يتبع "التعليم العالي" بهدف ابتكار آليات مستحدثة لصون الموارد الوراثية

"موارد": جمع وتصنيف 189 عينة لكائنات بحرية و660 مادة وراثية ونطف لسلالات حيوانية

◄ 223 عينة وصنفا مزروعة محليا ببنك حفظ سلالات الموز.. وتجميع 45 بذورة لنباتات طبية

◄ بدء إنشاء بنك جيني لمفصليات الأرجل في السلطنة.. وشراكات متعددة لتطوير العمل

مسقط - الرؤية

باشر مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار "موارد"، تفعيل أهدافه الإستراتيجية لتعزيز دوره الرائد في الاهتمام بالموارد الوراثية العمانية وجمع المعلومات المتعلقة بذلك، وإنشاء قواعد البيانات حولها، ووضع الإستراتيجيات التي من خلالها تنبثق الخطط والمشاريع الهادفة لحفظ وحماية الموارد الوراثية المحلية، بهدف تمكين تحقيقها وتعزيز الاستدامة المطلوبة في هذا القطاع الحيوي.. وحقق "موارد" عددا من الإنجازات الملموسة في مجال الموارد الوراثية النباتية والحيوانية والكائنات البحرية والكائنات الحية الدقيقة، إضافة للعمل على تنظيم بعض المبادرات المجتمعية والأنشطة العلمية الابتكارية في مجال تعزيز الوعي ونشر المعرفة.

ويعدُّ مشروع دراسة أثر التمدُّن العمراني على الغطاء النباتي في محافظة ظفار، بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس، من أبرز الدراسات العلمية والبحوث الأكاديمية التي نفذها "موارد"، وأثبت المشروع أن الغطاء النباتي تأثر كثيرا بسبب التمدن العمراني، وأصبحت بعض الأنواع النباتية مهددة بخطر الانقراض.

ويضمُّ مشروع البنك الحقلي لحفظ سلالات الموز المحلية -والمتوقع أن ينتهي إنشاؤه هذا العام- بالتعاون مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، أكثر من 100 مدخل من عينات الموز التي جُمعت من مختلف محافظات السلطنة؛ حيث تم جمع وتوصيف 123 صنفا من الموز المحلي، وتمت زراعة تلك الأصناف في البنك الحقلي للموز في محطة الأبحاث الزراعية بمحافظة شمال الباطنة (محطة حيبي)، وسيمكن هذا البنك الباحثين من عمل الدراسات المتعلقة بالموز المحلي كمقاومة تلك المدخلات للحرارة والجفاف والأمراض والأوبئة، وكذلك تقييمها من ناحية الانتاج الزراعي للاستخدام التجاري كجودة الثمار وتحملها للظروف الزراعية، وبذلك تكون معظم أنواع الموز المحلية محمية خارج موطنها الأصلي من خطر الانقراض مما بدوره يعزز قيمة تلك الموارد الوراثية ويرفع من المستوى الاقتصادي للبلد.

بنك حفظ البذور

من ناحية أخرى، قام "موارد" بإنشاء بنك لحفظ بذور مختلف الأنواع النباتية المحلية، بالتعاون مع جامعة نزوى، بهدف توفير الملجأ الآمن والبيئة الملائمة لبقاء أجنة تلك البذور حية لفترات طويلة تمتد لأكثر من 20 سنة، وأيضا لتوفير البذور للعلماء في الموارد الوراثية النباتية لإجراء الدراسات عليها، والشروع في الأعمال المرتبطة به من فحص صحة البذور وتنقيتها وتوثيقها في قاعدة البيانات وحفظها في غرف التبريد.

