دولة خفية تُقيم ولائم كبيرة مُعتمدة فيها على صنف آخر من البيتزا.
تكفّلت منظمة ويكيليكس بنشر التسريبات المشفّرة، وهي منظمة دولية غير ربحية، بدأت العمل في عام 2006 تحت مسمى منظمة "سن شاين".
وُجدت الجمعيات للعناية بالأطفال الذين لا أُسر لهم، ولكن حسب ما يُقال أن هناك جمعيات دولية تُتهم بالمتاجرة بالأطفال، وهناك رموز متعارف عليها بين تجّار هذا النوع من السلع، تُلبس على شكل حُلي، تعرض برمزيتها الطفل ونوع جنسه، فيُلبس الرمز مثلاً كحلق في الأذن أو كخاتم، ومن خلال ذلك يعلم التاجر أنّ مرتدي الرمز لديه بضاعة يعرضها، ونوعها بارز من خلال دلالة الرمز المتعارف عليه بينهما دون أن يتكلم، وبعدها تتم الصفقة بين الطرفين بكل احترافية.
هناك رموز بيدوفيلية تم كشفها في عام 2007، الغريب أنَّ هذه الرموز موجودة في لعب الأطفال وفي المطاعم والمسلسلات الكرتونية، وهي أربعة رموز، رمز عاشق الأطفال، وعاشق الطفل الصغير، وعاشق الأولاد وعاشق الفتيات، لكلّ منهم شكله ولونه الذي يُميزه عن الآخر.
هذا إن دلّ على شيء، دلّ على أن الشركات العالمية تدعم البيدوفيليا، وتعمل على نشر ثقافتها بين الأطفال، كي يعتادوا عليها ويرونها أمرا طبيعيا.
نحن كعرب لا نُعاني من كثرة عمليات خطف الأطفال، ولا من منظمات البيدوفيليا في بلادنا، وهي إن وُجدت قليلة جدًا؛ ولكن لسنا في مأمن من الغزو الفكري الذي يتسرب إلى أذهان أبنائنا عبر الألعاب الإلكترونية، والمسلسلات الكرتونية ومختلف التطبيقات، هُنا يكمن التنظيم الخفي المخزي لمثل هذه الثقافات البذيئة، حيث تعمل على تثقيف الطفل منذ صغره على أفكار شيطانية بزرعها في ذهنه عن طريق لعبة أو فيلم كرتوني.
انتشرت بين الأطفال مؤخرًا لعبة بلاستيكية مرنة ذات ألوان تُدعى "بابلز"، اتضح فيما بعد أنها ترمز من خلال ألوانها إلى شعار المثليين، وتمت مقاطعتها من قبل الآباء، رغم تعلّق الأطفال بها.
إنّها الحرب بوجه بشع يتستر خلف نوع عالي الجودة من الكونسيلر، صنع خصيصاً لأقبح بشرة.