الرؤية - فاطمة الشريقية
اتفقتْ رُؤى عدد من المُختصِّن والمواطنين -مِمَّن استطلعت "الرؤية" آراءهم- حول أهمية الفحوصات الطبية للمقبلين على الزواج؛ للتأكُّد من خلوهم من الأمراض الوراثية والمعدية، وفرص تلقِّي التطعيمات للحالات الإيجابية للحد من انتشار بعض الأمراض والتقليل من الأعباء المالية على الأسرة والمجتمع، وتجنُّب العديد من المشكلات الصحية والاجتماعية والنفسية.
وقالت بثينة بنت محمد الشريقية ممرضة عامة: من الناحيه الطبية وبشكل عام، يقي الفحص قبل الزواج من انتشار الأمراض المعدية كالتهاب الكبد الوبائي (ب) و(ج)، وكذلك أمراض الدم الوراثية مثل الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي، كما يحمي من الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم ويُقلِّل الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين سواءً على الأسرة أو المجتمع. بل إنَّ هذه الفحوصات تحدُّ من العديد من الضغوطات النفسية على الأسرة والأطفال. وأوضحت الشريقية: "سمعت العديد من القصص التي كان الأطفال ضحيتها دائما.. ففي إحداها أنْ تزوج أحدهم بابنة عمه وكلاهما كان مصابا بفقر الدم المنجلي، إلا أنَّ كليهما لم يفكر بالمستقبل ولا كيف سيعيش أطفالهم والذين دفعوا ثمن ذلك من صحتهم إلى اليوم".
وتوافقها الرأي سها الشكيلية، التي قالت: إن فحص ما قبل الزواج يُؤمن للمتزوجين مستقبلا خاليا من الأمراض، وحياة مستقرة بدون مُنغصات سواء للوالدين أو الأبناء؛ حيث من الأنانية والجهل ألا يقوم المقبلون على الزواج بهذا الفحص قبل الموافقة على بدء الحياة الزوجية.
إلى ذلك، قالت الإخصائية النفسية سهير العامرية: إنَّ ثقافة الإقبال على إجراء فحص ما قبل الزواج كانت شبه معدومة في مجتمعنا؛ ولكن مؤخرا أصبح الناس أكثر وعيا وتفهما. وصادفت العامرية أكثر من حالة انفصل المقبلان فيها نتيجة الفحص. مضيفة: صحيح أنه لا يُمكن إجبار أي شباب أو فتاة على إجراء الفحص قبل الزواج، ولكن في رأيي أنه من الضروري جدًّا تعزيز الجهود التوعوية ليكون الإقبال عليه من تلقاء النفس وليس بالإلزام التشريعي أو القانوني.
وقالت المستشارة التربوية زوينة بمن خلف الغاوية: إن فحص ما قبل الزواج مهم من الدرجة الأولى بين زواج الأقارب، ثم من الدرجة الثانية بين زواج غير الأقارب، وهذا التصنيف جاء بناءً على مسألة الأمراض الوراثية ونسبة انتقالها للفئتين. أما عن مدى ثقافة الناس ووعيهم بأهميته فالحمدلله اليوم نتحدث عن مؤشرات عالية من الوعي ولكنه وعي نظري، أما الوعي التطبيقي للفحص فللأسف معدلاته أقل بكثير. مطالبة بتكثيف الجهود التوعوية بالمعرفة والعاطفة والمهارة تجاه التعامل مع هذه المسألة؛ فـ"المعرفة ضئيلة حول ماهية الفحص وأهميته، والعاطفة تؤثر نوعًا ما تجاه قرار الزواج للأقارب خاصة من عدمه، بعيدًا عن القرار العقلاني الصارم نحوها، أما المهارة فتتمثل حول مستوى سلوك الأشخاص أنفسهم بكيفية التصرف لإجراء الفحص مهما وتقبل النتائج".
تكثيف جهود التوعية
وذكرت أسماء التوبية معلمة تربية إسلامية أنَّه من خلال تجربتها المهنية لم تُصادف أيَّ مدرسة قامت بتثقيف طالباتها بأهمية الفحص قبل الزواج؛ معتبرة أنَّ هناك قصورا من المدارس تجاه تثقيف الطلاب بأهمية هذه الفحوصات والتعريف بالعواقب، مشيرة إلى ضرورة عقد ندوات في المدارس، وأن يتم تضمين المناهج دروسا منفصلة عن أهمية هذه الفحوصات بشكل أوسع حتى ينشأ الطلاب وهم مُدركون أهميته في تجنب الكثير من الأمراض في المستقبل.
الهنوف الفارسية عبَّرت عن أسفها حيال الواقع، قائلة "من المؤسف أننا ما زلنا نطرح هذا الموضوع في استطلاع رأي، ففي تصوري أنَّ المجتمعات المتحضرة لابد أن تقفز خطوة كبيرة للأمام بخصوص هذا الإجراء، من خلال التعامل معه على أنه واجب وضرورة، بل وأن يكون شرطًا من شروط عقد الزواج. مؤكدة ثقتها في جهود المعنيين بإطلاق العديد من الحملات التوعوية لتجسير الهوة بين الوعي وتطبيقات هذا الوعي على أرض الواقع.
ويرى ياسر بن خميس البلوشي - صحفي، أن ثقافة المجتمع تجاه فحص قبل الزواج تغيَّرت مؤخرًا، وأصبحت هناك قناعة تامة لدى البعض بضرورة إجراء هذا الفحص. وفي الوقت ذاته، يؤكد البلوشي أهمية استمرار الحملات الإعلامية في هذا الجانب لإرشاد المجتمع وتوعيتهم بسبل تعزز وجهة نظرهم تجاه الفحص، استنادًا لما للإعلام من دور في التأثير والإقناع.
وعن رأيها، قالت لطيفة النوفلية - صحفية، إنَّه في الآونة الأخيرة انتشرت أمراض لا حصر لها، وعلى الرغم من وجود حملات توعوية تجوب مختلف المحافظات، إلا أنَّ البعض لا يزال يجهل أهمية الفحص قبل الزواج، وقدرته على إنقاذ جيل كامل من هذه الأمراض. إلا أنَّ عددا هذه الحملات ضئيل جدا مقارنة بأهمية هذا الموضوع المتعلق بتوجهات وقناعات أشخاص لا تتزحزح بسهولة، فتكرار الحملات الإعلامية أمر مهم جدًّا.
