إثر معركة بالأسلحة شاركت فيها قوات غربية

قتلى بالقوات الأفغانية مع استمرار الفوضى عند مطار كابول.. وبايدن: عمليات الإجلاء "صعبة ومؤلمة"

...
...
...

◄ "طالبان" ترفض تمديد الموعد النهائي للانسحاب الأمريكي في 31 أغسطس

◄ الجيش الأمريكي يُجلي أكثر من 10 آلاف شخص من كابول

◄ "منظمة الصحة" عاجزة عن إرسال إمدادات طبية بسبب "فوضى المطار"

عواصم- الوكالات

قال الجيش الألماني إن معركة بالأسلحة شاركت فيها قوات غربية اندلعت عند مطار كابول يوم الإثنين عندما تبادل حراس أفغان إطلاق النار مع مسلحين مجهولين، مما فاقم الفوضى التي تشهدها عمليات الإجلاء بينما تواجه الولايات المتحدة ضغوطا تتعلق بتمديد الموعد النهائي لانسحابها من البلاد، فيما أعلن الجيش الأمريكي في بيان أمس مقتل أحد أفراد القوات الأفغانية وإصابة آخرين خلال تبادل إطلاق النار، لكن لم يصب أي من أفراد الجيش الأمريكي بأذى.

وعلى مدى أيام، تدفق آلاف الأفغان والأجانب على المطار على أمل اللحاق بطائرات الإجلاء بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول في منتصف أغسطس الجاري. وتسعى القوات التي تقودها الولايات المتحدة إلى إتمام انسحابها بحلول نهاية هذا الشهر. وقُتل 20 شخصا في أحداث الفوضى عند المطار، معظمهم في وقائع إطلاق نار وتدافع، في الوقت الذي تحاول فيه قوات من الولايات المتحدة ودول أخرى إجلاء رعاياها والأفغان المتعرضين للخطر. وقُتل فرد واحد أثناء اشتباك الأمس. وذكرت شبكة (سي.إن.إن) أن الاشتباك بدأ عندما أطلق قناص خارج المطار النار على حراس أفغان قرب البوابة الشمالية. ويساعد الحراس، وهم نحو 600 جندي أفغاني سابق، القوات الأمريكية في المطار. وقال الجيش الألماني إن الاشتباك شاركت فيه قوات أمريكية وألمانية، مضيفا أن ثلاثة حراس أفغان أصيبوا ويتلقون العلاج في مستشفى ميداني داخل المطار. وقال مسؤولان من حلف شمال الأطلسي بالمطار إن الوضع صار تحت السيطرة بعد إطلاق النار. ونشرت طالبان مقاتلين خارج المطار للمساعدة في فرض النظام.

ويوم الأحد، أبعد مقاتلو طالبان حشودا عند المطار بعد يوم من مقتل سبعة في تدافع عند البوابات مع اقتراب المهلة النهائية لانسحاب القوات الأجنبية. وانتزعت طالبان السلطة في الوقت الذي سحبت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها قواتهم بعد حرب استمرت 20 عامًا.

وأبرمت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اتفاقا مع طالبان العام الماضي يسمح للولايات المتحدة بسحب قواتها مقابل ضمانات أمنية من طالبان.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس إن الوضع الأمني في أفغانستان يتغير بسرعة ولا يزال خطيرا. وأضاف خلال إفادة صحفية في البيت الأبيض "إجلاء الآلاف من كابول سيكون صعبا ومؤلما" ولم يكن هذا ليتغير "بغض النظر عن التوقيت الذي بدأ فيه". وأضاف "أمامنا طريق طويل وقد يقع الكثير من الأخطاء".

وقال مسؤول من طالبان إن القوات الأجنبية في أفغانستان لم تسع لتمديد المهلة النهائية للرحيل عن البلاد والتي تنقضي في 31 أغسطس، بعد أن قال بايدن إن القوات الأمريكية قد تبقى لفترة أطول للإشراف على عمليات الإجلاء.