ويتضمَّن مجال الموارد الوراثية النباتية العمانية مشروع جمع وحفظ الموارد الوراثية النباتية المحلية في سلطنة عُمان، والذي يُعنى بعمليات جمع البذور والمهمات الاستكشافية وتسجيل المعلومات المرتبطة بالنباتات المحلية ذات الأهمية الاجتماعية والاقتصادية، وقد ركز "موارد" على النباتات الطبية والعطرية؛ لما لها من قيمة وفوائد غير مستغلة، ولكونها أيضا أحد الكائنات المهددة بخطر الانقراض بسبب السلوكيات الخاطئة كالاستخدام غير المستدام والرعي الجائر، ومن الأمثلة على أنواع النباتات الطبية التي تم جمعها: السيداف والحماض والعتم والشوع والتنضب، وتمكن المعنيون من إدخال بيانات التوصيف النباتي لسلالات القمح والشعير العماني في منصة الموارد الوراثية النباتية (GRIP)، وأيضا الانتهاء من إعداد ثلاث دراسات للنشر العلمي في مجلات علمية محكمة عن التنوع الوراثي لسلالات القمح والشعير العماني؛ هي: التنوع الوراثي لسلالات القمح الصلب المحلية في عمان، والتنوع الوراثي لسلالات الشعير المحلية، والتنوع الوراثي لسلالات قمح الخبز المحلية، وشملت الجهود المبذولة أيضا، تجميع عدد 43 نوعا من بذور النباتات الطبية، وعدد 2 من النباتات العطرية، إضافة لإقرار الإستراتيجية الوطنية للموارد الوراثية النباتية ذات القيمة الاقتصادية والاجتماعية.

الموارد الوراثية الحيوانية

وعلى صعيد الموارد الوراثية الحيوانية، فقد شهد هذا المجال تقدما كبيرا وملموسا؛ حيث تم الانتهاء من مراجعة المسودة الثالثة لوثيقة إستراتيجية الصون والاستخدام المستدام للموارد الوراثية الحيوانية المستأنسة في السلطنة، والتي من المتوقع إصدارها خلال هذا العام، إلى جانب الانتهاء من توصيف سلالات الغزال العربي، وحفظ عدد 63 عينة من الدم والمادة الوراثية لهذا الحيوان، كذلك تم دراسة وصون سلالة الضأن العماني المحلي، وحفظ 98 عينة من الدم والمادة الوراثية له، وأيضا تم حفظ عدد 500 عينة من نطف سلالات الابقار المحلية بالتجميد في درجة 196 درجة مئوية تحت الصفر، إضافة للشروع في مشروع إنشاء بنك جيني لمفصليات الأرجل في السلطنة.

وفي مجال الموارد الوراثية للكائنات البحرية، انتهى "موارد" من جمع وتوصيف عدد 135 عينة لشعاب مرجانية رخوية، وجارٍ اختبار الأنشطة الحيوية لها على البكتيريا والخلايا السرطانية، وأيضا الانتهاء من إنشاء مختبر خاص لعزل وتوثيق البصمة الوراثية وحفظ العوالق النباتية الخضراء بالتعاون مع جامعة الشرقية والمجهز بأحدث الأجهزة، إلى جانب عقد دورات تدريبية حول كيفية جمع وتصنيف العوالق النباتية الخضراء، وكذلك الشروع في مشروع المسح الأوَّلي لمجتمعات الدايتومات في اللافقاريات البحرية من السواحل العمانية، كما تم التدريب على استخدام المجهر الماسح الإلكتروني، وتصنيف 54 نوعا من الدايتومات الموجودة على اللافقاريات البحرية.

نظرا لدقة العمل في مجال الموارد الوراثية للكائنات الحية الدقيقة، فقد أولى "موارد" هذا الجانب اهتماما كبيرا، حيث تم البدء في مشروع إعادة استزراع عينات من الميكروبات المحفوظة في بنك الجينات، بالتعاون مع جامعة نزوى، وكذلك إقامة ورشة عمل افتراضية حول "بروتوكولات الجمع الميداني وحفظ وتصنيف الفطر "المشروم" البري"، في شهر يوليو 2020، بمشاركة أكثر من 30 مشاركا من مختلف الجهات ذات الصلة.

