كلام "واتساب"!

منير بن محفوظ القاسمي

نقرأ كل يوم مئات الرسائل عبر تطبيق "واتساب"، ولو أنَّ أحدنا قام بتأليف كتاب من خلال النصوص المكتوبة في واتساب لنجح في ملء أرفف المكتبات بعناوين مُؤلفة من تلك الرسائل النصية بل وستتنوع المؤلفات من خلال تلك المراسلات وسنقرأ كتبًا منوعة في الشعر والرياضة والغزل والجدل والصحة والدين بل يتعدى ذلك لقراءة كتب في الشتائم والإشاعات اليومية، وكله يندرج في "كلام واتساب"؛ ذلك الكلام الذي كنَّا في سابق عهدنا وقبل ظهور هذه التطبيقات التواصلية نسمعه من أشخاص نلتقي بهم في جلساتنا أو مُحيط دراستنا أو وظائفنا، وكانت تلكم النصوص المسموعة تمر مرور الكرام عند انقضاء الزمن والمكان فلا تنتقل ولا تنتشر إلا ما ندر منها ومعظمها يتلاشى مع الوقت.

حقيقة يجب أن ندركها أن نصوص واتساب والتي تكون في المجموعات أو حتى الشخصية- وإن كانت أكثر هدوءا- منها في المجموعات، سببت لنا القلق الدائم أكثر من كونها مصدرا للتواصل والاتصال بمن اخترنا أن نكون ضمن مجموعاتهم أو تم اختيارنا برغبة منِّا أو عدم رغبة، فالمجموعة الواحدة بها 50 فردًا على أقل تقدير مع التفاوت في الأعداد طبعاً بين مجموعة وأخرى وكل فرد فيها له فكره واعتقاده ورأيه بل يتعدى ذلك إلى وجود الشخصية النفسية والتي عادة ما تعاني من الاندفاعية في كثير من الأمور وعدم تمييز الصحيح من الخطأ في فهم النص المرسل فتراه مندفعاً ومهاجمًا، وشخصيات أخرى كثيرة تحكمها المزاجيات ولا أعمم طبعاً فهناك أيضاً مجموعات تصلح لتأليف كتاب جميل وأعضاؤها أساتذة الرقي.

ما أقصده من خربشات قلمي هذا هو كتابة الشائعات اليومية والتي أصبحت مصدرا لكثير من أعضاء المجموعات ويتم إرسالها ونشرها بمجرد أن خطها صاحبها دون النظر لموضوع مصدرها ومعرفة صدقها من زيفها، والعجيب أن المصدر يكون اسمًا لطبيب أو باحث أو عالم معروف، لكي تصدق، وأقرب مثال لذلك الرسائل اليومية لأخبار كورونا والتي ترسل مكتوبة عبر نص واتساب فتقرأ مثلاً رسالة تحذر من دمج لقاح كورونا مع دواء مُعين أو مادة معينة والتي تؤدي للوفاة ولا أعلم ما الهدف من كتابة مثل هذه الشائعات اليومية والتي نغصت حياتنا.

لذا يجب أن نعي أن مثل هذه الرسائل لا تؤخذ كمصدر وإن اجتهد كاتبها فكل نص مطبوع في واتساب يجب أن يوثق بمصدر موثوق منه وإلا فالأفضل قراءة النص وعدم الأخذ به أو إعادة إرساله.. هناك مواقع ومؤسسات معنية بإرسال التحذيرات والتنبيهات.. ومثل هذه الرسائل التي تحذر من موضوع مُعين يجب أن تصرح إعلاميا عبر الوسائل المعروفة وإلا فستبقى مجرد "كلام واتساب".

 

تعليق عبر الفيس بوك