ومن المقرر أن يدعو رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الرئيس الأمريكي هذا الأسبوع على تمديد الموعد النهائي. وقال وزير الدفاع البريطاني بِن والاس إن بلاده لم يعد أمامها سوى ساعات وليس أسابيع لتنفيذ خطتها لإجلاء من ترغب في إخراجهم من كابول وإن القوات على الأرض بحاجة إلى استغلال كل لحظة أمامها لتحقيق ذلك.

قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أمس الإثنين إن بلاده يساورها القلق إزاء مهلة 31 أغسطس التي حددتها الولايات المتحدة للانسحاب من أفغانستان وإن ثمة حاجة لمزيد من الوقت لاستكمال عمليات الإجلاء. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن القوات الأمريكية قد تبقى بعد 31 أغسطس للإشراف على عمليات الإجلاء. لكن مسؤولا في قيادة طالبان قال إن القوات الأجنبية لم تطلب تمديدا للمهلة، وهو ما لن توافق عليه الحركة إذا طلبته تلك القوات. وقال لو دريان، وفقا لما نقله صحفي فرنسي يرافقه إلى الإمارات ممثلا لوسائل الإعلام، "يساورنا القلق إزاء مهلة 31 أغسطس التي حددتها الولايات المتحدة. هناك حاجة لمزيد من الوقت لاستكمال العمليات الحالية" في إشارة إلى الإجلاء. وقالت وزارة الخارجية إن الطائرات الفرنسية أجلت حتى الآن أكثر من ألف أفغاني عن طريق أبوظبي التي توجد فيها قاعدة عسكرية فرنسية. وقال لو دريان الذي ترافقه وزيرة القوات المسلحة فلورنس بارلي إن مصدر القلق الرئيسي لا يزال وصول الناس إلى مطار كابول. وأضاف "ما زلنا نحتاج إلى زيادة تنسيقنا محليا مع الولايات المتحدة وشركائنا هناك".

وسعى الأفغان المذعورون للحاق برحلات جوية من كابول خوفا من الانتقام والعودة إلى تفسير متشدد للشريعة الإسلامية طبقته طالبان عندما كانت في السلطة قبل عقدين. كما أدت الفوضى في المطار إلى تعطيل شحنات المساعدات المتجهة إلى أفغانستان.

وقال ريتشارد برينان، مدير الطوارئ في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، ​​لرويترز إن 500 طن من الإمدادات الطبية المقرر تسليمها هذا الأسبوع توقفت بسبب إغلاق مطار كابول أمام الرحلات الجوية التجارية. وأضاف أن المنظمة دعت الطائرات الفارغة إلى تحويل مسارها إلى دبي حيث تخزن المنظمة الشحنات، لالتقاط الإمدادات في طريقها لنقل من يتم إجلاؤهم من أفغانستان.

واستعاد مقاتلو طالبان السيطرة على ثلاث مناطق في ولاية باغلان الشمالية كانت قوات معارضة سيطرت عليها لفترة وجيزة، وحاصروا تلك القوات في وادي بانجشير، وهو معقل قديم لخصوم طالبان في شمال شرق كابول. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد على تويتر "العدو محاصر في بانجشير". وقال الزعيم المناهض لطالبان أحمد مسعود إنه يأمل في إجراء محادثات مع الحركة الإسلامية لكن قواته في بانجشير مستعدة للقتال. وتضم قواته فلولا من وحدات الجيش وقوات خاصة وميليشيات.

وفي سياق آخر، قال مسؤول في البيت الأبيض أمس إن الجيش الأمريكي نقل جوا نحو عشرة آلاف شخص خارج كابول خلال 24 ساعة يوم الأحد، وإن 61 طائرة تابعة للتحالف ساعدت في إجلاء قرابة 5900. وأضاف المسؤول أنه منذ 14 أغسطس، أجلت الولايات المتحدة أو ساعدت في إجلاء 37 ألف شخص من أفغانستان التي سيطرت عليها حركة طالبان.

تعليق عبر الفيس بوك