من حبس المارد العظيم؟

إبراهيم السوطي

سد وادي ضيقة عَلَمٌ لامعٌ من بعيد، وباهتٌ من قريب منذ أن أبصر النور في عام 2010 كان الاسم شائعًا، وحتى هذا اليوم أصبح البطن جائعًا، فمن بوابة سد وادي ضيقة من الخارج وعلى امتداد الشارع الذي يُوازي سوره ترى أشجاراً مصفوفة، ولكنها من الداخل هي أرض جرداء مُمتدة تُحيط بها الأشجار لتزيّن أرضاً جرداء، هذه الأرض الجرداء جزء لا يتجزأ من ذكرياتنا، فهي ذات يوم كانت ملعبًا للفريق الرياضي وقد تمَّ استبداله بآخر، ولكن أين ما وعدوا به؟ أين المكان الأخضر الرائع والمتنزه وحديقة اللعب للأطفال؟ ماتت الأرض وقد كانت حيةً بأقدام اللاعبين وتأرجح الكرة على صدرها.

نهر كأنَّه وحش في ضخامته وفخامته، ولكنه وحش مطوّق لا يُطلق سراحه إلا مرةً أو مرتين في العام الواحد ليُبلّل البلاد والنَّاس، وماذا استفاد البشر من هذا الوحش الذي تمَّ صنعه بجودة أكبر مما صنعت قريشٌ أصنامها التي لا تضر ولا تنفع، فهذا الماء لم يعد صالحًا حتى للاستحمام.

فمن منكم لم يُشاهد منظر ذلك الشلال الخرافي الذي لا نراه إلا في سينمائيات هوليود وخدع التكنولوجيا، ولا أنسى يوم إعصار (فيت) حين وقفت على البرج بطريقة خطيرة بعد أن اقتحمت السور، ولم يكن بين أطراف أصابع قدمي وبين الماء سوى شبرٍ أو شبرٍ ونصف الشبر، وقد كان منظرا مخيفا ورهيبًا بحق لا يتبادر حينها في الذهن سوى انهيار هذا الطود العظيم، وحينها سأل أحد أهالي البلدة المسؤول ضمن إدارة السد وكان حاضرًا لحظة فيضانه عن مدى تحمل السد، فلم يكن منه إلا أن يرفع يده ويقول لطفك يا رب، يومها مرّت المياه فائضة من أعلى المدرّج إلى أسفله مُشكّلةً منظرًا سينمائيًا مُثيرًا ورائعًا.

أليس هذا العمل والجهد بحاجة إلى متابعة في النمو والتطور؟! هل جزاء تلك الأيدي التي عملت وساهمت في هذا البناء (ومنهم أبناء البلد واثنان من إخوتي) أن نتركهم يرون تثبيط وتوقّف نموه؟! هل جزاء هذا الصمود يكون التهميش والنسيان؟! أيُّها الناس هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!

تعليق عبر الفيس بوك