مخاوف الإصابة وتداعيات "الجائحة" وتغير روتين الحياة.. أبرز الأسباب

د. حمد السناوي: "كورونا" يُرهق المناعة النفسية بالقلق والتوتر والاكتئاب

الرؤية - ريم الحامدية

قال الدكتور حمد السناوي استشاري أول بقسم الطب السلوكي رئيس الرابطة العمانية للزهايمر في مستشفى جامعة السلطان قابوس، إنَّ تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" الصحية والاقتصادية والمجتمعية، والتي لا تزال مستمرة رغم الإجراءات التي أقرتها اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، وكذلك المستوى المرتفع لمعدل المنومين في المستشفيات، كان لها تأثيرها المباشر على الصحة النفسية.

وأضاف السناوي- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية": "لاحظنا خلال الفترة الماضية ارتفاعًا في التأثيرات النفسية للجائحة على بعض أفراد المجتمع؛ سواءً القلق من الإصابة بالفيروس، أو الاكتئاب واضطرابات النوم والتوتر والعزل بالنسبة للمتعافين من كورونا؛ ويتوقف ذلك على حدة الأعراض، والتي تتفاوت حسب الفئة العمرية للفرد، ومدى توافر الدعم الاسري". وأوضح أنَّ الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم كانوا أكثر عُرضة للشعور بالوحدة والعزل والخوف عند الإصابة بـ"كورونا"، وكذلك الحال بالنسبة لكبار السن ممن يعانون أمراضا مزمنة، سببت لهم الخوف من الإصابة لما يمكن أن تخلفه من مُضاعفات صحية أكبر نتيجة ضغف المناعة لديهم.

وتابع رئيس الرابطة العمانية للزهايمر في مستشفى الجامعة حديثه قائلا إنه على الرغم من كون الإغلاق كإجراء احترازي ضروريًّا للحد من انتشار الجائحة، إلا أنَّ له تبعات نفسية؛ مثل: الاكتئاب والإحباط بسبب الخسائر المادية الناتجة عن إغلاق المحلات، والتي أدت لإغلاق بعض المشاريع التجارية وتسريح بعض العمال مما سبَّب ضائقات مالية واقتصادية كبيرة. موضحا في الوقت ذاته أنَّ البقاء في المنزل وإرباك الروتين اليومي هو أحد مسببات الإحباط أساسا، ومما زاد المضاعفات النفسية كذلك تحورات الفيروس وتنوع سلالته، ومن ثم تتضاءل قدرة الجهات على تحديد أو التنبؤ بموعد محدد لعودة الحياة إلى سابق عهدها.

وحول الفئات العمرية الأكثر ترددا في السلطنة على العيادات النفسية، قال السناوي: تتم زيارة العيادات النفسية من مختلف الفئات العمرية والمجتمعية؛ فالمرض النفسي لا يفرق، إلا أنَّ الضغوطات النفسية خلال فترة الدراسة كانت من الأمور التي تمَّت دراستها في مختلف الابحاث العلمية، والتي لوحظ أنها تؤثر سلبا على أداء الطالب، خاصة في مرحلة الدبلوم العام، والتي تعتبر مرحلة مصيرية في حياة الطالب.

وفي سياق موازٍ، شدد السناوي على أنَّ الإدمان نوعان؛ إما إدمان سلوكي أو إدمان عن طريق التعاطي؛ حيث يشعر المدمن بالسعادة بمجرد القيام بسلوكيات الإدمان، وتعتبر الأسباب النفسية من أهم العوامل التي تُسهم في توجيه الفرد نحو الادمان؛ فالبعض يلجأ للإدمان لأنه يجد الراحة النفسية في التعامل مع مشاكله أو صعوبات الحياة من حوله. كما أنَّ الملل والفراغ القاتل للإنسان يدفعه للإدمان كذلك، وأحيانا يعاني المدمن من أمراض نفسية فيلجأ إلى استخدم المواد المخدرة هربا من الألم النفسي الذي يتعرض له.

تعليق عبر الفيس بوك