معدل الإصدارات الحديثة يعكس حيوية الحراك الثقافي بالسلطنة

محمد الرحبي: نمط الحياة أفقد الساحة الأدبية "معايير الجودة".. و"الربحية" أضعفت الدور الرقابي للناشر

 

الرؤية - فاطمة الشريقية

يُمثل معيار "الجودة" في عُموم الأعمال الأدبية سواءً الفنون أوالعلوم والثقافة بأنواعها، صكَّ اعتماد وأداة تقييم تعكس حجم الثراء الأدبي والثقافي، بل واللغوي لأي كاتب. ومع ما أفصحتْ عن قَرائح وأقلام مُثقفينا خلال الآونة الأخيرة من إصدارات مُتنوعة، تجلَّت بين دفتي جميعها جُملة فُروقات في هذا المعيار الحاكمي، التقت "الرؤية" الروائي والصحفي محمد بن سيف الرحبي، في محاولة لاستقراء ما وراء هذه الفروقات، ومنطلقات وضوابط تحقيق الجودة في أعمالنا الأدبية.

واستهل الرحبي قائلاً: إنَّ الأدب العُماني يمرُّ بحالة ازدهار؛ حيث نشهد حركة تطور حقيقية وواضحة تجلت في معدلات النشر والإصدارات الحديثة، والتي مهما اختلفنا مع نتائجها إلا أنها ستبقى دالة على حيوية وتطور حركة الحياة المعاصرة.. وأوضح الرحبي: لاحظنا خلال الفترة الأخيرة تغيرا ملموسا في أدوات التعبير، وبدأ الأدب يلامس الحياة اليومية بطريقته الحديثة، وهو في نظري السبب وراء هذا التحول، إذ لا يُمكن التعبير عن وقائع اليوم بنفس الأدوات القديمة والتقليدية المتوارثة.

وأشار الرحبي إلى أنَّ ما يُمكن تسميته بـ"تنوع معدلات الجودة" فيما ينشر اليوم شيء طبيعي، بل وصحي في الوقت نفسه؛ وهذا متعارف عليه في كل ثقافات العالم؛ حيث يوجد الجيد والرديء، فيقدم الجيد من خلال دراسات وعروض قراءة تنشرها الصفحات الثقافية والملاحق المتخصصة. مؤكدًا أنَّ دور النشر تعدُّ عنصرًا مساعدًا في تحديد الجودة، إلا أنَّ "ثقافة الربحية" المنتشرة هذه الآونة خرجت بهذه المهمة عن سياقها، والتي حصرت مهمة الناشر فقط في خدمات الطباعة والتوزيع.

وعرَّج الرحبي على عدم وجود خارطة طريق يتبعها المبتدئون ليكتبوا بشكل أفضل؛ قائلاً: القضية موهبة وجهد في القراءة وتراكم خبرات، مع وجود الموجِّه الذي يصارح هؤلاء بمستوى كتاباتهم وما ينقصها، وما قد تحتاجه من ضبط فني ولغوي، وهذا يقوم به المحرر الأدبي في دور النشر أحيانا، لكن المشكلة أننا نريد أن نكتب دون أن نقرأ؛ لذلك تكثر الكتابات الضعيفة أو الخواطر والذاتيات المراهقة عمرًا وفكرًا، أضف إلى ذلك سهولة النشر اليوم والتي باتت تدفع الكثيرين لتحقيق أمنيتهم بوجود كتاب يحمل اسمهم.

وعن روايته "ناجم السادس عشر"، قال الروائي سيف الرحبي: إنَّ ما يميّزها أنها اتكأت على الموروث، ولكن بأسلوب كاريكاتيري ساخر، مع إسقاطات سياسية واجتماعية ودينية، وغرائبية في تقديم شخصية ناجم صاحب الـ16 روحا، وعلاقته بالمكان والحكومة وشيخ القبيلة الأعمى وزوجاته.. مشيرًا إلى أنه لا يملك طقوسا للكتابة سوى أنه خصص يوميّ الإجازة الأسبوعية للكتابات الأدبية؛ حيث يصحو كعادته في أي يوم عمل ويدخل مكتبته المنزلية حتى الظهر، لافتا إلى أنَّه لا يمكنه كتابة عملين في وقتٍ واحد؛ حيث يحتاج إلى فترة بين الانتهاء من عمل والدخول في آخر.

تعليق عبر الفيس بوك