أكد أن المنفذ الحدودي بين البلدين يبشر بتطورات إيجابية

الطائي لـ"العربية": الإرادة السياسية المشتركة تدفع العلاقات الاقتصادية نحو آفاق أرحب

مسقط- الرؤية

أكد المُكرَّم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرُّؤية أن زيارة الوفد السعودي وانعقاد المنتدى الاستثماري العُماني السعودي، يحملان الكثير من الدلالات، أولاً لأنها الزيارة الأولى لوفد سعودي بعد نحو 6 أسابيع تقريبًا من زيارة جلالة السلطان المُعظم- أيده الله- إلى المملكة، والتي شهدت عقد مباحثات بناءة للغاية، تمخضت عنها نتائج عديدة، أولها إنشاء مجلس التنسيق المشترك، والاتفاق على تنفيذ حزمة من المشاريع الاقتصادية في العديد من القطاعات، لاسيما القطاعات التي تتوافق مع الرؤية المستقبلية "عمان 2040" و"المملكة 2030".

وقال الطائي- في تصريحات خاصة لقناة العربية الإخبارية السعودية- إن الواقع يشير إلى أنَّ العلاقات العمانية السعودية، وخلال الفترة الماضية شهدت دفعة قوية، تعززت بالزيارة السامية لجلالة السلطان إلى المملكة، وهذا التطور في مستوى العلاقات، لم يكن وليد اللحظة الراهنة، بل ينطلق من دوافع العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، فضلًا عن الرغبة الصادقة من كلا الطرفين في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين، بما يلبي التطلعات ويحقق الآمال على المستويين الرسمي والشعبي. وأضاف أن المملكة العربية السعودية، وخلال السنوات القليلة الماضية، تبدي رغبة صريحة في الانفتاح الإقليمي والدولي، بالتوازي مع التوجهات الإصلاحية الداخلية التي باتت جلية للقاصي والداني، وجزء من هذه الإصلاحات يتركز في التنويع الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للموارد المالية للدولة. وذكر أن هذا التوجه يتماشى تمامًا مع رؤية السلطنة للتنويع الاقتصادي.

وأوضح أنَّ ثمة توافق رئيسي بين البلدين على تحقيق الأهداف الاقتصادية الكبرى، والتي ستؤدي بطبيعة الحال إلى تحقيق التكامل الاقتصادي المنشود، وفي هذا الصدد يمكن قراءة الزيارة التي يقوم بها خالد الفالح إلى السلطنة، خاصة إذا ما عملنا أن الفالح يمثل أحد الأقطاب الرئيسية في عملية صنع القرار الاقتصادي في المملكة، فهو من جهة يحظى بثقة كبيرة من القيادة السعودية، الأمر الذي يمنحه قوة في اتخاذ القرار وإدارة المشهد الاقتصادي، ومن جهة ثانية، يعد الفالح خبيرًا اقتصاديًا من الطراز الأول، والرئيس السابق لأضخم شركة نفط في العالم، وهي شركة أرامكو السعودية، التي تمثل الشريان الحيوي والقلب النابض للاقتصاد السعودي. تلك الخلفيات المهنية والسياسية جعلت من الفالح لاعبًا رئيسيًا في إدارة الملف الاقتصادي، وزيارته للسلطنة تشير إلى أن ثمة قرارات اقتصادية سيتم الكشف عنها إما خلال الزيارة، أو بعدها بقليل، وسيتكشف لنا المزيد من الأفكار والمشاريع المشتركة بين عُمان والسعودية.

وشدد الطائي على أن الإرادة السياسية في كلا البلدين تعزز من وتيرة التقدم الفعلي في مسيرة العلاقات الاقتصادية بين البلدين؛ إذ لا يخفى على أحد أن تطور مستوى العلاقات بين الدول مرهون في الأساس بالإرادة السياسية، وهذه الكلمة تعني الكثير بالنسبة لنا.

وأوضح أن الإرادة السياسية تجلت بوضوح في اختيار جلالة السلطان المعظم- نصره الله- للمملكة لتكون المحطة الخارجية الأولى التي يتوجه إليها بعد نحو عام ونصف العام تقريباً من توليه مقاليد الحكم في البلاد، وهذا يعكس الرؤية السامية الحكيمة التي ترى في علاقات السلطنة والمملكة، نقطة ارتكاز داخلية وخارجية، يُمكن من خلالها الانطلاق نحو آفاق أكثر رحابة في مستوى العلاقات، وهذا لن يخدم العلاقات الثنائية وحسب؛ بل سيُحرك المياه الراكدة في العديد من الملفات الإقليمية والدولية.

وأكد الطائي أن عُمان والسعودية، الآن هما القوتان الفاعلتان في المشهد الخليجي والإقليمي، من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، فضلاً عن العلاقات الطبيعية القائمة في مجالات أخرى. والبلدان- الآن- يريدان ترجمة هذه القوة الفاعلة إلى تحركات على الأرض، وهو ما شاهدناه اليوم في توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين الجانبين العماني والسعودي، وأتوقع خلال الساعات المقبلة أن يتم الإعلان عن مزيد من الخطوات التي تعزز التكامل الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، وكلي يقين بأننا سنرى مشاريع اقتصادية ضخمة مُشتركة بين البلدين، بالتوازي مع حلحلة نسبية للملفات المشتركة فيما يتعلق بالوضع الإقليمي.

تعليق عبر الفيس بوك