آثار التفكك الأسري

رحمة بنت منصور الحارثية

إخصائية نفسية

 

التفكك الأسري هو أن يعيش الأطفال في حالة مُستمرة من القلق والخوف وشعور بعدم الأمان أو انعدامه في بعض الحالات.

ما هي الآثار الناتجة عن التفكك الأسري؟

الضحية في الغالب هم الأطفال تنتابهم عدة مشاعر، وتتغير مفاهيم المبادئ لديهم واللجوء للطرق غير المشروعة لتحقيق بعض الغايات ويكونون عرضة إلى العدائية للمجتمع والحزن والاستياء واليأس وعدم التأقلم وتشويش في القوانين ومشاكل بالنوم والإحباط والاستسلام والوحدة والسلبية وصعوبة بتكوين علاقات والتناقض والإدمان والعنف واضطرابات جسدية ونفسية عديدة.

هل التفكك الأسري يقود إلى انحراف الطفل؟

لا يختلف اثنان على أنَّ البيئة التي ينشأ فيها الطفل لها دور كبير وأثر على شخصيته وأفكاره وسلوكياته إن نشأ في بيئة أسرية يسودها التفكك سوف ينشأ في وسط يفتقر للانضباط والتوجيه والتحكم بسلوكياته تُعدّ مرحلتي الطفولة والمراهقة الأساس الذي تتشكل به سمات الفرد الشخصية التي يحملها طوال عمره.

والأسرة كالبنيان إن تعرضت لخلل بالتوازن وأدى إلى تفككها الأطفال هم بالواجهة عندما يتخلى الأبوان أحدهما أوكلاهما عن قيادة دفة سفينة الأسرة، فمن الصعب أن يقودها الطفل فحتماً سيتخبط في الحرمان العاطفي تارة والحرمان المادي تارةً أخرى وسط كل أنواع الحرمان والمشاكل يدخل الطفل في عالم المجهول.

وكثيرًا ما تُتداول أخبار عن هروب طفل من المدرسة أو من ذويه ولكن الأسباب وراء هروبه لا تتداول في الغالب ينتج من التفكك الأسري لدى الأطفال سلسلة من العقد النفسية الحرمان من أقل الاحتياجات الضرورية يؤدي إلى أن تتقاذفهم أمواجه العاتية للحصول عليها مهما بلغ الثمن الهروب هو مُغادرة الشخص دون وجهة محددة المعالم قد تحدث مرة بينما التشرد شكل من أشكال الانحراف وهو هروب لكن متكرر وهنا يمكن أن يطلق عليه ظاهرة، إضافة إلى العدوان وهو سلوك ينبثق من الطفل كردة فعل لعدم رضاه عن الواقع الذي يعيشه وشعوره بعقدة النقص، أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين كانت تنشئتهم في أسرة مفككة يعانون من مشكلات عاطفية وسلوكية وصحية واجتماعية لديهم ميول للانطواء والغضب وعدم المقدرة على ضبط النفس وعدم التقبل.

والصراع لدى الأسر المتفككة لا يأتي من عامل واحد وإنما لعدة عوامل يتسم بالطابع المتدرج وبشكل تراكمي بحيث تتداخل الأمور المسببة في بعضها مما يجعل من الصعب تفكيكها لعامل واحد تتشكل كل تلك التشابكات إلى انهيار كيان الأسرة بالطبع إن الخلافات التي تحدث بشكل متواتر تترك تأثيرات نفسية وبالأخص على الأطفال وبنائهم النفسي والشخصي الطفل يتعطش لأسس سليمة لبناء شخصيته وإن تعذرت تلك الأسس تأخذه إلى منحنيات خطيرة مُعاناة الطفل كبيرة حيث يتعرض لاهتزازات بشخصيته يستشعر الحرمان والتمزق ويتعثر في مسيرته الدراسية يواجه صراعا نفسيا داخليا وخارجيا فوق طاقته  يشعر بغربة داخل نفسه ينشأ لديه نوع من المقارنة ويستغرق بأحلام اليقظة كبديل يصعب عليه التأقلم، مشاعر متفاوتة تدخله في دوامة من الإحباط وخيبة الأمل ويكون عرضة للاضطراب في النمو الانفعالي والعاطفي والتفاعلي مما يُؤثر على حصيلته العلمية.

تعليق عبر الفيس بوك