مبادرات نوعية

وتوازى العمل في الجانب العلمي التخصصي في "موارد"، مع السعي لنشر المعرفة العلمية والنتائج البحثية، وتدعيم الوعي بأهمية الموارد الوراثية في أوساط فئات المجتمع المختلفة وشرائحه؛ ففي مجال المبادرات التي أسهمت في صون واستخدام الموارد الوراثية، نفذ "موارد" النسخة الثانية من منتدى المنافع الاقتصادية افتراضيا، والذي تضمن تدشين منصة رقمية للأفكار المبتكرة في مجال الموارد الوراثية ضمن معرض افتراضي بمشاركة 16 شركة صغيرة ومتوسطة وتجارية، وتضمن المنتدى حزمة من الموضوعات العلمية والاقتصادية، تناولها عدد من الخبراء والمعنيين والمختصين والمبتكرين، عبر استعراض تجاربهم المثرية والملهمة في هذا المجال، تم تناولها عبر جلسات متعاقبة حملت عناوين متنوعة مثل استخلاص أغذية ذات جودة عالية من الموارد الوراثية العمانية: الأمن الغذائي والتغذية، وابتكارات من الموارد الوراثية العُمانية: دور الثورة الصناعية الرّابعة، وقيمة متجذرة: الموارد الوراثية العمانية نحو منتجات طبيعية، والموارد الوراثية من أجل اقتصاد مستدام.

كما أطلق "موارد" تطبيق "تجميع"، الذي يمكّن المستخدمين من توثيق الأنواع وفق أسمائها المحلية والعلمية وتحديد مكانها مع إضافة الصور، وبهدف تثقيف ونشر الوعي المجتمعي في مجال الموارد الوراثية الحيوانية والنباتية والأحياء الدقيقة والكائنات البحرية جرى تنظيم جلسات المقهى العلمي من خلال استضافة الخبراء والمهتمين بشكل افتراضي بواقع 6 جلسات خلال العام الجاري في مواضيع مختلفة؛ مثل المواطن والبحث العلمي، والأمن الغذائي، والثورة الصناعية الرابعة ومواردنا الوراثية، والعجائب الخفية للمشروم، والزراعة الذكية، ورحلة سفاري تجميع، كما نظم موارد للعام الثالث على التوالي برنامج "منافع"، وهو منصة افتراضية تتيح أمام الباحثين والمهتمين ورواد الأعمال في السلطنة الفرصة لتطوير وطرح أفكارهم التجارية المبتكرة القائمة على التنوع الأحيائي ومساعدتهم لتحويل هذه الأفكار إلى مشاريع تجارية حقيقية ترى النور، وتترجم على أرض الواقع.

وسيأخذ برنامج "منافع" لهذا العام طابع الموارد الوراثية النباتية؛ متمثلا في مبادرة هيئة البيئة، وهي زراعة عشرة ملايين شجرة.

اتفاقيات وبرامج تعاون

وفي السياق، يُدرك موارد أهمية الشراكة الفاعلة في الجانب العلمي لتحقيق النتائج الهادفة، وإدراك الأهداف المختلفة؛ لذلك وقع موارد عدداً من الاتفاقيات وبرامج التعاون بهدف دعم أنشطة الموارد الوراثية في مختلف القطاعات والمبادرات؛ وأهمها: توقيع برنامج تعاون مع الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة "بيئة"، وتوقيع اتفاقية تعاون مع شركة أركان للبحث والتطوير والابتكار العلمي، وتوقيع مذكرة تفاهم مع الأكاديمية العمانية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وأنشئ موارد "مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية" في 2012م بأوامر سامية من لدن السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، وذلك لبعد نظره وشديد اهتمامه بالموارد الوراثية، ولا يقوم موارد فقط بعمل المشاريع والدراسات والبرامج، ولكن من أهدافه الأساسية نشر المعلومات التي ترفع من مستوى الوعي المجتمعي حول أهمية الموارد الوراثية واستخداماتها وطرق الاستفادة منها.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z