ثروات تُهدر.. وكفاءات تُعدم

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

 

(1)

حين يكون المُواطن شريكًا في الوطن، فإنِّه بالتبعية يكون شريكًا في المسؤولية.. ولكنْ حين يكون تابعًا فهو لا يتحمل أخطاء غيره.. لذلك تجد صعوبة في جعل الناس يتقبلون ما يُملى عليهم من قرارات لم يكونوا شركاء في اتخاذها، ولم يكن لهم يد فيها، ثم يدفعون فاتورة أخطاء قام بها غيرهم.

(2)

عُمان دولة ذات إرث حضاري وتاريخي عظيم، ولها موقع جغرافي فريد، وتضاريس متنوعة، تدر ذهبًا لو اُستثمرت بالشكل الصحيح.. المشكلة أن الكثيرين ركّزوا على دروس "التاريخ"، ونسوا دروس "الجغرافيا".. فلا استفدنا من التاريخ، ولا استثمرنا في الجغرافيا.

(3)

هذه الكوادر البشرية والكفاءات التي أُهملت ورُكنت، و"أُعدمت" بسبب التقاعد المُبكر، أين أصبح موقعها من الإعراب؟

في الدول التي تبني للمستقبل ينظر إلى هذه الكفاءات باعتبارها ثروة قومية هائلة، وركيزة يُبنى عليها القادم، أما في الدول التي تبدد هذه الكفاءات وتهملها، فإنها ترتكب خطأً تاريخيًا وإنسانيًا فادحًا، و"تهدر" ثروتها البشرية بسهولة.. والمسؤولون معنا شُطّار في هدر الثروات أيًّا كانت.

(4)

مشكلة المُسّرحين عن العمل، والمتأثرين بفترة الإغلاق، وآثار كورونا، بحاجة إلى حل جذري.. ليس من الإنسانية أن نرمي بهم في وجه الجحيم، وننظر إليهم دون تدخل حاسم لحل مشاكلهم.. فالمحاكم ملأى بالقضايا، والأسر في مهب الريح.. والسبب أن بعض المواطنين أرادوا أن يبنوا مُستقبلهم بأيديهم، ويخففوا عن كاهل الحكومة، فإذا هم أمام أبواب المحاكم، والجميع تخلّى عنهم.

المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية للحكومة تحتّم عليها التدخل بقوة لإعادة الأمور إلى نصابها، وإلا فإن الكوارث الاجتماعية قادمة لا محالة.

(5)

قضية "إتاوة الخمسة ريالات" التي قامت إحدى الشركات بتحصيلها من القادمين إلى أرض السلطنة ما تزال غامضة.. من أخذ المال؟ وأين ذهب؟ ومن ألغى القرار؟ ومن أصدر القرار أصلاً؟!!

وأين المصدر الرسمي الذي يوضح الأمور بدلاً من بيان الشركة الذي لم نعرف رأسه من ذيله؟ أم أن البعض استسهل جيب المواطن ففرض قراراته دون اكتراث لأي ردة فعل.

(6)

ما يزال المواطنون ينتظرون قرار "الأرض الواحدة" الذي صدر من وزارة الإسكان دون قراءة للمشهد الاجتماعي العام، هل ما يزال سارٍ ومعمول به؟ أم أنَّ اللجنة التي تراجع القرار لم تنته من البت فيه؟ أم أن على المواطن أن ينتظر حتى بلوغ سن الرشد الإسكاني "الأربعين عامًا" ليقدم على طلب الأرض؟

(7)

نؤمن بأنَّ المستقبل "جميل"، ولكن نؤمن كذلك أن الحاضر بحاجة إلى "عملية تجميل".