حملة "مطلوب للعدالة" تبحث عن الجاني

علي بن سالم كفيتان

تُشكل النفايات المنزلية واحدة من أصعب التَّحديات التي واجهها المُجتمع، وخاصةً مع تغير نمط الحياة ونمو ما بات يعرف بالإنسان المُستهلك، لأكثر مما يحتاج، إلا أنَّ خيار الاستدامة كان هو الأمل الذي غير هذه النظرة، فباتت المخلفات بمختلف أنواعها تشكل فرصاً جديدة من خلال الاستثمار في مجال إعادة التدوير وإنتاج الطاقة من مرادم المخلفات.

فبعد أن أصبحت تلك المواقع تحمل الصورة غير المحببة للإنسان باتت اليوم تعد من أكبر الأماكن الجاذبة للاستثمار وتحفيز المبدعين، ولا شك أنَّ شركة بيئة تقدم نموذجًا يحتذى في هذا المضمار منذ إنشائها، فقد تقلصت المرادم التقليدية للنفايات في مختلف مناطق السلطنة، وتم تحويلها لمرادم هندسية مخططة بصورة مثالية لإدارة النفايات والتخلص من أضرارها، وفق أحدث السبل العلمية المتبعة في هذا الشأن، مما انعكس إيجابًا على الصحة العامة للإنسان، وخلق فرصًا للرفاه الاجتماعي المنشود، في إطار بيئة صحية وآمنة وتخطيط مستدام. 

وفي إطار سعيها لتوسيع رقعة التوعية البيئية حول الإدارة المستدامة للمخلفات، تقوم الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة "بيئة"، بتنفيذ سلسلة حملات "عُمان تستاهل" في مختلف محافظات السلطنة، ولا شك أنَّ محافظة ظفار- بما تحتويه من تنوع حيوي وجذب سياحي- تشكل أهمية قصوى للمختصين بشركة بيئة؛ حيث إن المحافظة تستقبل آلاف السياح سنوياً، وخاصة خلال موسم الخريف، ويصاحب التواجد المكثف للسياح وزيادة رقعة المحافظة بعض السلوكيات الخاطئة، والمتمثلة في رمي المخلفات في المواقع غير المخصصة مما يؤدي لرسم صورة غير حضارية، ويعمل على تشويه الذوق العام والانتقاص من جماليات المزارات السياحية التي تتميز بها المُحافظة.

وفي هذا الإطار، تنفذ الشركة حملة مكثفة للتوعية البيئية في محافظة ظفار تستمر حتى العاشر من سبتمبر، تستهدف مرتادي المزارات السياحية في المحافظة؛ كالعيون المائية ومواقع المسطحات الخضراء والمناطق الساحلية وغيرها من الوجهات التي يرتادها السياح في هذا الموسم الاستثنائي. ووجود هذا العدد الكبير من السياح يعد فرصة ملائمة لإيصال رسائل الشركة، وخاصةً كون السياحة الداخلية في ظفار تشكل النسبة الأعلى. ومن هنا تحرص الشركة على التواجد المستمر خلال المواسم السياحية بالمحافظة؛ لكي تقدم خدماتها المميزة للزوار واستغلال الفرصة الملائمة لبث أكبر قدر ممكن من الرسائل التوعوية للجمهور.         

ويُشكل رمي المخلفات في المناطق السياحية بمحافظة ظفار أكبر تحدٍ تواجهه الشركة من جهة، والسكان المحليون من جهة أخرى، فقد شكّل تناثر المخلفات في مناطق بعيدة- وفي أحيان كثيرة يصعب الوصول إليها- تحديًا يتطلب جهدًا أكبر، وفي ذات الوقت تشكل تلك المخالفات التي يصعب تحللها عائقاً لنمو الأعشاب والحشائش الخضراء؛ فهي تبقى لعشرات السنين قبل أن تتحلل، بينما يُعاني مربو الثروة الحيوانية من التهام مواشيهم لتلك المخلفات ونفوقها؛ لذلك نجدهم اليوم يساهمون بجهود مقدرة مع الشركة لتجميع المخلفات ونقلها للمواقع المخصصة.

تأمل الشركة من خلال حملتها الحالية في محافظة ظفار للوصول لأكبر قدر ممكن من السياح والسكان المحليين لترسيخ مبدأ الحفظ الآمن للمخلفات وضمان حماية البيئة الطبيعية الخلابة في محافظة ظفار وضمان استدامتها.