الكشفية ودورها في خدمة المجتمع

 

خالد بن محمد الشبيبي

 

يمر الإنسان بالعديد من المراحل التعليمية في مختلف المجالات، حيث تلعب الحركة الكشفية والإرشادية دورًا مهمًا في صقل الشباب وتنميتهم؛ لينعكس ذلك على فكرهم وسلوكياتهم بحيث يُؤثر ذلك إيجابًا على حياة منتسبي أفراد الحركة الكشفية مما يؤدي إلى رفع كفاءة الأداء وزيادة الفرص وأيضًا زيادة الإنتاج والتأثير، وذلك من خلال العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات التي قدمت لهم وحصلوا من خلالها دعمًا معنويًا أو ماديًا أو دعمًا لوجستيًا في إنجاح البرامج المختلفة؛ ليترجموا بعد ذلك نتيجة هذا الاستثمار في المجتمع.

وإذا تطرقنا إلى مرحلة الجوالة وهي ضمن مراحل الحركة الكشفية التي تُعتبر الأكبر والأقوى؛ نظرًا لمخاطبتها وتحريك طاقات الشباب وذلك من خلال نوعية الأنشطة والأعمال التي تُسند لهم في مشوارهم الكشفي؛ والتي من بين تلك الأعمال التطوعية التي يقوم بها (الجوالة والجوالات) تفعيل دور الشراكة المجتمعية مع مختلف الجهات الحكومية، والمؤسسات الأهلية والمجتمع المدني مثل: المساهمة في حفظ وصون البيئة من خلال طرح الأفكار والمقترحات، والمشاركة في الحملات التي تعنى بهذا الجانب، وتسليط الضوء عليها، وفي الحقيقة هناك أعمال كثيرة يقوم بها أفراد الجوالة والجوالات ومنتسبوالحركة الكشفية في الوقت الحالي،  والفترة الماضية بمشاركتهم في العديد من الأعمال التطوعية في ظل انتشار فيروس كورونا.

"كُنْ مستعدًا" هو الشعار الذي يعني لمنتسب الحركة الكشفية، والذي أثبت أفراد الكشافة العُمانية مدى قدرتهم وتمكنهم من ترجمته على أرض الواقع من خلال  المشاركات والمساهمات الفعالة في العمل الميداني؛ فهناك العديد من الجهات الرسمية والمعنية التي قامت بالتنسيق مع المديرية العامة للكشافة والمرشدات حول التعاون، وزيادة الوعي عن جائحة كورونا،  على سبيل المثال الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية، والمركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة ممثلا في قطاع الإغاثة والإيواء ووزارة الصحة، ولجنة الأوقاف وبيت المال في مبادرة وطهر بيتي، وإقامة العديد من حملات التبرع بالدم.

وفيما يخص جائحة كوفيد يأتي دور الجوالة والجوالات ومنتسبي الحركة الكشفية؛ لاستهداف المجتمع ولفت انتباه الفئة المستهدفة، وحثهم على اتباع التعليمات والإجراءات الوقائية التي من شأنها أن تُقلل الإصابة وانتشار فيروس كورونا الذي بات منتشرًا بشكل كبير، وذلك بإقامة العديد من المنشورات وملصقات التوعية، وإنتاج مقاطع مرئية. وتقوم عشائر الجوالة والجوالات بالمشاركة في الحملة الوطنية للتحصين ضد كوفيد_19 في مختلف محافظات وولايات السلطنة، وإعداد برامج مختلفة في ما يخص هذا الموضوع، وحث أفراد المجتمع على اتباع الطرق السليمة لتحقيق الوعي التام لجميع الفئات، وأيضًا المساهمة في نشر الوعي الصحي من خلال الأنشطة والفعاليات التي تؤدي إلى إيصال معلومات الوقاية، وأسباب العدوى وطرق الحماية مع تقديم النصائح والإرشادات معرفيًا وسلوكيًا.

هنا نُدرك أنَّ العديد من الظواهر والمشكلات في المجتمع تنحل بإتاحة فرصة المشاركة لفئة الشباب والشابات في مرحلة الجوالة والجوالات من المجتمع، وأهمية مشاركتهم في إعداد برامج التخطيط والتدريب؛ بهدف تفعيل دور الشباب لإنجاح دورهم في تنمية وخدمة المجتمع.

وفي الختام، نقول إن الأمم لا تبنى إلا بسواعد أهلها وأبنائها الأوفياءِ المخلصين، ندعو الله أن يحفظنا جميعًا من كل سوء ومكروه وأن يوفقنا في المجتمع والوطن العزيز.

تعليق عبر الفيس بوك