جنيف- رويترز
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف اليوم الاثنين إن 27 طفلا على الأقل قتلوا وأصيب 136 في ثلاثة أقاليم في أفغانستان خلال الأيام الثلاثة الماضية مع تصاعد العنف هناك.
وقال إرفيه لودوفيك دي ليس ممثل يونيسف في أفغانستان في بيان أرسله بالبريد الإلكتروني "يونيسف مصدومة من التصعيد السريع للانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في أفغانستان... الأعمال الوحشية تتزايد يوما بعد يوم". وسُجلت الوفيات والإصابات في أقاليم قندهار وخوست وبكتيا.
وفي الأثناء، شنت قوات خاصة أفغانية هجوما مضادا اليوم الاثنين في محاولة للتصدي لمقاتلي حركة طالبان الذين اجتاحوا مدينة قندوز الشمالية وفر السكان من الصراع بعد أن تحدثوا عن أصوات إطلاق نار وانفجارات لا تنقطع.
وكانت قندوز واحدة من ثلاث عواصم إقليمية سيطر عليها المقاتلون في شمال البلاد مطلع الأسبوع بعد أن اكتسب هجومهم زخما في أعقاب إعلان واشنطن إنها ستنهي مهمتها العسكرية في أفغانستان بحلول نهاية شهر أغسطس. وحذر متحدث باسم طالبان الولايات المتحدة أمس الأحد من التدخل بعد ضربات جوية أمريكية لدعم القوات الحكومية الأفغانية.
وفي الغرب قرب الحدود مع إيران، قال مسؤولون أمنيون لرويترز إن قتالا عنيفا يجري على مشارف مدينة هرات. وقال عارف جلالي رئيس مستشفى هرات زونال إن 36 شخصا قُتلوا وأصيب 220 في القتال على مدى 11 يوما مضت. وأضاف أن أكثر من نصف المصابين من المدنيين وهناك نساء وأطفال بين القتلى.
وفي إقليم هلمند الجنوبي، معقل طالبان، تحدث مسؤولون أمنيون عن انفجار مدو في لشكركاه عاصمة الإقليم صباح اليوم الاثنين.
وسيطر المقاتلون على عشرات الأحياء والمعابر الحدودية في الأشهر الأخيرة وفرضوا ضغوطا على عدة عواصم إقليمية منها هرات وقندهار في الجنوب مع انسحاب القوات الأجنبية.
وقالت الميجر نيكول فيرارا المتحدثة باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي لشبكة سي.إن.إن الإخبارية يوم الأحد "القوات الأمريكية وجهت عدة ضربات جوية دفاعا عن شركائنا الأفغان في الأيام القليلة الماضية" لكنها لم تذكر إلى أين وجهت الضربات.
وفي قندوز، هجرت أسر عديدة تشعر باليأس وتضم أطفالا ونساء حوامل منازلها في المدينة على أمل الوصول إلى كابول الآمنة نسبيا والتي تبعد 315 كيلومترا باتجاه الجنوب وهي مسافة عادة ما تستغرق نحو عشر ساعات بالسيارة. وترك رجال الشرطة نقاط التفتيش على الطرق المحيطة بالمدينة.
وكان غلام رسول، وهو مهندس، يحاول تأجير حافلة لنقل أسرته للعاصمة عندما دوى صوت إطلاق النار في شوارع بلدته. وقال رسول لرويترز "ربما نضطر للسير إلى كابول لكننا لسنا واثقين من أننا لن نُقتل على الطريق ... الاشتباكات على الأرض لا تتوقف ولا لعشر دقائق". وأضاف "من الأفضل أن نترك هذه المدينة إلى أن يتحدد هل ستحكمها حكومة أفغانستان أم طالبان". وقال هو وعدد من السكان ومسؤول أمني إن القوات الخاصة الحكومية أطلقت عملية لإخراج المقاتلين من المدينة.
وقال مسؤولون حكوميون محليون إن مقاتلي طالبان تحصنوا بمبان حكومية في وسط المدينة واحتلوا مواقع يسيطرون منها على الطرق المؤدية إلى قاعدتين دفاعيتين على مشارفها.
وقال محمد نور رحماني عضو المجلس التشريعي في إقليم ساريبول إن طالبان استولت أيضا على المباني الحكومية في ساريبول عاصمة الإقليم الشمالي وطردت المسؤولين من المدينة الرئيسية إلى قاعدة عسكرية قريبة.
ومساء الأحد، قال أشرف عيني عضو البرلمان عن إقليم طخار إن طالقان عاصمة الإقليم سقطت في يد طالبان التي أطلقت سراح سجناء وسيطرت على جميع المباني الحكومية مما دفع المسؤولين للفرار إلى حي قريب.
ووردت تقارير متباينة عما إذا كانت طالبان قد سيطرت على شبرغان عاصمة إقليم جوزجان في الشمال حيث دار قتال عنيف.
واستولت الحركة المتشددة يوم الجمعة على أول عاصمة لإقليم أفغاني منذ سنوات وهي زرنج التي تقع على الحدود مع إيران في إقليم نمروز الجنوبي.
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان لتلفزيون الجزيرة إنه لم يتم الاتفاق على وقف لإطلاق النار مع الحكومة الأفغانية. وأضاف المتحدث أن الحكومة الأفغانية "اختارت إعلان الحرب"، محذرا من المزيد من التدخل الأمريكي في أفغانستان.
وقال مسؤولون بأجهزة الحكم المحلي اليوم الإثنين إن مسلحين يشتبه أنهم من مقاتلي حركة طالبان قتلوا مدير محطة إذاعية أفغانية في كابول واختطفوا صحفيا في إقليم هلمند الجنوبي، وذلك في أحدث حلقة من سلسلة طويلة في الهجمات التي تستهدف العاملين في حقل الإعلام.
وقال متحدث باسم طالبان لرويترز إنه ليس لديه معلومات عن أي من الحادثين.